طريق «أسود الرافدين» إلى جنوب أفريقيا يمر بالرياض

يبدأ منتخب العراق اليوم حملته الاستعدادية للمشاركة في بطولة القارات التي تنطلق في جنوب أفريقيا في يونيو المقبل عندما يلتقي المنتخب السعودي في العاصمة الرياض في أول مباراة تجريبية له بعد قرار اتحاد كرة القدم تجديد المنتخب وإبعاد عدد كبير من اللاعبين المحترفين بناء ًعلى توصية المدير الفني راضي شنيشل الذي خلف المدرب البرازيلي جورفان فييرا بعد إقالته من منصبه فبراير الماضي على اثر تحميله النتائج السلبية التي خرج بها المنتخب في «خليجي 19». وتحمل التجربة الأولى أهمية كبيرة للكرة العراقية التي تقف أمام منعطف جديد يتمثل في مشاركتها ببطولة القارات التي تعتبر انتقالة نوعية في المشاركات الخارجية على مدى تاريخها الطويل، ويسعى شنيشل إلى تحقيق نتيجة ايجابية في أول ظهور له على الرغم من اعتماده على مجموعة جديدة من اللاعبين الشباب الذين يفتقدون الخبرة والتجربة المطلوبة. وتغلب على اللاعبين الذين يلعبون المباراة اليوم السمة الشبابية الذين يمثل أغلبهم المنتخب لأول مرة، والذين يتسابقون لإثباب أحقيتهم في الحصول على قبول ورضا المدرب. وإذا كان المدرب شنيشل يضع هامشاً ولو ضئيلاً للخروج بأقل الخسائر أمام «الأزرق» السعودي القوي والمتمرس فإن اتحاد اللعبة أعلن أنه لا يعير أهمية للنتيجة التي تنتهي بها المباراة لأنه يحسبها تجربة إيجابية تخدم مشوار الإعداد للمباريات الأقوى. وتأتي المباراة التجريبية في ظروف بالغة التعقيد تمر بها الكرة العراقية خاصة أنها عانت في المدة الأخيرة من انتكاستين تمثلتا في الخروج المثير للجدل للمنتخب من تصفيات كأس العالم والخسارة التي مني بها المنتخب أمام نظيره القطري، ومن ثم الخسارتين أمام البحرين وعمان في «خليجي19» ما أثار حفيظة الشارع الرياضي في العراق والذي طالب بضرورة حل المنتخب وإبعاد المحترفين وتشكيل منتخب يقوم أساسه على اللاعبين الموجودين في الدوري المحلي، وهو الأمر الذي تعذر تحقيقه طيلة أربع سنوات ماضية بسبب رفض اللاعبين المحترفين الحضور إلى بغداد. والمدير الفني راضي شنيشل أعلن أكثر من مرة أنه لايركز على نتيجة المباراة أمام السعودية بقدر تركيزه على البناء النفسي للاعبين الذين يخوض أغلبهم أول مباراة دولية مع منتخب العراق.