الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقبل النقد

16 نوفمبر 2013 20:52
قصص وحكايا تأبى أن تشيخ وتظل صامدة إلى اليوم، تناقلتها الذاكرة الشفوية، إذ شكلت وقودا لتأجيج المشاعر وتحريك الهمم، ورجعت اليوم مكتوبة وأصبحت تساق في دورات تطوير الذات، وأصبحت مستندا في تحفيز الهمم، ومنها قيل: كان جورج رونا محاميا في فيينا، لكنه خلال الحرب العالمية الثانية، لجأ إلى السويد، لم يكن لديه مال، وكان بحاجة ماسة إلى العمل، وبما أنه يجيد لغات عدة نطقاً وكتابة، كان يأمل الحصول على وظيفة مراسل لدى إحدى شركات الاستيراد والتصدير، وعندما كاتب تلك الشركات، أجابت معظمها، بأنها ليست في حاجة إلى هذه الخدمات بسبب الحرب. وإنها ستبقي اسمه في ملفاتها، لكنّ رجلا كتب إلى جورج رونا رسالة يقول فيها «إن ما تتصوره بشأن عملي ليس حقيقيا، فأنت مخطئ و أحمق، فأنا لست بحاجة إلى أي مراسل، حتى وإن كنتُ بحاجة إلى مراسل، فلن أستخدمك لأنك لا تجيد الكتابة باللغة السويدية، والأخطاء تملأ رسالتك». عندما قرأ جورج رونا هذه الرسالة، ثار جنونه، وتساءل: ما الذي يقصده ذلك السويدي من قوله إنه لا يجيد الكتابة باللغة السويدية؟ فالرسالة التي بعث بها ذلك السويدي ملأى بالأخطاء، فما كان منه إلا أن كتب رسالة يعبر فيها عن غضبه، ثم توقف وقال في نفسه «توقف لحظة الآن، كيف لي أن أعرف ما إذا كان هذا الرجل صادقاً؟ لقد تعلمت اللغة السويدية، لكنها ليست لغتي الأم. وربما اقترفت أخطاءً من دون أن أدري، وإن كان هذا صحيحاً، فعلي أن أدرس أكثر، إن أردت الحصول على عمل، لقد أفادني هذا الرجل من دون أن يقصد، ومجرد سوء التعبير عن نفسه لا يلغي كوني مديناً له بهذا المعروف، لذا سأكتب له رسالة أشكره فيها على ما فعله من أجلي». وهكذا مزق جورج رونا الرسالة المهينة التي كتبها أولاً، وكتب رسالة ثانية قال فيها «لطيف منك أن تتحمل مشقة الكتابة لي، خاصة عندما لم تكن بحاجة إلى مراسل، وآسف لأني أخطأت التفكير بشركتك، وسبب كتابتي هو أني أجريت بعض التحقيقات عن اسمك، وعلمت بأنك رائد في مجالك، ولم أكن أدري أني اقترفت أخطاءً لغوية في رسالتي، وأنا آسف ،وخجل من نفسي، وسأكرس وقتي الآن من أجل دراسة اللغة السويدية حتى أصحح أخطائي، وأود أن أشكرك لمساعدتي في السير في طريق تقويم الذات». وبعد أيام قليلة تلقى جورج رونا رسالة من ذلك الرجل يطلب فيها مقابلته، وذهب جورج رونا، وقابل الرجل، وحصل على عمل، حيث اكتشف جورج رونا بنفسه أن الجواب اللطيف يزيل الغضب، وتقبل رأي الآخر يزيد احترام الطرف الآخر تقديراً له. المحررة | lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©