نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، أمسية شعرية قرأ فيها الشاعر الإماراتي جمال الملا عدداً من قصائده، وعرض تجربته ورؤاه في كتابة الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وحضر الأمسية عدد من الأدباء والكتّاب.
وفي تقديمه للشاعر الملا، قال الشاعر محمد المزروعي “إن جمال الملا طاقة شعرية متميزة، تمتلك نفساً خاصاً بها، حيث نرى في شعره الروح الصوفية والتعامل الشفاف مع اللغة الشعرية، وهو في ذلك يؤسس لنمط شعري مختلف يعود بتكويناته إلى منابع الشعر الأولى”.
ثم استهل جمال الملا الأمسية الشعرية التي قرأ فيها عدداً من قصائده، وهي “العشاء الأخير” و”إنسان” و”كان عرشه على الماء” و”خطيئة” و”الحكمة الأولى” وقرأ نصاً لم يعنونه و”رسالة إلى سيد الماء” وأخيراً اختتم قراءاته بقصيدة “ الصنم الأخير”.
وفي قصيدته “وكان عرشه على الماء” يقول جمال الملا:
أشار للأفق صمتاً أيها الشفق
ففوق أفقك هذا لي أنا أفق
ومد سهواً لخلق المنتهى يده
فقال جبريل: مهلاً سوف تحترق
القى على الغيب منديلاً وقال: أنا
ومَن سواي، بهذا الليل قد شنقوا
فأرخ الدهر تابوتاً يطوف به
وخلفه الريح يغريها فتنطلق
وبدت قصائد الشاعر تحمل نزعة صوفية وتأملات في الكون والإنسان ضمن قناعات فلسفية واضحة، حيث يرى الشاعر أن “العالم موجود في الإنسان” وتلك هي ذاتها الرؤية التي كان أبو العلاء المعري يؤمن بها “اتحسب أنك جرم صغير / وفيك استوى العالم الأكبر”.
ويرى الشاعر أنه لا فرق بين أنماط الشعر وأساليبه وتراكيبه المختلفة مادام يوصل الحقيقة، ويبحث عنها ويقدمها بالشكل الذي يراه الشاعر منسجماً مع طريقته بالقول، إلا أنه يرى في الشعر العمودي توافقاً جميلاً بين الموسيقى والفكرة.
يستشهد جمال الملا في حواراته بشعراء وفلاسفة المتصوفة “ابن عربي” و”الغزالي” و”الحلاج” و”طواسينه” و”السهروردي” ويبدو أنه متأثر بشعرهم الصوفي، كما أن الشاعر كان عاشقاً للمتنبي والجواهري، حيث ضمن أجزاء أبيات من قصائدهم في شعره “الليل والخيل والبيداء تعرفني” للمتنبي و”يا دجلة الخير يا أم البساتين” للجواهري، إذ غلب التضمين على شعر جمال الملا، وهذا ما استدعى الشاعر محمد المزروعي أن يطلق عليه “التنامي” مع الشعر العربي، والشاعر جمال الملا مواليد 1990 يعمل مُعداً للبرامج ومراسلاً إعلامياً، وكانت بدايته في البرنامج التلفزيوني “شاعر المليون”.
عدد اليوم
