غزة - وكالات الأنباء: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أنه اتفق على ''وضع اللمسات الأخيرة'' مع الحكومة والأجهزة الأمنية الفلسطينية، بهدف إطلاق سراح الصحافي البريطاني ألان جونستون المخطوف في غزة منذ ثلاثة أسابيع· وفي الوقت نفسه أجرى القنصل البريطاني في القدس المحتلة، أول اتصال مع مسؤول في حركة ''حماس'' هو رئيس الوزراء اسماعيل هنية، ما أثار احتجاج إسرائيل·
وأكد عباس خلال كلمة ألقاها في مسيرة احتجاج للصحافيين في مقر الرئاسة في مدينة غزة، أنه لن يتهاون في إطلاق سراح الصحافي جونستون وعودته لأهله، وقال: ''أولينا كل الاهتمام بهذا الموضوع''·
كما أعلن غازي حمد الناطق باسم رئاسة الوزراء الفلسطينية، أن عباس اتفق مع هنية على تشكيل غرفة عمليات مشتركة من قبل الأجهزة الأمنية بهدف الإفراج عن الصحافي· وقال حمد في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع عباس وهنية في مدينة غزة بحضور وزير الداخلية هاني القواسمي ''إن غرفة العمليات المشتركة سيكون هدفها الأساسي الإفراج عن جونستون المختطف في غزة منذ ثلاثة أسابيع في غزة''·
وكان القنصل العام البريطاني في القدس المحتلة ريتشادر ميكبيس، قد التقى هنية في غزة لبحث جهود تحرير الصحافي البريطاني· وهذا الاجتماع مع هنية، هو الأول من نوعه لمبعوث بريطاني مع رئيس الوزراء الفلسطيني منذ تشكيل حكومة وحدة فلسطينية جديدة في منتصف مارس الماضي· وقال ميكبيس بالعربية للصحافيين بعد الاجتماع الذي قوبل بانتقاد من جانب إسرائيل، إن الجانب البريطاني هو الذي طلب الاجتماع برئيس الوزراء الفلسطيني بشأن هذه المسألة الإنسانية المهمة جداً· واستطرد ''أعتقد كلنا'' نريد التوصل الى حل سلمي وسريع لهذه المشكلة المؤسفة·
وقال دبلوماسي بريطاني: إن هذا الاجتماع لا يمثل أي تغيير في سياسة الاتحاد الأوروبي·
ويفرض أعضاء الاتحاد الأوروبي مقاطعة على الوزراء الذي ينتمون إلى حركة ''حماس'' بسبب رفضها نبذ ''العنف'' والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ويعتبرها منظمة إرهابية·
وقد تعرض 18 صحافياً للخطف في قطاع غزة خلال العامين الماضيين، لكن أحدهم لم يحتجز مثل هذه الفترة الطويلة التي أمضاها جونسون في الأسر حتى الآن·ولم تعلن أية جهة المسؤولية عن خطف جونستون، كما لم تعرف أية معلومات عن مصيره، رغم تعهد حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بالعثور عليه·
وأعرب غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية عن اعتقاده بأن الأطراف تتحرك على طريق حسم المسألة، لكنه صرح بأن هناك حاجة لمزيد من الوقت لإطلاق سراح الصحافي المخطوف حياً وسالماً دون اللجوء الى القوة· واستطرد أن الجهات المعنية تناقش كل الخيارات·وصرح حمد بأن هنية أعرب لميكبيس عن أمله في أن يؤدي الاجتماع الى حوار مع بريطانيا بشأن القضايا السياسية والاقتصادية·وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن اجتماع القنصل مع هنية يقوض المساعي الأميركية والإسرائيلية لعزل ''حماس'' وقد يبعث برسالة إليها بأنها قد تحقق مكاسب من الناحية الدبلوماسية إذا خطف أجانب·وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: ''هذا يقوض سياستنا ويفتح الباب لمزيد من عمليات الخطف''·
وذكر دبلوماسيون غربيون أن هناك تفاهماً عاماً منذ وصول ''حماس'' للسلطة في مارس 2006 بأن من الممكن تخفيف سياسة عدم إجراء اتصالات مع الحركة في الحالات الطارئة للغاية، مثل عمليات الخطف·
عدد اليوم
