الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفقة حول إيران

22 مارس 2009 03:17
بينما يسعى الرئيس الأميركي أوباما لإعادة ترتيب علاقات بلاده مع روسيا وإقناعها بالمساهمة في احتواء طموحات إيران النووية، سيتعين عليه كسب تأييد زعماء مرتابين في النوايا الأميركية ومترددين في إلحاق الضرر بما يعتبره بعضهم شراكة استراتيجية مع طهران· ولكن الكريملن يقول إنه مستعد لبحث إمكانية عقد صفقة مع واشنطن، بينما يرى محللون أنه قد يكون أكثر انفتاحاً مما يُعتقد على عقوبات جديدة ضد إيران· وحسب مسؤولين أميركيين، ومحللين روس، فقد قررت إدارة أوباما عدم الدفع في اتجاه فرض عقوبات على إيران إلى حين الانتهاء من محاولة احتوائها دبلوماسياً وتحسين العلاقات مع موسكو· وإذا فشل الانفتاح على طهران، مثلما يتوقع الكثيرون، فإن مسؤولي الإدارة يعتقدون أنهم يستطيعون الدفاع أكثر عن فكرة العقوبات أمام الزعماء الروس الذين يأملون أن ينخرطوا أكثر في علاقة جديدة مع الولايات المتحدة· ويقول ديمتري سيميس، وهو مدير لجنة تدرس السياسة الأميركية تجاه روسيا، إن الرئيس ميدفيديف عبر عن قلقه في اجتماع للجنة الأسبوع الماضي بشأن نجاح اختبار إطلاق قمر اصطناعي إيراني الشهر الماضي، وربطه ببرنامج طهران النووي· ويضيف سيميس: ''لقد قال ميدفيديف إنه (الاختبار) يُظهر مدى حجم طموحات إيران النووية، وإنه قلق جداً··· لقد شعر بأنه تحدٍّ واضح لكل من المصالح الروسية والأميركية، وقال إنه يريد أن يعمل كلا البلدين على احتواء هذا التحدي معاً''· ويرى ''سيميس''، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس ''مركز نيكسون'' في واشنطن، إن الزعماء الروس يرسلون على ما يبدو إشارات مفادها أنهم مهتمون بعقد صفقة استراتيجية مع واشنطن إذ يقول: ''إنهم يريدون إرسال رسالة إلى إدارة أوباما مؤداها أنهم مستعدون لإقامة علاقة جديدة، ولكن على أن تكون مبنية على خطوات متبادلة''، مضيفاً: ''إذا كانوا سيضطرون للتضحية بعلاقتهم الخاصة مع إيران، فإنهم يريدون رؤية تغير ملموس في علاقتهم مع الولايات المتحدة''· وتقول إدارة أوباما إنها تخطط لـ''إعادة ترتيب'' العلاقات مع موسكو والانخراط بسرعة في محادثات لمراقبة الأسلحة النووية، بينما يعتقد بعض مسؤوليها أن وضع المحادثات حول مراقبة الأسلحة على قمة الأجندة سيقوي الصورة التي ترى بها روسيا نفسها كند وشريك متساو يقتسم ذات الأهداف مع الولايات المتحدة· غير أن الإدارة الأميركية بالمقابل تقلل من شأن مواضيع أغضبت روسيا خلال عهد إدارة بوش مثل الدرع الصاروخية، ومحاولة ضم أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو· ومن بين الخطوات التي تجري مناقشتها أيضاً محاولة إلغاء قانون جاكسون- فانيك الذي سُن زمن الحرب الباردة ويقضي بفرض عقوبات على روسيا وبلدان أخرى بسبب انتهاكات حقوق الإنسان· ولكن بعض المحللين الروس يقولون إن مقاربة إدارة أوباما ستواجه عقبات عدة؛ فروسيا لا تريد صناعة إيران لسلاح نووي، ولكنها ترى أن المشكلة أقل إلحاحاً واستعجالا مقارنة مع ما تراه الولايات المتحدة، كما تعتقد أن طول التوتر مع طهران واستمراره يمنحها قوة وامتيازاً على واشنطن· وعلاوة على ذلك، يضيف المحللون، فإن قادة روسيا سيكونون حذرين لأن إدارات سابقة وعدتهم بعلاقات أفضل، ولكنها تجاهلت بعد ذلك بواعث القلق الروسية حول مواضيع مثل الدفاع الصاروخية وتوسيع الناتو· ويعتقد ألكسندر بيكاييف، الخبير الروسي في مراقبة التسلح، أن ميدفيديف سيدعم على الأرجح عقوبات على إيران لأن من شأن إيجاد اختراق في العلاقات الأميركية أن يقوي وضعه السياسي في الداخل، وينأى به عن توجهات سلفه القوي رئيس الوزراء فلاديمير بوتين· صحيح أن هذا الأخير قد يبدي بعض المقاومة، ولكن علاقته مع الرئيس الإيراني نجاد يقال إنها متوترة، كما أنه فاجأ مؤسسةَ السياسة الخارجية الروسية بتأييده عقوبات أممية سابقة، كما يقول بيكاييف الذي يضيف: ''إن الإجماع على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة أكبر من الإجماع على أي سياسة تجاه إيران··· وهو ما يمنح الولايات المتحدة هامشاً أوسع للمناورة''· فيليب بان - موسكو كارن دييانج - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©