الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تدعو لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط

الإمارات تدعو لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط
17 نوفمبر 2013 00:03
لهيب عبدالخالق (أبوظبي) - تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها تمتلك رؤية واضحة في سياستها الخارجية تجاه القضايا والملفات المختلفة على المستويين الإقليمي والعالمي،و تنطلق من إحساس عميق بالمسؤولية الدولية، وأهمية المساهمة الفاعلة في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في العالم. ولم تتوان في ترجمة ذلك من خلال تحركاتها السياسية والدبلوماسية النشطة والفاعلة في دوائر اهتمامها المختلفة، وجهودها الحثيثة لبناء مواقف دولية متسقة في التعامل مع المشكلات والأزمات بما يعزز من فاعلية العمل الدولي المشترك، ويقوي أطره التنظيمية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة، ومن ثم تعزيز قيم السلام والتعايش والعدالة في مناطق العالم المختلفة. واستمر نهج الدولة بما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، ثابتا، فقد أعلنت الإمارات أنها تؤمن بأن السلام والاستقرار لن يتحققا إلا بتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، فهو القضية المركزية والحيوية لعموم أبناء المنطقة وحله العادل مفتاح للسلام والاستقرار في المنطقة برمتها. وأكدت أن السلام لن يتحقق إلا من خلال وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وذلك بالانسحاب الاسرائيلي إلى خطوط الرابع من يونيو1967، بما يشمل مدينة القدس الشرقية ومرتفعات الجولان السوري المحتل وما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة وتحقيق السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما دعت إلى أهمية تحريك ملف السلام بالمنطقة وترسيخ الأمن والاستقرار لجميع دولها وشعوبها، مؤكدة دعمها محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والجهود الدولية الرامية إلى تحريك هذا المسار، وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والمتمثلة في إقامة دولته المستقلة على تراب أرضه. واعتبرت أن عواقب الاستمرار في الأنشطة الاستيطانية خطرة على الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني. وجدد وزير خارجية الإمارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمام منظمة الأمم المتحدة في 30 سبتمبر الماضي، موقف الإمارات المرحب بإعادة انطلاق محادثات السلام برعاية الولايات المتحدة الأميركية، معربا عن أمله أن تسفر هذه المحادثات عن نتائج إيجابية تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية . كما رحب بموقف الاتحاد الأوروبي القاضي بعدم اعترافه بشرعية المستوطنات الإسرائيلية، ووقف التعامل معها، مبدياً استعداد الدولة للمساهمة في إنجاح مبادرة السلام الجديدة لتحقيق الأمن والسلام والنمو الاقتصادي في هذا الجزء المهم من العالم . أيدت ثورة يناير وإرادة الشعب المصري ووقفت إلى جانب الشعب السوري الإمارات تعتبر استقرار مصر أماناً للمنطقة وتطالب بإنهاء مأساة سوريا لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة أدوارا رائدة في قضايا الأمة العربية، وبرز دعمها لجمهورية مصر العربية في كل الظروف التي مرت بها مصر، فكانت من أوائل الدول التي أكدت تفهمها للتطورات الأخيرة، كما كانت أولى الدول التي أعلنت كذلك عن ترحيبها بـ 30 يونيو. واعتبرت الدولة أن مصر كدولة محورية في المنطقة واستقرارها وسلمها الأهلي جزء من استقرار المنطقة وتعافيها . ومن هذا المنطلق تابعت الإمارات بكل اهتمام التطورات الإيجابية التي جرت في مصر انطلاقا من إيمانها الراسخ بالأهمية الكبرى للدور في كفالة الاستقرار والتنمية والازدهار، مؤكدة أن مصر المستقرة والمطمئنة تمثل حجر الزاوية للأمن والسلام ليس في المنطقة العربية فقط وإنما في العالم أجمع . وعبرت الدولة عن موقفها هذا في المحافل الدولية ومنها منظمة الأمم المتحدة، وأكدت على أن موجة الثورة الثانية التي قامت في مصر في 30 من يونيو من هذا العام، وشارك فيها عشرات الملايين من الشعب المصري للتعبير عن إرادتهم الحاسمة في وضع خارطة طريق، ترسم مستقبلا أفضل لوطنهم لإرساء مسار ديموقراطي يقوم على مساهمة جميع أطياف المجتمع من دون إقصاء لأحد في ظل سياسة الاعتدال والوسطية ونبذ العنف، وعدم استخدام الدين كوسيلة للإقصاء والتصنيف، وتكريس الطائفية وشيوع الكراهية. ورأت دولة الإمارات أن التدابير السيادية التي قامت بها حكومة مصر لحماية أمنها، والخطوات التي أنجزتها في سبيل تنفيذ خارطة المستقبل المؤيدة شعبيا، تبعث على التفاؤل في المصداقية التي تتمتع بها الحكومة في مصر . وأعلنت الدولة عن انحيازها الدائم للإرادة الشعبية في مصر، حيث وقفت إلى جانبها مع الدول العربية الداعمة للتحولات، في مواجهة بعض الأطراف الدولية التي أبدت انحيازاً إلى “الإخوان” بصورة تكشف ازدواجية في التعامل مع الملفات الحالية. وقد جدد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدى زيارته القاهرة مطلع سبتمبر الماضي، وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب المصري في هذه اللحظات المهمة من تاريخ مصر، مشيرا إلى أن هذه الوقفة هي امتداد لنهج قائم على مبدأ الأخوة والمحبة في جميع المراحل والمواقف التي مرت على مصر، منذ العلاقات المتميزة والخاصة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع الشعب المصري. كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، موقف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا الداعم لجمهورية مصر وشعبها الشقيق وقيادتها السياسية الجديدة، معتبرا سموه أن مؤازرة مصر وشعبها اقتصاديا وسياسيا هو خدمة للوطن العربي ككل، كون مصر تشكل قلب الوطن العربي إذ من دون هذا القلب لا يتعافى الجسم. بدوره قال وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بعد الإطاحة بنظام الإخوان في مصر “إن جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها أن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق”. كما ناشد سموه خلال خطابه أمام الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر الماضي، المجتمع الدولي دعم مصر في هذه المرحلة الحرجة، ومساندة الجهود المخلصة لحكومتها المؤقتة، لتثبيت دعائم الاستقرار والتنمية والحكم الدستوري المدني .وقال إن “دولة الإمارات التي تدرك ما عانت منه المنطقة العربية من تدخل الغير في شؤونها، وما نجم عن ذلك من تهديد كيان الدولة الوطنية، تحذر من التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وتدعو إلى الكف عن إرباك مسيرتها نحو الاستقرار والديمقراطية”. أعربت الإمارات عن قلقها إزاء تزايد التداعيات الخطرة للصراع في سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير كافة الكفيلة بمعاقبة النظام السوري على المجازر التي ارتكبها في حق المدنيين من شعبه.وقد وقفت إلى جانب الشعب السوري في محنته منذ البداية، ودعمت كل ما يوفر له الحماية والأمن والاستقرار ويحافظ على وحدة سوريا وسلامة جبهتها الداخلية في مواجهة شبح الحرب الأهلية التي تلوح في الأفق. وعبرت الإمارات في منظمة الأمم المتحدة عن شعورها بخيبة أمل وإحباط عميقين لعدم قدرة المجتمع الدولي حتى الآن من وضع حد عاجل للمأساة الخطرة المتفاقمة التي يتعرض لها الشعب السوري من جراء الأعمال العسكرية والقصف العشوائي المنهجي الذي تقوم به قوات النظام السوري، وتسبب حتى الآن في مقتل ما يزيد على 100 ألف إنسان وإصابة وتشريد الملايين في أخطر انتهاك لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وقال قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمام المنظمة الدولية “إننا إذ يساورنا بالغ القلق إزاء تزايد التداعيات الخطرة لهذا الصراع في سوريا ودول المنطقة برمتها، ندين ونرفض بشدة الجرائم كافة ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري وبالأخص هجومه الكيماوي على الغوطة بريف دمشق، الذي أودى بحياة آلاف المدنيين والأطفال”. ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة كافة لمعاقبة النظام السوري على المجازر التي ارتكبها في حق المدنيين، مضيفا “لا يخفى عليكم جميعا الإحباط الذي نشعر به وتشعر به أغلبية دول المنطقة من تعطيل آليات الأمم المتحدة الكفيلة بالتصدي لعدوان الحكومة السورية على شعبها، حيث إن هذا العجز في المؤسسات الدولية مسؤول بصورة مباشرة عن تفاقم المأساة الإنسانية التي نشهدها، كما أنه مسؤول عن الخطر الذي يهدد سوريا دولة ومجتمعا وشعبا” . كذلك عبرت الإمارات عن موقفها تجاه المجازر التي حدثت في سوريا وأكدت المبدأ الذي حكم ويحكم سياسة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في التعامل مع الأزمة السورية منذ بدايتها، وهي الوقوف إلى جانب الشعب ودعم كل ما يوفر له الحماية والأمن والاستقرار ويحافظ على وحدة سوريا وسلامة جبهتها الداخلية. ولم توفر دولة الإمارات جهدا للقيام بواجباتها تجاه عمليات الإغاثة المستمرة للشعب السوري، ولا تزال تمده بالمعونات والمستشفيات والأدوات والفرق الطبية اللازمة، وتدعو إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين، بما في ذلك عبر الحدود للتخفيف من معاناتهم . وقد أكدت في أكثر من مناسبة التأكيد على استمرارها في دعم السوريين المتضررين من الأزمة، وللدول التي فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين وتأمين ملاذ أمن لهم ولعائلاتهم. ودعت إلى أن يكون العمل على التصدي للأزمة الإنسانية الصعبة التي تواجه السوريين، ضمن مسار شامل في إطار الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ويقتضي اتخاذ قرار ملزم وإجراءات فاعلة تكفل وقف القتال الفوري، والبدء في عملية سياسية تفاوضية تحقق الانتقال نحو نظام يسوده القانون ويحترم حقوق الإنسان ويحافظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ما يؤدي إلى استعادة الاستقرار والوئام الاجتماعي في سوريا”. كما بادرت دولة الإمارات بإطلاق مبادراتها الإنسانية لدعم الجهود الدولية من أجل الحد من معاناة اللاجئين في كل من لبنان والأردن وتركيا بالإضافة إلى المحتاجين داخل سوريا، وقد بلغ حجم الدعم الإجمالي حتى أغسطس المنصرم، أكثر من 60,7 مليون دولار. تسخير الإمكانيات لصالح القضايا العربية سخرت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها في الثاني من ديسمبر عام 1971 كل إمكانياتها لصالح قضايا الأمة العربية والإسلامية لتحقيق التضامن والتآزر وتوحيد الصف العربي والإسلامي. ولم تتوقف يوما عن الدعوة إلى لم الشمل واستعادة التضامن وتجاوز الخلافات وتحقيق المصارحة والمصالحة والوقوف صفا واحدا في مواجهة المخاطر، وساهمت بفعالية في تطوير آليات العمل العربي المشترك وكذلك دعم منظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها المتخصصة. ووقفت الإمارات وفقا لنهجها في دعم القضايا العربية ، مع الشعب اليمني ودعمت الحوار الوطني مؤكدة أن أمن واستقرار اليمن من أمن واستقرار المنطقة، كون اليمن تشكل العمق الاستراتيجي للمنطقة، وأكدت حرصها قيادة وشعبا على إنجاح العملية الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني. وقد عبرت لدى انتقال السلطة السلمي من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي، عن سعادتها بنجاح العملية السياسية وكذلك بالشمولية التي ميزت مؤتمر الحوار الوطني، وتمثيله معظم قوى اليمن سياسيا واجتماعيا وفكريا. ولم تتوانَ عن تقديم الدعم المالي والإنساني والسياسي لليمن ، هادفة إلى الحد من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني في ظل الظروف الصعبة والمأساوية التي يمر بها. وخاضت مع مجلس التعاون الخليجي غمار عملية انتقال السلطة في اليمن، وقدمت دعمها وتأييدها لكافة "المخرجات التوافقية" لمؤتمر الحوار الوطني الشامل. وفيما يتعلق بالعراق ركزت دولة الإمارات جهودها دائما ودعمها لعراق مستقر وآمن، وتضامنت مع شعب العراق وساندته في المحن التي مر بها قبل الحرب وأثنائها وبعدها ودعمت جهود قادته وأبنائه في إعادة بناء دولتهم واسترداد سيطرتهم على وطنهم ومقدراته وشؤونه كافة. وأمام التداعيات السلبية للحصار الذي فرض على العراق، عززت مساعداتها الإنسانية للعراق في سنين الحصار والجدب التي مني بها البلد. وبقيت سياسة الدولة هادئة، حكيمة، ومتزنة تسعى لتثبيت معادلات الاستقرار والأمن في المنطقة أثناء بروز أزمة العراق، وليس أكثر دلالة على هذا، ما عرف " بمبادرة زايد" قبيل الحرب على العراق عام 2003 ، بهدف تجنيب الشعب العراقي أولا والمنطقة برمتها ويلات العدوان، والتي لا زلنا نعايش فصولها المريرة، فصولا قاسية كان أخطرها تهديد اندلاع حرب أهلية وتقسيم العراق، مما يهدد بالتالي أمن المنطقة برمتها. وكانت دولة الإمارات في طليعة الدول التي دعمت العراق ووقفت إلى جانب شعبه حتى يستعيد عافيته ويتجاوز المحنة التي مر بها، ومازالت تدعم العملية السياسية في العراق وكذلك جهود إعادة إعماره، وتنظر بعين من الأمل إلى الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإرساء الأمن والاستقرار في ربوع العراق وإلى ما تم اتخاذه من توصيات في إعلان أبو ظبي ومؤتمر نيويورك حول العقد الدولي لإعادة بناء العراق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©