شرعت منطقة رأس الخيمة التعليمية في استحداث تطبيق عدد من المبادرات والخدمات التعليمية المتطورة لـ”التعليم الذكي” في كافة المدارس والرياض، في الوقت الذي تنفذ فيه 19 مبادرة من شأنها النهوض بالقطاع في الإمارة، بحسب سمية حارب السويدي، مدير المنطقة.
وأوضحت حارب أن أولى هذه المبادرات سيكون في مارس المقبل، ويتمثّل في إتاحة تسجيل الطلبة بالمدارس الحكومية عبر الهواتف الذكية، بحيث يتاح لأولياء الأمور اختيار المدرسة المناسبة لأبنائهم والأقرب إلى منازلهم، مشيرة إلى أن ذلك سيتم عن طريق مسح “الهوية” من خلال الخدمة الذكية المقدمة لأولياء الأمور عبر “بوابتي”.
وقالت إن النظام يقوم بقراءة المدخلات من بطاقة الهوية مثل الجنسية والعمر، ليقوم بدوره باقتراح أسماء المدارس القريبة من المنزل، وإظهار تلك التي سيتم استحداثها العام المقبل.
وأفادت حارب بأن هناك خاصية داخل هذا النظام لتأكيد المعاملة من خلال رسالة نصية تصل للقائم عليها تؤكد له تسجيل الطالب، حيث لا يشترط حضوره إلى المدرسة لعملية التسجيل، فيما تمكنه هذه الخدمة الذكية من حجز الحافلات المدرسية لأبنائه.
وأضافت مديرة منطقة رأس الخيمة في حوار مع “الاتحاد” أن المنطقة طبقت خلال العام الدراسي الجاري المرحلة الثانية من برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في أبريل من العام الماضي بتكلفة مليار درهم.
وقالت إن هذه المرحلة استهدفت 2600 طالب وطالبة في الصف السابع بالحلقة الثانية، موزعين على 20 مدرسة في مختلف مناطق الإمارة.
وأضافت حارب أن تطبيق هذه المرحلة من البرنامج تزامن مع افتتاح مركز الدعم والمساندة للتعليم الذكي، وذلك ضمن المبادرات التي أطلقتها لتفعيل البرنامج، وتمكينه من أداء دوره بفاعلية في منظومة التعليم الذكي، حيث تم من خلال المركز إلحاق أعضاء الهيئة التعليمية في المدارس المستهدفة في البرامج، إضافة إلى دورات تدريبية خاصة تضمنت دورة في التحضير الإلكتروني وإعداد الدروس، وأخرى في طرق توظيف التقنيات في إدارة الفصل الدراسي.
وأوضحت مدير المنطقة التعليمية أنه تم تدريب المدرسين على أساليب استخدام السبورة الذكية، فيما أخضع أعضاء التوجيه الفني لدورات مشابهة.
ولفتت إلى أنه تم التعاقد مع 3 شركات مختصة في المجال التكنولوجي لتنفيذ المشروع وتحويل المناهج إلى مناهج الكترونية، فضلاً عن تحويل الدروس إلى السبورات الذكية التي تم تجهيز فصول المدارس بها، مشيرة إلى أن المشروع يشتمل على 4 مناهج، هي: العربية والإنجليزية والعلوم والرياضيات.
وأشارت إلى أن البرنامج سيعتمد على تحويل المناهج التي وقع الاختيار عليها إلى مناهج إلكترونية محسوبة، مع إضافة برامج أخرى تفاعلية مع الطلبة والتي من خلالها يمكنهم الإجابة، والقيام بآليات الحل بكل سهولة دون أية صعوبات، لافتة إلى أنه تم الانتهاء من توزيع أجهزة الآي باد على الطلاب المستفيدين من تطبيق البرنامج.
وأشارت إلى أن المنطقة تنفذ خلال العام الجاري 19 مبادرة وبرنامجا، أهمها: أكاديمية رأس الخيمة للموهوبين، ومركز الوثائق والصور التربوية، وبرنامج الماجستير للتربويين، ومبادرة أخف حقيبة مدرسية، ومبادرة تطوير مهارات اللغة الإنجليزية لطلاب الحلقة الأولى، وبرنامج التوفل والآيلس لطلاب وطالبات الصف الثاني عشر.
إضافة لذلك، تنفذ المنطقة، بحسب حارب، مبادرة المعلمة البديلة لمعلمات خارج الملاك، ومبادرة مركز الدعم للتعلم الذكي، وكأس العلم، ومبادرة تطوير الاختصاصيين الاجتماعيين، وبرنامج تأهيل منسقي المواد، وأفضل مشروع توعوي سلوكي، والمختبر التقني، إضافة إلى مركز لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضحت سمية حارب أن من المبادرات والبرامج التي تنفذها المنطقة، مبادرة تطوير التغذية والمقاصف المدرسية، ومبادرة النقاط الحمراء للشكاوى والمخالفات، ومهرجان اللغة العربية (ارث وحضارة)، ومبادرة إثراء للقيادات التربوية، ومبادرة التمكين للجوائز والمسابقات.
ولفتت حارب إلى أن المنطقة انتهت من توقيع 39 اتفاقية شراكة مع مؤسسات المجتمع، كما أنها تمكنت من انتزاع وتحقيق 34 مركزاً متقدماً على مستوى الدولة في مسابقات الأولمبياد العلمية، إضافة إلى 14 مشاركة في المسابقات والجوائز الإقليمية والدولي.
أخف حقيبة مدرسية
قالت سمية السويدي، إن المنطقة بدأت في تنفيذ آليات تفعيل برنامج “أخفّ حقيبة مدرسية”، الذي أطلقته مؤخرا ويستهدف طلاب وطالبات مدارس الحلقات التأسيسية الأولى الحكومية في مختلف مناطق الإمارة، تحقيقا لأهداف المنطقة الاستراتيجية الساعية إلى بناء شخصية صحية متوازنة لأبنائنا الطلبة.
وأوضحت أن المنطقة رأت من خلال إطلاق البرنامج المساهمة في توفير أقصى درجات الأمان الصحي لطلاب وطالبات مدارس الحلقات التأسيسية الأولى، لإيجاد الحلول لتخفيف الضغط والحمل الثقيل للحقيبة التي يتكبده الطلبة خلال ذهابهم وحتى عودتهم من المدارس.
وأوضحت أن المنطقة عممت على مدارس المرحلة التأسيسية، مسابقة تتمحور حول 5 معايير تعليمية وتربوية تقوم من خلالها المدارس، في تقديم مبادرات من شأنها تساهم بشكل علمي مدروس في تخفيف أوزان الحقائب المدرسية الخاصة بالطلبة، التي يعاني طلبتها الصغار ذوو الأجساد والأعمار الصغيرة زيادة أوزان حقائبهم التي يحملونها على ظهورهم؛ ما قد يتسبب في مشكلات صحية لهم.
وبينت أن المنطقة شكلت لجنة من موجهي كافة المواد التعليمية لمتابعة تقييم أداء المدارس في المبادرات التي تقوم بإعدادها لتفعيل معاير البرنامج، منوهة إلى أن البرنامج يسعى إلى تحقيق رضا أولياء الأمور، لافتة إلى أن إدارة المنطقة ستقوم في نهاية العام الدراسي بتكريم المدارس الفائزة في تقديم أفضل مبادرة لتطبيق البرنامج التي تلاقى استحسان أولياء الأمور والطلاب، حيث إنها خصصت جوائز مالية للمدارس المتميزة، بهدف تشجيعها على تقديم المبادرات التي من شأنها إحداث نقلات نوعية وتربوية حديثة ومتقدمة للميدان التربوي.
وجبات صحية متكاملة
أكدت مديرة المنطقة أن تطبيق مبادرة تكليف الأسر المواطنة بإدارة المقاصف المدرسية التي أطلقتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس المؤسسة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، في 5 مدارس بالإمارة، كمرحلة أولى، هي: الرؤية، والأفق، وزيد بن حارثة، والبراء بن عازب، ومهرة بنت أحمد، حظيت بترحيب الطلاب وأولياء أمورهم، كما أنها ساهمت في توفير الفرص الوظيفية لعدد من الأسر المواطنة ذات الدخل المحدود.
وقالت إن المبادرة ستسهم في توفير الغذاء الصحي المتطابق لمواصفات ومتطلبات وزارة التربية والتعليم، حيث سيتم توفيرها في بيئة آمنة تجتذب الطالب والطالبة نحو الوجبة الصحية التي تساعد على نمو الذهن والبدن، والقضاء على ظاهرة اتباع الطلبة أنماطاً غذائية غير صحية، وما يتبعه من انتشار الأمراض بينهم، مثل السمنة المفرطة والسكري، الذي شرعت المنطقة في تنفيذه منذ مطلع العام الجاري في 11 مدرسة حكومية، لتقديم وجبات صحية متكاملة العناصر لطلاب وطالبات مدارس الحلقتين الأولى والثانية، حاز رضا إدارات المدارس والطلاب وأولياء أمورهم.
وأضافت سمية حارب السويدي أن مشروع المقاصف المدرسية الجديد يأتي في إطار توجهات وزارة التربية والتعليم في تبني مشروعات ومبادرات داعمة لتطوير المقاصف المدرسية والأغذية المقدمة من خلالها للطلبة وفق معايير صحية وعالمية وضعتها وزارة التربية والتعليم للحفاظ على صحة وسلامة الطلبة، التي من شأنها تجنيب الطلبة الأمراض السارية والمزمنة المرتبطة بالعادات الغذائية غير الصحية، مثل السمنة والسكري ومشاكل الأسنان وغيرها من الأمراض الشائعة.
منظومة متكاملة
وصفت سمية حارب السويدي مديرة منطقة رأس الخمية التعليمية والقطاع بأنه منظومة متكاملة ومسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود بين مختلف أطراف العملية التعليمية، مشددة على التزام المنطقة بتطبيق توجهات وزارة التربية والتعليم.
وقالت إن من شأن المبادرات في قطاع التعليم مواكبة مراحل مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة في شتى مناحي الحياة، بما يعود بالنفع على الطالب الذي يعد محور العملية التعليمية والهدف الأسمى للجهود التي تبذلها الدولة في مجال التربية والتعليم.
وثمنت دعم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وسمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، للقطاع، وحرص سموهما على النهوض بالمنظومة التعليمية بشكل متكامل، والارتقاء بها وتمكينها من أداء رسالتها الوطنية بكفاءة عالية واقتدار.
وأكدت الالتزام باستراتيجية المنطقة، بما يتواكب مع الدور الذي تضطلع به وزارة التربية والتعليم ومساهمتها في خلق جيل المعرفة من أبناء الوطن القادر على دفع عجلة التطور الحضاري والتنموي إلى آفاق أرحب.
عدد اليوم
