الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لندن توافق على تأمين خروج الأسد ولا تفكر في تسليح المعارضة

7 نوفمبر 2012
عواصم (وكالات)- أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الأسد من أجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا، وذلك في مقابلة مع قناة العربية. وقال كاميرون رداً على سؤال حول ما إذا كان موافقاً على منح الرئيس السوري مخرجاً آمناً، قال: “فليكن. أنا مع أي شيء يؤدي إلى خروج هذا الرجل من البلاد وإلى مرحلة انتقالية آمنة في سوريا”. وذكر كاميرون، أنه كان يفضل لو يَمثُل الأسد أمام القضاء. وقال كاميرون “بالطبع كنت أفضّل لو يواجه الأسد بشكل كامل القانون والعدالة الدولية عما ارتكبه”. وأوضح أن موافقته على منح الأسد خروجاً آمناً لا تعني خروجاً إلى بريطانيا. وقال “بالتأكيد أنا لا أعرض عليه خطة للخروج إلى بريطانيا، لكنه إذا أراد أن يرحل، يمكنه ذلك، ويمكن تأمين ذلك”. وعبّر كاميرون عن الإحباط إزاء عجز المجتمع الدولي عن فعل المزيد إزاء النزاع في سوريا. وقال “أنا محبط جداً لأننا لا نستطيع أن نقوم بالمزيد. إنها مجزرة شنيعة تحصل في عالمنا اليوم. أزهقت أرواح أربعين ألف شخص ويمكننا أن نشاهد على شاشات التلفزيون يوماً بعد يوم المروحيات والطائرات الحربية التابعة لنظام الأسد تقصف بلاده وتقتل شعبه”. وتابع “علينا أن نسأل أنفسنا ماذا يمكننا أن نفعل أكثر، كيف يمكننا أن نساعد المعارضة، كيف يمكننا أن نمارس الضغط على الأسد، كيف يمكننا أن نعمل مع شركائنا في المنطقة لنغير الوضع؟”. لكنه بالرغم من ذلك، قال إن بلاده لا تفكر في تسليح المعارضة. وقال رداً على سؤال في هذا السياق “إننا لا نخطط لذلك في الوقت الراهن. نحن حكومة تعمل تحت سقف القانون الدولي وتحترم القانون”. وأضاف أن “خوفي في المقام الأول هو من استمرار القتل ومن استمرار إزهاق الأرواح. يجب أن يشكل ذلك اهتمامنا الأول”. ولمح متحدث باسم كاميرون بشكل منفصل إلى أن اتفاق الحصانة يمكن طرحه على مائدة المفاوضات على مضض. وقال المتحدث “من الواضح أننا نود أن يواجه الأسد العدالة لما اقترفه لكن أولويتنا في ظل الوضع الراهن في ذلك البلد لابد أن تكون إنهاء العنف ووجود عملية انتقال. ولا يمكن أن يحدث ذلك بينما يظل الأسد موجوداً في مكانه”. من جانبه، حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المعارضة السورية أمس على التخلي عن شرطها المسبق بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد قبل إجراء أي محادثات لإنهاء القتال. وعقب اجتماعه مع رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي انشق وفر للأردن في شهر أغسطس اتهم لافروف المعارضة بعدم المبالاة بأرواح السوريين التي تهدر بمطالبتها برحيل الأسد فوراً. وقال لافروف إن أهم شيء وقف أعمال العنف على الفور ولكن إذا كان تغيير الأسد هو الأهم بالنسبة للطرف الآخر فإنه في هذه الحالة يرغب في أن تستمر حمامات الدم في سوريا. ورفض حجاب طرح لافروف وقال إن رحيل الأسد الحل الوحيد من أجل التوصل لتسوية للصراع من خلال المفاوضات. وصرح لمحطة العربية التلفزيونية “روسيا تبحث عن حل سياسي بوجود بشار الأسد”. وأضاف “قلنا له بصراحة لا يمكن أن يكون هناك أي حل سياسي على الإطلاق ومستحيل هذا بوجود الأسد”. وتابع “أولاً يذهب بشار الأسد وكل رموز النظام التي تلطخت أيديهم بالدماء ومن ثم يبدأ الحل”. ورفض حجاب دعوة لزيارة موسكو احتجاجاً على الموقف الروسي من النزاع. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة “التقيت بحجاب وكان هدف اللقاء كما مع كل جهات المعارضة الأخرى، أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح لكن بطريقة لا يستغل بها أي طرف هذا الأمر للحصول على قوة عسكرية أكبر على الأرض”. وأضاف أن “حجاب كان مستعداً للاستماع إلينا وسنعمل معه ومع جهات سورية أخرى” حول هذا الموضوع. وأوضح لافروف “نحن مع إعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار”. وأكد أن “أهم شيء هو يجب أن تتوقف كل أشكال العنف في سوريا والبدء بإقناع الطرفين بالحل السلمي وبناء الدولة بشكل جديد”. وحول الأسلحة الكيميائية في سوريا، قال لافروف إن “روسيا لا ترى تهديداً في هذا المجال والتهديد الوحيد هو لجهة واحدة هي أن تقع هذه الأسلحة بأيدي الإرهابيين الذين هم بوضع صعب الآن”. وأضاف أن “روسيا تعلم أن المسلحين في سوريا حصلوا على خمسين صاروخاً من نوع ستينجر من الخارج وهم يضربون بها الطائرات”. وأوضح محمد العطري المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المنشق لوكالة فرانس برس أن “اللقاء بين حجاب لافروف دام نحو ساعة”. وأضاف أن “لافروف قدم دعوة لحجاب خلال اللقاء لزيارة موسكو لكنه رئيس الوزراء السابق رفضها وقال إنه لا يمكن أن يلبي هذه الدعوة بهذا الوقت وفي ظل ما يجري من إسالة للدماء في سوريا وفي ظل موقف روسيا الحالي غير الأخلاقي”. وأكد وزير الخارجية الأردني “الملف السوري كان بارزاً جداً في محادثاتنا وهناك اتفاق مع الأصدقاء في روسيا على ضرورة أن نبذل كل ما نستطيع من جهد لوقف العنف ووقف القتل”. وأضاف أن “روسيا لها موقف مؤثر في هذا المجال ونحن والجانب الروسي نتفق تماماً على ضرورة وقف العنف وتجنيب الشعب السوري ما يعاني منه في آخر سنتين من استمرار العنف والقتل والدمار والتشرد”. وأوضح أن “موقفنا في الأردن واضح بأن العنف يجب أن يتوقف فوراً والمرحلة الانتقالية يجب أن تبدأ”، مشيراً إلى أن “الحوار مع روسيا مهم ويجب أن يستمر حتى نجد سوياً طريقة لحل هذه الأزمة”. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أمس إنه يتعين أن يقرر السوريون مستقبل بلادهم بأنفسهم. وذكر أن الوضع في سوريا “يثير أكبر قدر من القلق” لدى موسكو. وأكد أن موقف بلاده يقوم على فكرة أن مستقبل سوريا يجب أن يكون بأيدي الشعب السوري بدلاً من أن تقرره مؤسسات دولية أو قوى أخرى. واعتبر أن المهمة الكبرى تتمثل في إيجاد سبل لمساعدة السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©