الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حاميها حراميها حين تفلت المرأة من الطوق بدهائها

حاميها حراميها حين تفلت المرأة من الطوق بدهائها
22 مارس 2009 03:18
تواصلت فعاليات أيام الشارقة المسرحية في دورتها التاسعة عشرة أمس الأول بتقديم مسرح الفجيرة القومي على خشبة معهد الفنون بالشارقة مسرحية ''حاميها حراميها'' داخل المسابقة، إعداد إسماعيل عبدالله، وإخراج حسن رجب· والنص مأخوذ عن مسرحية ''حفلة على الخازوق'' تأليف محفوظ عبدالرحمن· في عرض مدته 45 دقيقة قدمت المسرحية رسالتها إلى الجمهور وهو الفساد الاجتماعي، واستغلال جمال المرأة للنيل منها، من قبل أشخاص مختلفين في انتماءاتهم ومقاماتهم الرسمية والشعبية، متكئاً في ذلك على التراث، وأجواء ''ألف ليلة وليلة''· استطاع معد هذا العمل اسماعيل عبدالله أن يقدم على مغامرة محسوبة في تعرية الواقع من رأسه حتى أخمص قدميه، وأن ينقل التراث من المتاحف، ويستخدمه استخداماً إيجابياً، وذلك بالكشف عن الثغرات الموجودة في حياتنا المعاصرة، وصوب سهام نقده الفني على الواقع المعاش، والتطرق إلى قضية مهمة وهي غياب العدل، وبالأخص عن المرأة التي استطاعت أن تفلت من الطوق بدهائها· أما مخرج العمل حسن رجب فإنه تمكن من استخدام أدواته الفنية جيداً، عن طريق خلق جو فرجوي أضحك الجمهور، كما تمكن من تحريك الممثلين على الخشبة بصورة مقنعة، وعلى الرغم من أن الحكاية بسيطة، وتتكرر في كل زمان ومكان، إلا أن الجمهور كان منشداً لمعرفة التطورات المتصاعدة حتى النهاية· ''هند'' وهي امرأة ادعت أنها أرملة، لإخراج شقيقها من السجن، وهذا الدور الذي أدته الممثلة رشا، كشف عن العلاقات الإنسانية الفاسدة بين الرجل والمرأة لدى البعض، حيث لا يمكننا التعميم، خاصة ونحن نعيش في عصر حرية المرأة التي تجاوزت فيها مرحلة القهر والاستعباد، لكن ''هند'' تمكنت بذكائها '' أن تحشر كل من أراد النيل منها في صناديق الخزانة بدءاً من المساعد ''محمد اسماعيل'' والمحتسب'' جمعة علي، والوزير ''حميد فارس''، وانتهاء بالنجار'' خالد علي'' الذي صنع الخزانة ذاتها، وحين تظهر الحقيقة، وهي أن من كان في السجن خطيبها وأنها ليست أرملة، ويكتشف الوالي أن هؤلاء الموظفين ليسوا أهلاً للمسؤولية يقوم بعزلهم جميعاً· لقد برز هؤلاء الممثلون وبقية الممثلين الآخرين على الخشبة، وجاء الإخراج الذي يعد استكمالاً لمرحلة الإعداد في هذا العمل من أهم أسباب نجاحه، ذلك أن الكوميديا النظيفة لعبت على وتر التحولات النفسية الداخلية للبشر، حين يكونون متسلطين، وحين يضعفون، وبقيت الفكرة ذاتها تتجسد بصورة واضحة، لتصور العمق الحقيقي للمجتمع بعيداً عن المظاهر الخادعة· والتقت ''الاتحاد'' بعض من حضر العرض للوقوف على آرائهم وانطباعاتهم وفي ذلك يقول الأديب الناقد عبدالفتاح صبري '' ''حاميها حراميها'' عمل فيه كوميديا، والناس متعطشة للكوميديا، خاصة بالنسبه للمسرح في الإمارات الذي يحتاج إلى الكوميديا لخلق جمهور يتعاطف مع المسرح الذي يقترب من نسيج الحياة، وثقافة الناس بصورة أكثر وضوحاً''· وتابع عبدالفتاح صبري ''المسرحية اعتمدت على ثيمة أن يكون المسؤول المنوط به حماية الناس، والسهر على راحتهم، هو الذي يتلصص عليهم، وهذه المسألة موجودة في بعض المجتمعات القديمة والحديثة، لكن الأهم في بساطة الديكور، وبساطة التناول، وهي بساطة كانت لافتة في إنجاح العمل الذي اعتمد على الممثل بالدرجة الأولى، ومواقف الضحك التي خلقتها للمفارقة، التي لعبت عليها متجاورات المسرحية لتتكامل، لتصب في النهاية للكشف عن مضمون المسرحية''· أما المخرج التونسي المنصف السويسي فقال ''هذه المسرحية كتبها محفوظ عبدالرحمن، وفيها استلهام للتراث، وهي على منوال ما كتبه الفرد فرج، وأخرجها بنجاح كبير الراحل صقر الرشود، وقدمها باللغة العربية الفصحى مسرح الخليج العربي في الكويت''· وأضاف ''أعتقد أن حسن رجب قد تأثر كثيراً بإخراج صقر الرشود، وبالإجمال فإن هذا العمل حقق عرضاً ممتعاً فيه حضور لممثلين يتميزون بالظرف وخفة الظل والإحساس الكوميدي العالي''· لافتاً إلى ''أنها مسرحية جماهيرية، وفي مجتمعنا ما زال الجمهور يقبل على هذا اللون ويطلبه ويتذوقه'
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©