الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوافل شعارها الثقافة وأولى محطاتها «أوحله»

قوافل شعارها الثقافة وأولى محطاتها «أوحله»
23 فبراير 2010 20:36
هناك، وبعيداً كثيراً عن مدينة الفجيرة، تتربع «أوحله»، بين تلك الجبال الصخرية، وأشجار الغاف، حيث كانت انطلاقة أولى القوافل الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بمشاركة عدد كبير من الكتاب والأدباء والفنانين، يجوبون عبر هذه القافلة مختلف مناطق الدولة، وذلك لنشر الوعي الثقافي والصحي والمجتمعي والأمني. نيابة عن معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، افتتحت عفراء الصابري، المدير التنفيذي للخدمات المؤسسية والمساندة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فعاليات أولى القوافل الثقافية التي نظمتها الوزارة، والتي تمثلت في يومين مفتوحين، التقى خلالهما مجموعة من ممثلي الثقافة وفنون الدراما بأهالي تلك المناطق الذين قدموا اقتراحات ووجهات نظر تتعلق بشؤون حياتهم اليومية، حيث ألقت الصابري كلمة نوهت فيها بأهداف الوزارة من تنظيم مبادرة القوافل الثقافية، والتي تتجسد في تنمية المجتمع قصد الوصول بالمنتج الثقافي إلى المواطن مهما بعدت أماكن إقامته، وهي تستهدف كذلك تسليط الضوء على المصاعب والمعاناة التي يواجهها أهالي تلك المناطق النائية، ورصد المشاكل والمعوقات التي تعترض سبل عيشهم، تمهيداً لإيجاد الحلول الناجعة لها. لهذا كان من الضروري أن تشارك في هذه الفعاليات، جهات حكومية عدة منها: وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الأشغال العامة، وزارة الشؤون الاجتماعية، مؤسسة مواصلات الإمارات، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والقيادة العامة لشرطة دبي. وقد جاءت مبادرة الوزارة انسجاما مع دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى التلاحم الاجتماعي، في خطاب سموه بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين، وتلبية لمقتضيات تعاون جهات المسؤولية المجتمعية والثقافية في الدولة في رفد مبادرة التلاحم الاجتماعي التي أطلقتها وزارة شؤون الرئاسة، بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة. في ضيافة «أوحله» ضم وفد القافلة المشاركة مجموعة من الممثلين والكتاب والإعلاميين الذين اكتسبوا شهرة واسعة لدى جمهورهم، من خلال ما قدموه من أعمال كثيرة ومتنوعة، فتضاعفت فرحة أهالي «أوحله» الذين توافدوا من القرى المجاورة، كذلك لمشاركة إخوانهم في المسابقات الشعرية، والمرسم الحر، الطبخ الشعبي، اليولة، الألعاب الترفيهية وغيرها من الأنشطة المتنوعة التي تضمنتها الفعاليات، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى الوصول إلى أهالي الإمارات في مختلف أماكن تواجدهم، خاصة تلك المناطق البعيدة جدا والتي يسميها البعض بالمناطق النائية، حيث أوجدت مساحة للتفاعل والتلاحم الوطني، عن طريق التواصل المباشر مع المجتمع، بحثا عن المواهب والإبداعات بغية تنشئة شباب طموح ذي مستقبل واعد وطموح، فكانت المبادرة عرسا ثقافيا ولقاء وطنيا زينته احتفاليات تراثية تعكس عادات وتقاليد أهالي المنطقة وضواحيها. غلوم يخطف قلوب الأهالي فور وصول القافلة إلى «أوحَلَه» صباح يوم الخميس الماضي، وهي تحمل وجوها إماراتية مشهورة، من فنانين وممثلين ذاع صيتهم في الإمارات السبع وكامل الوطن العربي، تدفقت جموع من أهالي المنطقة، أطفالها، رجالها وحتى نسوتها، الكل شارك في إحياء الفعالية، وقد كانت فرحة أولئك كبيرة بوجود الدكتور حبيب غلوم، مدير الأنشطة الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والممثل الإماراتي المعروف، الذي يخبرنا عن الفعالية قائلاً: «أنا جد سعيد لتواجدي هنا بين أهالي منطقة «الوُحَلَة» بإمارة الفجيرة، ذلك أنَّه من واجبنا أن نتحين هذه الفرص حتى نصل إلى هذه المناطق البعيدة، خاصة نحن الفنانين والممثلين، فمثلاً من خلال مسلسل «حاير طاير» الذي أحبه أهل هذه المنطقة، وذاع صيته بينهم، نحس أننا أقرب إلى شؤون وشجون هذه المناطق، وهم يشعرون بنا أكثر، والحمد لله الكل سعيد بوجودنا، خصوصاً وأن هذه فرصة لنحتك بهم ونستشف منهم طلباتهم واحتياجاتهم، فهم عكس سكان المدن، لا يروننا إلا من وراء الشاشة الفضية، بالفعل هي مبادرة طيبة من الوزارة لكلى الطرفين». الأم الروحية! هي الممثلة الإماراتية رزيقة طارش، وجه سينمائي ومسرحي معروف، تمثل الأم الروحية لمعظم الممثلين، فهي بالفعل امرأة حنونة، طيبة ومتواضعة، يحبها الصغير والكبير، تركت عملها في تصوير مشاهد من مسلسلها المقبل، ملبية نداء من يحبونها في تلك المناطق البعيدة، وما كادت تجلس قليلاً، حتى جاءها أهالي المنطقة طلباً لتوثيق هذه الزيارة، عن طريق أخذ صور تذكارية، يحتفظون ويتباهون بها أمام أصدقائهم وأقاربهم. تقول رزيقة: «هذه مشاركة جميلة وعزيزة، وقد فرحت كثيراً لما استدعيت لمشاركة إخواني وأبنائي من الممثلين، إذ على الفنان، برأيي، أن يقوم بدور المسؤولية الاجتماعية، فهو من الناس ولهم، لذا أنا لا أرفض أي دعوة تجمعني مع مشاهدينا ومحبينا، خاصة أولئك الذين يقطنون في المناطق البعيدة، إذ قليلاً ما نجتمع بهم، وننظر في آرائهم واقتراحاتهم. صراحة، أنا جد سعيدة، فقد عدت خمساً وعشرين سنة إلى الوراء، حينما شاهدت هذه الفعاليات التراثية التي ذكرتني بأبائنا وأجدادنا». وعن مشاريعها السينمائية المستقبلية، تخبرنا رزيقة: «حالياً أعمل على إنهاء تصوير ثلاثة مسلسلات تلفزيونية، أولها «عجيب غريب» في جزئه الثاني، حيث تصور مشاهد حلقاته باستوديوهات عجمان الخاصة، ويرافقني مجموعة من زملائي وزميلاتي من الفنانين والفنانات كأحمد الجسمي، ملاك، جمعة العلي، كما أن لي مسلسلاً آخر من إنتاج باسم الأمير، سوف نصور حلقاته بالكويت، أما المسلسل الثالث، فهو للمنتج السعودي عبد الرحمن الخطيب». فرحون بعودة القافلة عن مشاركته يخبرنا الفنان الإماراتي محمد العامري: «إن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لها الأسبقية دائما في تنظيم هذه الفعاليات المجتمعية الحميدة، ولعل آخر مشاركة لي كانت من خلال تلك الجولة التي نظمت بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كانت عبارة عن زيارة المرضى خارج الدولة، حيث أعطتنا الفرصة للتوصل مع تلك الشريحة المهمة من المجتمع. الوزارة اليوم تكرر مثل هذه المبادرات الطيبة، فدور الفنان لا يكمن فقط لوقوف خلف الشاشة وتمثيل دوره، وانما الأهم من ذلك هو تفاعله واحتكاكه مع الجمهور عن طريق التواصل المباشر مع أفراده من خلال مثل هذه الأيام المفتوحة، ولعل الوزارة قد استعادت تفعيل هذه القوافل الثقافية بعد توقفها مدة من الزمن، أنها تعي تماما مدى أهميتها للمواطن والفنان معا». وعن أعماله المستقبلية يطلعنا محمد: «أنا بصدد تصوير حلقات الجزء الثاني من مسلسل «ريح الشمال»، الجزء الثاني كذلك من مسلسل «طماشة»، ومسلسل «طناف»، اضافة إلى مسلسل خليجي لم يتفق عليه بعد، ولدي مسرحيتان سأشارك بهما من خلال فعاليات أيام الشارقة المسرحية، الأولى تحمل اسم «تراب»، وهي من تأليفي وإخراجي، أما مسرحية «زهايمر» فهي من إخراجي وتأليف الفنان إسماعيل عبد الله». وعن العاصفة والحملة الإعلامية التي واجهت مسلسل أوراق الحب، يقول محمد العامري: «لقد اعتذرت عن دوري في المسلسل، حالي كحال بقية الممثلين الذين انسحبوا، حيث تبقى قناعة الفنان بالعمل مرتبطة بما يمكنه أن يضيف له على صعيد المستوى الفني، وتبعاً لذلك فهو إمَّا يقبل المشاركة أو يعتذر عنها. أنا أتفاجأ عندما يتم استغلال اعتذارات الفنانين لصالح الترويج للعمل، أو لسد ثغرات الضعف التي يعانيها». «الهلال الأحمر» تشارك في الفعاليات بعيادات للفحص والتثقيف لم نستغرب عندما شاهدنا، في مكان إقامة الفعالية، خيمتين كبيرتين وسيارات الإسعاف المجهزة بأحدث التقنيات، تحمل شعار الهلال الأحمر الاماراتي، كيف لا تكون حاضرة وهي السباقة لفعل الخير، ومساندة المحتاجين والمرضى أينما كانوا. عن مشاركة الهلال الأحمر يخبرنا سعادة محمد إبراهيم الحمادي، نائب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي: «تأتي مشاركتنا هذه ضمن اطار توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، الرئيس الأعلى لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، في ما يخص الاهتمام بالشأن المحلي، خاصة لمثل هذه المناطق النائية، حيث يشارك الهلال الأحمر عن طريق عيادات لفحص الدم، السكري، سرطان الثدي كما شاركت جمعية الإمارات للأمراض الخبيثة، التي من شأنها توعية وتثقيف الأهالي، وتعليمهم كيفية التعامل مع هذه الأمراض أو الوقاية منها، كما نقوم بتقديم مساعدات مادية للعائلات الفقيرة والمحتاجة، اضافة إلى المسح الميداني للمنازل المتهدمة والتي تحتاج الى صيانة، كل ذلك يندرج ضمن خططنا العملية، حيث نقوم بحملات في مختلف مناطق الدولة وصولا الى المنطقة الغربية، ولعل تعاوننا اليوم مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، له كبير الأثر على نفوس أهالي هذه المناطق». وقد وفرت هيئة الهلال الأحمر الاماراتية عيادة متنقلة على شكل سيارة إسعاف، مجهزة بأحدث التقنيات حسب ما أخبرنا محمد شميس، عضو بالهيئة، حيث تحتوي على جهاز الماموغرام المتخصص في تشخيص أورام سرطانات الثدي، في حال وجودها عند المرأة، وهو جهاز متواجد في أماكن قليلة جدا نظرا لتكلفته الباهظة التي تتجاوز 650 ألف درهم، اضافة إلى غرفة لتغيير الملابس وكمبيوتر ووحدة تصوير كاملة تسمح بإرسال التقارير مباشرة إلى المستشفى المتابع للحالة.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©