السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طرابلس ساحة حرب وتحركات ضخمة للآليات العسكرية الليبية

طرابلس ساحة حرب وتحركات ضخمة للآليات العسكرية الليبية
17 نوفمبر 2013 10:43
اندلعت مواجهات مسلحة أمس في الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس التي بدت ساحة حرب، حيث يحاول مسلحون منع عناصر من مليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قتلوا خلال معارك وقعت أمس الأول في العاصمة خلفت 45 قتيلاً و400 جريح، في حين شهدت العاصمة تحركات ضخمة لآليات عسكرية ثقيلة لمنع ميليشيا من مصراته دخول المدينة. وبدأت هذه المواجهات صباح أمس حين هاجمت مليشيا مصراتة ثكنة للجيش في تاجوراء بضواحي طرابلس، يسيطر عليها ثوار سابقون من طرابلس . وخلف الهجوم اربع قتلى وثمانية جرحى. وحسب مصباح الحرنة آمر الكتيبة التي تتبع بشكل شبه رسمي وزارة الدفاع، فإن “المجموعات انسحبت بعد أن استولت على العديد من تجهيزات الكتيبة من بينها أسلحة وسيارات وذخائر”. وقال الحرنة، إنه “جرى اتفاق الليلة قبل الماضية مع بعض الألوية القادمة للدخول إلى مدينة طرابلس من الجهة الشرقية، بالبقاء خارج منطقة تاجوراء حقنا للدماء” . وأضاف “ إلا أننا فوجئنا بهجوم مباغت فجر أمس على الكتيبة”. وحاولت قافلة من عربات مسلحة قدمت من مصراتة، تحاول التقدم باتجاه العاصمة التي شهدت ليلتها الماضية انفجارات وإطلاق نار كثيفاً. وكانت المواجهات بدأت أمس الأول حين أطلق أفراد من مليشيا مصراتة متمركزة في حي غرغور النار على متظاهرين سلميين قدموا للمطالبة برحيلهم عن العاصمة. وفي رد فعل على ذلك، طرد مسلحون لفترة وجيزة الميليشيا من مقارها وأحرقوا جزئياً تلك المقار وسط اشتباكات دامية. لكن تعزيزات أولى من الرجال والسلاح وصلت ليلاً من مصراتة إلى العاصمة لتستعيد المليشيا مقارها. وبحسب مصور لوكالة فرانس برس فإن الطريق الرابط بين شاطئ المدينة وشرقها انطلاقاً من وسط العاصمة أغلق أمام حركة المرور، في حين تمركز مسلحون من طرابلس على عربات “بيك أب” مزودة بمضادات جوية تجمعت في المدخل الشرقي للمدينة. وقال شهود، إن مواجهات تدور في ضاحية تاجوراء شرق العاصمة. وقال وزير الصحة نور الدين دغمان، إن أعمال العنف امس الاول خلفت 45 قتيلا على الأقل وأكثر من 450 جريحاً والحصيلة مرشحة للارتفاع. واكد بيان لوزارة الداخلية سقوط “45 شهيداً في مظاهرة سلمية بمدينة طرابلس”. وأمس كانت الشرطة تراقب مداخل حي غرغور. وأوضح شهود أن ما يجري ليس مواجهات، بل إطلاق نار أفراد المليشيا ابتهاجاً لوصول تعزيزات. في غضون ذلك، شهدت طرابلس تحركات ضخمة من الآليات الثقيلة وتجمعات عسكرية لعدد من الكتائب في مدخل مدينة طرابلس الشرقي وفي مناطق طريق المطار وتاجوراء، استعداداً على ما يبدو لصد أي قوات لميليشيات قادمة من مصراتة. وتردد خلال الساعات الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك استعدادات تقوم بها قوات من مصراتة للقدوم إلى طرابلس لتقديم الدعم للمسلحين في منطقة غرغور. وشاهد مراسل وكالة الأنباء الألمانية خلال تجوله بشوارع المدينة جميع المحال التجارية مغلقة وتوقف الحركة في العديد من الشوارع. وأعلنت الحكومة الليبية الحداد لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا الذين سقطوا أمس الأول في منطقة غرغور بطرابلس. ودعا رئيس الوزراء الليبي في مؤتمر صحفي “الجميع إلى ضبط النفس وعدم التمادي في المواجهة”، معتبراً أن “الساعات والأيام القادمة ستكون حاسمة في تاريخ ليبيا وفي نجاح ثورة ليبيا من عدمها”. وأكد زيدان أن “أي دخول لأي قوات لطرابلس سيكون اثره سلبيا كارثيا قد يؤدي إلى مذبحة”. وقال المحلل الليبي المقيم في لندن حسن الأمين، إنه إزاء عجز السلطات “فإن الحل هو بين يدي الشعب الليبي الذي عليه أن يطرد هذه المليشيات وينهي هذه المهزلة”. وأضاف هذا العضو السابق في المؤتمر العام “إن هذه المليشيات بصدد سرقة إمكانات البلاد كافة وتبديد مواردها”. وشيّع الآلاف من سكان طرابلس ضحايا التظاهرة السلمية التي جوبهت بالرصاص الحي أمام أحد كتائب مدينة مصرته بمنطقة غرغور. واحتشد الآلاف من المصلّين وأهالي الضحايا في ميدان الشهداء وسط العاصمة، لتأدية صلاة الجنازة وتشييع ضحاياهم . وتلا المجلس المحلي لطرابلس خلال الجنازة بياناً تعهّد فيه بـمواصلة السعي حتى تطهير العاصمة من أوكار الجريمة والفساد، وإجلائها من كافة التشكيلات المسلّحة. وجاء في البيان لن يخور لنا عزم حتى تحقق أهدافنا وتصبح مدينة طرابلس لكل الليبيين من دون أي مظاهر للأسلحة أو التسليح. وحمّل البيان مسؤولة أحداث طرابلس إلى رئيس الحكومة، ووزير داخليته، ورئيس أركانه، وكل من يدعم في تلك المليشيات سواء كانت شرعية أو غير شرعية. ورغم أن الجنازة سارت بصورة طبيعية، إلا أن المشيّعين ردّدوا هتافات تحرّض شباب العاصمة على جعل هذه الليلة ليلة حاسمة كما طالب المشيّعون بنصب خيمة عزاء بالضحايا في وسط ميدان الشهداء، لمدة 3 أيام، داعين أهالي الضحايا إلى تلقى العزاء فقط في هذا الميدان. إلى ذلك أعاد أمازيغ ليبيا أمس فتح مجمع مليتة للغاز الذي يسيطرون عليه ويعتصمون فيه، تلبية لحاجة العاصمة طرابلس في ظل الأوضاع الأمنية والعسكرية التي تعيشها على خلفية مقتل العشرات على يد مسلحين. وأعلن المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا في بيان، تعليق الاعتصام بمجمع مليتة الذي يصدر الغاز إلى إيطاليا ويستخدم في محطات توليد الكهرباء للمناطق الغربية لليبيا. وأضاف بيان المجلس أن ذلك لا يعني التخلي عن الكفاح من أجل مراجعة الفصل 30 من ألإعلان الدستوري الذي نص على أن الأغلبية في اللجنة التأسيسية تحتسب على أساس ثلثي الأعضاء بزيادة واحد. ويطالب الأمازيغ، وبعض الأقليات الأخرى، الذين سينتخبون 6 من أعضاء اللجنة التأسيسية الستين، بأن تتم المصادقة على الفصول المتعلقة بالخصوصيات الثقافية للأقليات بالتوافق وليس بتصويت الأغلبية. الإمارات تدين أعمال العنف في طرابلس وتدعو الأطراف الليبية للحرص على الوحدة أبوظبي (وام) - أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إدانتها واستنكارها لأحداث العنف التي شهدتها مدينة طرابلس الليبية أمس الأول وأسفرت عن خسائر في الأرواح والعديد من الجرحى . وأبدى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية حزنه وأسفه لسقوط عدد من الضحايا خلال تظاهرة سلمية، معربا عن تعازيه ومواساته لأهالي وذوي الضحايا، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل . وناشد سموه جميع الأطراف الليبية نبذ العنف والحرص على وحدة ليبيا الوطنية والإقليمية . وأعرب سمو وزير الخارجية عن تأييده لجهود الحكومة الليبية في مواجهة أعمال العنف بكل صوره وأشكاله وجهودها لبسط الاستقرار والأمن في جميع أرجاء ليبيا .
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©