الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أي عنوان أنا؟

أي عنوان أنا؟
23 فبراير 2010 20:37
المشكلة.. عمري الآن 34 سنة، أنهيت دراستي الجامعية وعملت في وظيفة جيدة، ثم تزوجت من زوج تقليدي لا يحب الاختلاط بالناس كثيراً، ودائماً ما يتهمني بعدم حسن التصرف، رغم أنني أخاف من نظرة الآخرين، بينما هو على العكس من ذلك تماماً.لكنه يحبني ويهتم بي. أنا أعاني من الخجل منذ طفولتي، وكنت أشعر بنقص الحنان، وكنت أشعر أن كل الأولاد من مثل عمري أفضل مني، وكنت أتعلق عاطفياً بكل صديقة لي تتركني بحكم الحياة فأجعل منها مأساة، فأنا بطبيعتي أحب المأساة. ولا يزال الخجل يعكر صفو حياتي رغم أنني لدىّ زوج رائع وابنة جميلة، لكن أشعر بالاكتئاب من جراء ما أفكر حيث أشعر بالتقصير في كل شيء، وأن الموت سيحين وأنا لم أقدم شيئا لديني ولا دنيتي، وأشعر أني زائدة على هذه الحياة، وأن ذنوبي تطاردني، وسيأتي اليوم الذي أعاقب عليه. أنا أكره نفسي، وأخاف من الناس، ومن الفشل، ومن نفسي، أخاف.. أخاف.. أخاف.. هذه الكلمة عنوان شخصيتي، وأنا أكرهها كرهي للموت.بالمناسبة، واكتشفت أيضا بعد قراءاتي المتعددة أنني لا أعرف نفسي، ولا أجدها، ولا أعرف من أنا؟ هل أنا امرأة حكيمة متزنة أم أنا امرأة متهورة أم؟ أي عنوان أنا ؟ . أنا صحراء... لا شيء ؟ من أنا ؟ أريد من يساعدني في تحديد نفسي لأكونها.. كيف أحدد شخصيتي ؟ لقد أضعتها منذ عشرين عاما أذكر ذلك تماما. كانت عندي موهبة الكتابة وكان أملي منذ صغري أن أصبح كاتبة مشهورة. لكن مشاكلي النفسية جففت قلمي، أتمنى أن تعود موهبتي فقط لكي أثبت مقدرتي وأرضي نفسي وأشعر بالاكتفاء العاطفي وبالرضا وبالثقة وأني أنجزت شيئا في هذه الحياة. أنا بحاجة إلى من يتابعني يومياً ويهتم بي، ليس لي أصدقاء وعلاقتي بالناس محدودة جدا. فبم تنصحني؟ أم هند النصيحة.. سيدتي: لم أتوقف أمام رسالة قط قدر رسالتك! كلامك ذكرني بالقاعدة الثلاثية التي تساعد الإنسان على الشعور بسلامته النفسية، الأولى:كيف يرى نفسه؟، والثانية: كيف يراه الآخرون؟ والثالثة: معرفته بكيفية رؤية الآخرين له؟ لا أجد مبرراً واحداً لعدم قدرتك على فهم نفسك، وربما خجلك، وضعف ثقتك بنفسك، وابتعادك عن تحقيق حلمك في الكتابة، وحاجتك للناس، ولمن يهتمون بك، أوجد لديك إحساس باهتزاز الشخصية، وعدم ثقتك بنفسك، في الوقت الذي يصحو فيه ضميرك دون راحة طوال الوقت، فضلاً عن طبيعتك الوسواسية، بمعنى إلحاحها الزائد لجلد ذاتك، ربما هناك أخطاء، لكن لا تنسي أن كل البشر خطاؤون، وخيرهم التوابون، ثم لتعرفي أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وليس هناك من حقق ونعم بكل شيء في الدنيا، وأنت لديك أشياء جميلة، وبنتاً أجمل، وزوج يحبك، ومستقبل ينتظرك، والرضا مطلوب، والأمل موجود، والطموحات يجب ألا تتعدى الممكن. فلا تعتبري نفسك صفرا”، وحاولي أن تحققي المزيد. أنت لن تستيقظي يوما من النوم فجأة فتكتشفين شخصيتك، لكن أنت لك تجارب سابقة في الحياة، ثم تجارب أخرى لاحقة، ومع كل تجربة تكتشفين جانبا جديدا في شخصيتك، وبالتدريج تلاحظين نقاط ضعف حقيقية. وستلاحظين أيضا نقاط قوة أو غير ذلك. ولا أود أن أخفي عليك أنك قد تحتاجين مساعدة متخصص نفسي -ولو بين الحين والآخر- ليساعدك على (تقبل) ذاتك، وإعانتك على التغيير. ولا تفقدي تفاؤلك أبداً لأن اليأس من الشيطان. ونتمنى لك التوفيق. يسرنا أن نستقبل مشاكلكم وتساؤلاتكم على البريد الإلكتروني: dr.mosabah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©