الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميزان التفوق والنجاح

7 ابريل 2007 00:22
هناك فرق واضح بين التفوق والنجاح، لأن التفوق أبعد غاية من النجاح، ولأن تأمين النجاح لا يعني تحقيق التفوق، إن لم يصل النجاح إلى مرتبة عليا قصر عنها المتقاعسون· والنجاح أمر مرغوب فيه عند طلاب النجاح في كل ما ينشدونه من أمورهم الحياتية، وحدود النجاح قد تكون قريبة المنال من كل مجد ودؤوب، غير أن التفوق لا يناله إلا من أصاب حظاً كبيراً من النجاح· وإذا ضربنا مثلاً عن الفارق بين التفوق والنجاح بعلامات المتخرجين من أحد المعاهد العليا، سنجد أن من يحصل على نسبة 50 في المئة يعتبر ناجحاً· وقد يحصل المتفوق على نسبة أعلى إذا قد تقاربت أحياناً العلامات التامة، فهل يصح التساوي بين الناجح وبين من قارب الغاية في التفوق؟ إن هذه المقدمة لمقالتي توضح أن النجاح والتفوق أمر نسبي، وشتان ما بينهما، فهنالك من يفرض نفسه فرضاً بتفوقه في ميدان اختصاصه، وهنالك من يجر نفسه جراً، ليدرك أدنى مستوى للنجاح· والتفوق يحتاج إلى همم عالية وعزم شديد وإقدام ودأب، ويجب أن لا يكون التفوق مقصوراً على فئة دون أخرى أو على ناحية دون ناحية، لأن أمور الحياة متشابكة ومتداخلة، ولا بد من التفوق في كل ميدان وفي كل منطلق حتى نتدارك ما فات، ونلحق بالركب الحضاري، ومن ثم نكون له مثلاً عليا· وبداية المنطلق في خط التفوق تبدأ في كل طالب وعامل وموظف، فإن جعل هدفه قريب المنال تباطأت همته وقصرت خطواته، وإن جعله بعيد المنال وعزم على أن يناله وطرح الملذات والشهوات جانباً، وعمل بجد ودأب وإخلاص وعزم سيجد نفسه بعد فترة من الزمن مقصراً، وهذا هو حال المجِدّ، يجد نفسه لا يزال جاهلاً وهو الذي قطع شوطاً كبيراً في التعلم، لأن بعد الغاية يستتبع التعالي على الدنايا والنظر إلى ما سبق من جهد على أنه قليل ولا بد من مضاعفته، وهكذا تنطلق الأمة بانطلاق أفرادها في كل ميدان إذا كانت غايتهم تحقيق المثل الأعلى وهو التفوق والوصول إلى أعلى مراتب النجاح في شتى المنطلقات· هدى جمعة الحوسني موجهة تربية إسلامية بمنطقة أبوظبي التعليمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©