الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جدر مرق تكشف المظاهر الكذابة

جدر مرق تكشف المظاهر الكذابة
22 مارس 2009 03:18
ضمن أيام الشارقة المسرحية، عرض مسرح رأس الخيمة الوطني مسرحيته الجديدة ''جدر مرق'' تأليف وإخراج الكويتي ناصر كرماني، وهي من العروض التي تقدم خارج المسابقة· وقدم العرض في سوق العرصة، خلافاً للفرق الأخرى التي تقدم أعمالها في معهد الفنون المجاور، وفي ذلك محاولة للخروج عن المألوف، والسبق التاريخي، مع الإشارة أن المسرح يعرض في أي مكان، وقيمة سوق العرصة أنه المكان الذي استثمر لعرض عمل فرجوي قادر على الوصول إلى كل الموجودين في السوق، وليس من أجل التمظهر، أو العمل الذي يعرض مرة واحدة، ثم يموت· استمر العرض ساعة كاملة، وشارك فيه نخبة من الممثلين والمواهب الواعدة، منهم سالم إبراهيم العيان الذي قام بدور''الوالي'' وحميد سمبيج''رئيس الحرس'' ومبارك خميس المهري''القاضي'' وفيصل عبدالله ثاني''شهبندر التجار'' وناجي جمعة''المجنون'' وجمعة سالم وليد''المحتسب'' ونبيل يوسف سعيد وربيع سالم الجربي وخليفة جمعة وليد وناجي مال الله سالم وخالد سالم الجربة لعبوا دور ''الجوقة''· والعمل يحكي قصة مجتمعاتنا الاستهلاكية، التي تفكر ببطونها قبل عقولها، حيث تصنع أكبر جدر في العالم، تضع فيه نصف استثماراتها، ورأسمالها الوطني، كما يلامس قضايا نعايشها أو ملتصقة بنا، مثل مسألة الإرهاب، وكذلك التغني بالتاريخ القديم، حين استحضر عباس بن فرناس، وعنترة بن شداد، من قبل مجنون أشهر السيف ليفوز بحبيبته فطوم، وكان هذا المجنون الذي لعب دوره بتميز ناجي جمعة يبتز القوم، وإلا حطم الجدر الأعظم، حيث كانوا يخضعون له دائماً حتى أنه وصل إلى حد المطالبة بأن يكون والياً، لكنه في النهاية ينزل، ويتبين أنه مخبول، وسيفه مثلم· برز هذا العمل الفرجوي الذي امتلأ بالمفارقات العجيبة والنكات التي استقطبت الحضور الذين كان بينهم العديد من الهنود والباكستانيين وغير العرب وكل من في السوق، وتم الأداء بشكل جماعي، وفي إطار اجتماعي ساخر، وفي النهاية وصلت الفكرة للمتلقي، وهي أن المظاهر الكاذبة تبعد الإنسان عن الواقع، وأن دخول موسوعة جينس للأرقام القياسية، ليس من خلال الكرم العربي المبالغ فيه، بقدر ما هو إضاءة واضحة على مدى ما وصلت إليه الأمم الأخرى حين تحقق قصب السبق في الصناعة وغزو الفضاء وكل المجالات، فيما نحن نتعلق بمظاهر خادعة، حيث يقابل الجدر المعلق لدينا بمدن فضائية معلقة لدى الآخرين· وكان لـ''الاتحاد'' بعض اللقاءات بعد العرض مع عدد من تابعوه، فيقول الناقد الأردني علي عليان''جدر مرق'' نستطيع تسميته المسرح الاحتفالي، أو ما يطلق عليه في بلاد الشام الفرجة الشعبية، وهذا المسرح ينتمي الأداء التمثيلي له ضمن تسمية التشخيص، وليس التمثيل، وهو يقترب من المشاهد ويتداخل معه في سياق الحدث، حتى يصبح جزءاً من اللعبة المسرحية''، وتابع عليان ''إن الكركترية في التشخيص متكاملة، وهذا يثري حالة التمثيل لدى جميع الطاقم، كما أن اختيار ساحة سوق العرصة ليقدم فيها العرض اختيار موفق، لأنها لا تحتاج إلى اشتراطات المسرح الكلاسيكية''· أما الفنان الإماراتي محمد سعيد فقال ''العمل يحتوي على إسقاطات سياسية، لكنه لم يأخذ حقه، حيث لم يشتغل المخرج على بعض الأمور، كما أن بعض المشاهد مرت متكررة، وأعتقد أنه لو تم تلافي هذه الأشياء لكان أفضل للمشاهد، وعلى كل فالعمل جيد''· عبدالله سالم بن يعقوب الزعابي رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني عبر عن سعادته بعد انتهاء العرض قائلاً '' العمل حقق الغرض المقصود منه، وقد تفاعل الجمهور مع العرض حتى آخر لحظة، وتابع القضية حتى النهاية، ولم يخرج أحد من المسرح''· وذكر ''أننا سنواصل العرض للجمهور كالعادة، وسنقوم بتقديم ثلاثة عروض في رأس الخيمة في شهر إبريل المقبل، وفي 27 من الشهر ذاته في أبوظبي، ثم يتجول العمل في بقية أنحاء الإمارات''· كما التقت''الاتحاد'' بمخرج العمل ناصر كرمانيا الذي قال ''الجمهور تقبل العمل بشكل رائع، وتفاعل مع المسرحية، وتفهم مغزاها، كما تفاعل مع المكان، مشيرا إلى أن حجم المكان ليس محسوباً في مسرح الحلقة، والحكواتي، وإنما في الجو العام التراثي، وجو السوق والمقهى، الذي يدخل ضمن نسيج الحكايا وهو نوع من التأصيل والعودة بالمسرح العربي إلى أصالته، حيث كانت تقام حلقات السامر والفرجة''· وذكر أن أدوار الممثلين كانت واضحة، ''لكنني أحب أن أتطرق دائماً إلى الأسلوب الذي كانت فيه البطولة جماعية'
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©