أعرب حلف شمال الأطلسي “الناتو” أمس عن أمله في أن تقوم السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية، بضمان محاكمة عادلة لسيف الإسلام القذافي الذي اعتقل في جنوب ليبيا، وذلك بعد اختفائه منذ 3 أشهر.
ووسط أجواء فرح عمـت المـدن الليبية منـذ الإعلان عن اعتقال آخر أبناء القذافي الفارية، قالت وأنا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف أمس، نثق بأن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية ستضمنان أن تأخذ العدالة مجراها حتى يمكن أن تبنى ليبيا الجديدة على أساس حكم القانون واحترام حقوق الإنسان”.
وتابعت “أنه (سيف الإسلام ) متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الصراع الذي ألحق بالشعب الليبي معاناة جمة”. وبمقتضى تفويض منحته الأمم المتحدة في مارس الماضي، استكمل الحلف الأطلسي بنجاح مهمته لحماية المدنيين في ليبيا حتى انهيار نظام العقيد الراحل في 20 أكتوبر الماضي.
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي أمس ليبيا إلى التعاون مع الجنائية الدولية لضمان محاكمة عادلة لسيف الإسلام .
وجاء في بيان صدر عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون “يجب على السلطات الليبية أن تضمن محاكمة سيف الإسلام بما يتفق مع مبادئ المحاكمة العادلة وبالتعاون الكامل مع الجنائية الدولية”.
ووصفت اشتون اعتقال سيف الإسلام بأنه “تطور مهم جداً”، نظراً للدور الذي لعبه في نظام حكم أبيه، وأمر الاعتقال الصادر بحقه من الجنائية الدولية بناء على اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقالت أشتون “لقد بدأت ليبيا عملية انتقال ديمقراطي بعد صراع أليم ودامٍ وقرابة 42 عاماً من الديكتاتورية”. وأضافت “من المهم للمصالحة الوطنية المستقبلية إحضار المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت قبل وخلال الصراع الأخير إلى ساحة العدالة وتسليط الضوء على ملابسات تلك الانتهاكات”.
وبدورها، طالبت منظمة العفو الدولية حكام ليبيا بنقل سيف الإسلام القذافي إلى المحكمة الجنائية بلاهاي ليحاكم فيها. وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة “يجب تسليم سيف الإٍسلام إلى الجنائية الدولية ويتعين ضمان أمنه وحقوقه”. وحملت المنظمة المجلس الوطني الانتقالي مسؤولية حماية سيف الإسلام بعد مقتل والده المثير للجدل وشقيقه المعتصم القذافي “لذا فهو يستطيع مواجهة العدالة على جرائمه المزعومة في محاكمة عادلة من دون عقوبة الإعدام”.
في واشنطن، قالت نيكول تومسون المتحدثة بوزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدعو النظام الحاكم الجديد في ليبيا إلى ضمان محاكمة عادلة و”معاملة إنسانية” لسيف الإسلام .
وأضافت تومسون أن اعتقال سيف الإسلام ومحاكمته “سيمثلان خطوة أخرى تنأى عن الحقبة المظلمة التي دامت 40 عاماً من تاريخ ليبيا، وتساعد في نقل الشعب الليبي نحو مستقبل سلمي وديمقراطي هو جدير به”.
وأضافت المتحدثة الأميركية “نحث أيضاً المجلس الانتقالي على مواصلة التعاون مع المحكمة الجنائية بشأن محاكمة سيف الإسلام”. وتابعت “إن سيف الإسلام القذافي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والمجتمع الدولي كان واضحاً في مطالبته بأن يحاسب على أفعاله”.
وبالتوازي، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الزعماء الليبيين إلى ضمان محاكمة سيف الإسلام القذافي “طبقاً للمعايير الدولية”.
وقال كاميرون في بيان “أبلغتنا الحكومة الليبية مجدداً السبت بأنه سيستفيد من محاكمة طبقاً للمعايير الدولية، وهو الأمر الضروري حدوثه”.
وأضـاف كامـيرون في بيان “إنه إنجاز عظيم للشعب الليبي، ويتعـين الآن أن يصبح نصراً للعدالة الدولية أيضاً، مضيفاً “ستقدم بريطانيا كل مساعدة للحكومة الليبية والمحكمة الجنائية لتقديمه ليواجه محاسبة كاملة ومحاكمة عادلة على ما اقترفه”.
عدد اليوم
