الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موريتانيون يبتكرون أسماء «غريبة» تخرج من جلباب «الأعلام»

موريتانيون يبتكرون أسماء «غريبة» تخرج من جلباب «الأعلام»
23 فبراير 2010 20:39
لا تخضع الأسماء الشخصية في موريتانيا لقاعدة فهي يمكن أن تكون اسما أو فعلا أو جملة، وبعضها أسماء لم يسبق أن سمع بها أحد، فالموريتانيون يجيدون ابتكار الأسماء وفق الأحداث التي تمر بهم كما أنهم يخلطون بين الأسماء العربية المعروفة وبين الأجنبية واللهجات الأفريقية. يواجه الموريتانيون الذين يعيشون في الخارج مشكلة كبيرة بسبب أسمائهم الغريبة والطويلة، فبالإضافة إلى ربط أسمائهم بكلمتي ولد أو بنت للدلالة على الاسم العائلي للشخص تتسبب بعض الأسماء في إحراج أصحابها لأنها تثير دهشة واستغراب الآخرين الذين لا يعلمون خصوصية المجتمع الموريتاني والثقافة البدوية والموروث الشعبي الطاغيين على أسلوب الحياة رغم اختلاف الزمن، حيث كانت قسوة مناخ الصحراء تدفع الموريتاني إلى الابتهاج بنزول المطر لدرجة أن يسمي ابنه المولود حديثا «الغوث» ولا يزال هذا الاسم متداولا في البلاد بكثرة. أسماء متداولة من بين الأسماء الغريبة أيضا نجد «العالم» و»الجيد» و»الراجل» و»مولاي» و»سيدي» و»يَسْلَم» (للإناث تسلم ومعناه يحفظ من كل مكروه) و»سعدنا» (معناه سعادتنا) و»خليهلنا» (بمعنى أطل في عمره)، و»افكو» (احفظه). وللإناث يطلق الموريتانيون اسم «أم الخوت» على الابنة البكر حتى ترزق الأسرة بأبناء ذكور وتكون هي أم الأخوة هي أختهم الكبيرة. كما يسمون المولودة التي طال انتظارها بـ»بسم الله عليها» أو «الحمد لله عليها». ومن الأسماء المتداولة بكثرة «احجبوها» و»سلمبوها» ومعناهما احفظ أباها من كل مكروه، ومن أسماء الدلال المختصرة هناك نبغوها (نحبها) وكليثيمة (تصغير لأم كلثوم)، وتفرّح (تسعد وتفرح الأسرة) وللذكور «بابا» و»جدو» و»بونا» (والدنا). وهناك أسماء أجنبية اقتحمت ثقافة الأسماء الشخصية في موريتانيا لتزيد من الفوضى التي تعرفها حيث باتت مسميات «روما» و»كلي» و»زيري» متداولا بين الطبقة الميسورة. مسؤولية الدولة يقول محمد ولد العتيق، باحث اجتماعي، إن «الدولة تتحمل مسؤولية هذه الفوضى التي تعرفها الأسماء في موريتانيا لأنها لم تضع الضوابط والقوانين التي تحكم تسجيل الأسماء واختيار ما يليق منها فكل من جاء باسم يسجل بسجل الحالة المدنية سواء كان الاسم أجنبيا أو تعددت كلماته حتى تجاوز ثلاثة كلمات للاسم الشخصي الواحد، أو كان مبهما لا معنى ولا دلالة». ويضيف أن «الموريتانيين لا يواجهون مشكلة حين يسجلون أبناءهم بأسماء غير معروفة حيث يدفعهم الجهل وحب التقليد إلى اختيار أسماء غريبة لا معنى لها». وينبه الباحث إلى أهمية الاسم ودوره في حياة الشخص ويقول إنه «من حق الولد على والده أن يحسن تسميته، يعني أن يسميه باسم حسن لطيف معروف في مجتمعه، وأن يبتعد عن الأسماء المنفرة والطويلة والخشنة التي تسبب الحرج لأصاحبها، فهناك الكثير من الأسماء الجيدة والمناسبة في اللغة العربية». وعن أكثر الأسماء تداولا في موريتانيا يقول الباحث «أغلب الموريتانيين يطلقون على الطفل البكر اسم الجد أو الجدة أو العم أما أحب الأسماء إليهم فهي الأسماء المركبة مثل محمد أحمد ومحمد عبد الله إضافة إلى الأسماء العربية الأصيلة مثل أبيُّ وعكرمة وجعفر وفاطمة». معجم الأسماء يعد حفل العقيقة الذي يتم في اليوم السابع من ولادة المولود من المناسبات الاجتماعية المهمة في المجتمع الموريتاني، حيث تنظم الأسرة حفل العقيقة ويختارون سبعة أسماء عادة ما تكون أسماء الأعمام والأخوال أو الجدود أو أسماء أولياء الله أو شخصيات اجتماعية. ومن بين الأسماء السبعة يتم اختيار واحد عن طريق القرعة إذ تقوم النسوة باختيار سبعة عيدان، ويحدد لكل عود اسما يرمز إليه ثم يناولون العيدان للام التي لم تكن حاضرة أثناء التعيين فتختار إحداها ويتم ذلك ثلاث مرات والعود الذي أخذته الأم في الجولة الثالثة هو الذي يحمل المولود الجديد الاسم الذي كان يرمز إليه. وتنشد النسوة في حفل العقيقة أغان خاصة وترقصن رقصات تتزامن فيها الحركات وقرع الآلات والإيقاع، ويكون الطبل محور الرقص، وتسجل بتقاطعات موسيقية لحظات توقف ينتقل فيها الراقص من وضع إلى آخر ومن هيئة لأخرى. ولع بالسياسيين تعكس بعض أسماء الأشخاص ولع الموريتانيين بالسياسة حيث أنهم أطلقوا أسماء شخصيات سياسية عربية وأجنبية على أبنائهم، واتخذوا الاسم الكامل لزعيم ما اسما شخصيا فمثلا في الخمسينات كانوا يطلقون «محمد الخامس» كاملا على أحد أبنائهم تأثرا بمسيرة ملك المغرب الراحل، كما بدا تأثرهم واضحا بنضال الزعيم الهندي «غاندي» وسموا أبناءهم عليه، كذلك الشأن بالنسبة للرئيسين «جمال عبد الناصر» و«ياسر عرفات»، حيث اتخذ الموريتانيون هذه الأسماء أسماء شخصية فمثلا هناك معارض موريتاني شهير اسمه جمال عبد الناصر ولد يسع. وفي التسعينيات أطلق موريتانيون على أبنائهم اسم «زايد الخير» تيمنا باسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما شهدت البلاد انتشار أسماء قادة من بينهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأمين عام حزب الله حسن نصر الله.
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©