الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام الكارتون بلا رقابة.. "سم في العسل"

أفلام الكارتون بلا رقابة.. "سم في العسل"
20 نوفمبر 2011 16:52
تتجاوز أهمية أفلام الكرتون مسألة الترفيه في حياة الأطفال، فهي مسؤولة إلى حد بعيد عن تشكيل وعيهم وإدراكهم خاصة في السنوات المبكرة من عمر الطفل. وأفلام الكارتون متهمة بتزايد عنف الأطفال وعزلتهم اجتماعياً خاصة مع وجود الكثير من مشاهد العنف والبعيدة عن قيم وعادات مجتمعاتنا. وأوضحت دراسات علمية أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" حول معدلات مشاهدة الأطفال العرب للتلفزيون، أن الطفل، قبل أن يبلغ الـ18 من عمره، يقضي أمام شاشة التلفاز 22 ألف ساعة، مقابل 14 ألف ساعة يقضيها في المدرسة خلال المرحلة نفسها، مشيرة إلى أنه مع بدء القرن الـ21 زاد المعدل العالمي لمشاهدة الطفل للتلفزيون من ثلاث ساعات و20 دقيقة يومياً إلى خمس ساعات و50 دقيقة، نتيجة الانتشار الواسع للفضائيات التلفزيونية. تشير نجلاء صفوان، 35 عاماً وهي أم لخمسة أبناء، إلى مشاهدة أطفالها أفلام الكارتون بشكل يومي لمدة لا تتجاوز ساعة خلال موسم الدراسة، بينما تزيد هذه المدة إلى ثلاث ساعات أو أكثر خلال أيام الإجازة. وتعترف نجلاء أنها لا تقوم بمتابعة ما يشاهده أطفالها، الذي لا يتجاوز عمر أكبرهم 10 سنوات، بسبب انشغالها الدائم سواء في عملها أو داخل المنزل. ولا ترى غضاضة في مشاهدة أفلام الكرتون عبر القنوات التلفزيونية لأنها تخضع لرقابة التلفزيون، في حين لا تثق تمام الثقة في أفلام الكرتون الموجودة على أقراص مدمجة بالأسواق. وتعترف ندى عبد المنعم، 28 عاماً، بخطورة أفلام الكرتون على الأطفال، لكنها تقول إنها شر لابد منه، في النهاية أصبحت منهج في حياة الأطفال ورغم أنها تعلمهم العنف في أحيان كثيرة إلا أنها ضرورية لتنمية خيالهم بشرط مراقبة الأم ومتابعة كل ما يشاهده الطفل. وتطمح ندى، وهي أم لطفلين 6 سنوات و4 سنوات، أن يتم إنتاج أفلام كرتون عربية بتقنية عالية مثل أفلام الكرتون الغربية بحيث تساهم في تعميق الثقافة العربية لدى الطفل وتعليمه بعض السلوكيات مثل الصوم والصلاة، لأن معظم أفلام الكرتون، التي أنتجت عربياً، دون المستوى من وجهة نظرها. وترى فاطمة علم الدين، 31 عاماً، أن رقابة الأهل ضرورية في حياة أطفالهم وبخاصة أفلام الكرتون التي تساهم في تشكيل وعي وادراك الطفل وتصبح شريكاً أساسياً في تربية الأبناء، فيجب على الأم الجلوس مع أطفالها ومناقشة فيلم الكرتون معهم لأن هناك الكثير من الخيال الذي يؤثر في شخصية الطفل وفي بعض الأحيان يفصله عن الواقع إذ لم يتفهم أن هناك فارق كبير بين الواقع والخيال وهذا هو دور الأم. وتضيف فاطمة، وهي أم لطفل واحد 6 سنوات، أن انشغال الأهل بظروف المعيشة أدى إلى ترك الأطفال أمام شاشات التلفزيون يشاهدون الجيد والرديء دون توجيه. وتقول ليلى سكاف، 29 عاماً، إن هناك فارق كبير بين أفلام الكرتون التى كان تشاهدها وهي طفلة وبين أفلام الكرتون التي تعرض اللآن ويشاهده طفليها 3و5 سنوات. وترى ليلى أن المقارنة ليست في صالح الأفلام التي تعرض حالياً، والتي تتميز بالسطحية وبالعنف الشديد. وترجع تأثر الأطفال بما يشاهدون إلى جلوسهم بالساعات أمام شاشات التلفزيون الذي أصبح في كثير من البيوت وسيلة الترفيه الوحيدة في حياة الأبناء، فهي الوسيلة المتوفرة تحت سمع وبصر الأهل ودون تكلفة مادية تذكر. وتشير د. عزة مطر، أستاذ أصول التربية بجامعة الأزهر، إلى أن أفلام الكرتون تحولت إلى خطر كبير يهدد أطفالنا نظراً لمكوث الأطفال لساعات طويلة لمشاهدة أفلام الكرتون في ظل غياب رقابة الأهل وعدم متابعتهم لما يشاهده أطفالهم نتيجة انشغال الأم أو تركها تربية أبنائها للخادمة. وتضيف د. مطر أنه يجب تمييز المرحلة العمرية للطفل وما يجب أن يشاهده من أفلام كرتون بحيث تكون مناسبة لعمره العقلي والنفسي، إضافة إلى اقامة حوار مع الطفل مهما كان صغيراً حول ما يشاهده وتوضيح بعض المشاهد التي يشاهده خلال هذه الأفلام، وتنصح أن يشاهد الأهل هذه الافلام قبل أن يشاهدها الطفل لمعرفة محتواها وهل هي مناسبة لسنه وللقيم والعادات أم لا؟. وعن التأثير السلبي لأفلام الكرتون، تشير د. مطر إلى الانطوائية والعزلة والانانية وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، خاصة مع جلوس الطفل لساعات طويلة لمشاهدتها، إلى جانب السمنة بسبب قلة الحركة التي عادة ما يصاحبها التهام الطفل للطعام بشكل مبالغ فيه. وتنصح د. مطر بضرورة مصاحبة الطفل عند مشاهدة أفلام الكرتون بحيث لايمكث بمفرده بل تصاحبه والدته، على سبيل المثال، حتى يشعر بالمشاركة ويجد إجابة عن الكثير من الاسئلة التي تدور في ذهنه. ولا تخفي د. مطر أن هناك الكثير من أفلام الكرتون الهادفة كالأفلام التعليمية التي تحسن من مستواه التعليمي كل على حسب سنه، لكن الأمر يتطلب دائماً رقابة الأسرة لمعرفة الجيد والرث منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©