السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنان.. الواقع والمُتَصوّر

لبنان.. الواقع والمُتَصوّر
8 نوفمبر 2012
أسئلة بدهية يطرحها الكاتب الصحفي اللبناني أدمون صعب في كتابه “تموز سراج الهداية”، حول الواقع السياسي اللبناني، بعد حرب تموز/ يوليو 2006، التي شنتها إسرائيل ضد لبنان، منها: هل أخطأ رئيس مجلس النواب نبيه بري بدعوته إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية؟ وهل استهدف البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير في كلامه أمام وفد تجمع الهيئات الإسلامية الذي زاره في بكركي، بقوله: هناك أصوات نشاز نأمل أن تعود إلى طبيعتها، وأن تتضافر جهود جميع اللبنانيين في سبيل خير وطنهم؟ وفي رأي المؤلف أنه خلافاً لردود الفعل التي أثارها طرح رئيس مجلس النواب في الأوساط المسيحية، فإن إلغاء الطائفية السياسية مرحلياً، بمعنى البدء بإلغائها من النفوس قبل النصوص كما عبّر عنه مراراً البطريرك الماروني شرطاً للقبول بإلغائها، من شأنه أي إلغاء إفادة المسيحيين قبل المسلمين. وأن أجواء التخويف والترهيب التي وضعت المؤسسة الدينية المارونية المسيحيين فيها، وخصوصاً منذ حرب يوليو 2006 وصولاً إلى التعبئة النفسية التي قادها سيد بكركي ضد المقاومة وسلاحها. وكذلك ضد الشيعة المتحالفين مع سوريا وإيران، بعد تلك الحرب والتي بلغت أوجها عشية الانتخابات النيابية الأخيرة وأصابت بسهامها مسيحيي المعارضة، وفي مقدمهم العماد ميشال عون وزعيم تيار المردة النائب والوزير السابق سليمان فرنجية. هذه الأجواء هي التي أملت على المؤسسة الدينية موقفها من طرح الرئيس بري، ووصف صوته بأنه نشاز. بينما كان المطلوب من بكركي التي وفّرت التغطية لاتفاق الطائف، أن تقود حملة وطنية لفرض التطبيق الكامل لبنود هذا الاتفاق الذي بدا، في تطبيقه المجتزأ، كأنه قد أخرج المسيحيين من السلطة فقاطع قسم كبير منهم الانتخابات الأولى التي جرت بعد تطبيقه عام 1992 لاعتقادهم أن هذا الاتفاق كان اتفاق إذعان سلب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني صلاحيات السلطة الإجرائية وأناطها بمجلس الوزراء الذي يرأسه مسلم سني، محولاً رئيس الجمهورية إلى رئيس بروتوكول. ويتناول صعب في مقالات جمعها بين دفتي الكتاب، شؤونا من تفاصيل الوضع اللبناني، ليصل إلى ما يشغل بال اللبنانيين حاليا، وهو قانون انتخابي جديد يضمن العدالة والتمثيل الصحيح. ويقول إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الجمهورية عن التغيير من خلال قانون جديد للانتخاب يعتمد النسبية لتحقيق التمثيل العادل. وهو القانون الذي أقر مثيل له في تونس أخيراً. وأشار إليه وزير الداخلية السابق زياد بارود، في مقال نشر في إحدى الوسائل اللبنانية وجاء فيه: ان براعم النسبية تدخل المشهد العربي من الباب الواسع. بينما لبنان لا يزال يتردد حيالها. وتساءل: هل تحتاج دولنا العربية إلا إلى أقل من ثورة حتى تعتمد النسبية مثلاً؟ إضافة إلى استحداث هيئة عليا مستقلة للانتخابات قد أقر مثلها أيضاً القانون الفرنسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©