«الرجل الطائر» يحلق على ارتفاع 1500 متر في 8 دقائق بأبوظبي

أعرب السويسري إيفس روسي، الملقب بالرجل الطائر، عن إعجابه بأبوظبي وهو يحلق فوق سحابها خلال افتتاح فعاليات مهرجان العلوم على الكورنيش عصر السبت الماضي على ارتفاع 1500 متر في 8 دقائق. وقال الرجل الأول والوحيد في تاريخ الطيران الذي يستخدم جناحاً ذا محركات نفاثة، إن أبوظبي أول مدينة عربية أقدم فيها عرضي الجوي، وقد أوحت له طبيعتها الغنية بالكثير من الأفكار البناءة، ومن بينها إمكانية إنشاء معهد متخصص في تعليم تقنية الطيران بالطريقة التي أحترفها. وذكر أن المساحات الصحراوية الفسيحة والإطلالات المفتوحة على البحر، تشكل بيئة مناسبة للتدريبات والقيام بتجارب جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل. وكان روسي الملقب بـالرجل الطائر، قد حل ضيفاً على مهرجان العلوم الذي تنظمه لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، ويستمر حتى 26 من الجاري، قد جاء خصيصاً من زيوريخ ليشارك في هذا الحدث العلمي الضخم عبر تقديمه لعرض جوي واحد كان أشبه بالخيال، مع أنه حقيقي 100 في المئة، إذ شد أنظار الحشود الجماهيرية التي تابعته بأم العين عند الساحة الغربية للكورنيش، فيما كان يرسم بجسمه الممدد في سماء أبوظبي مشهداً حياً يجسد قدرته على التحليق كطائر بلا قيود الطائرة ولا أي جهاز آخر يكبل حريته. ومع العد العكسي دفع نفسه من على طائرة نفاثة كانت تحوط به طوال الوقت، وحلق بواسطة جناحه الخاص على ارتفاع 1500 متر، قاطعاً مسافة 40 كيلومتراً في مدة زمنية لم تتجاوز الـ8 دقائق. هبط بعدها بخفة الريشة مستعيناً بمنطاد “الباراشوت” على وقع تصفيق حاد لإبداعه العلمي الذي لم يتمكن أحد سواه من القيام به حتى اليوم. كما أوضح الطيار السويسري روسي (52 عاماً) لـ«الاتحاد»، أنه بعد 15 عاماً من التجارب الحثيثة والأبحاث، تمكن في العام 2006 من تحقيق حلمه بالتحليق بشكل مشابه للطيران الطبيعي للطيور المتحررة من أي قيد، وهو باعتراف المتخصصين في مجال العروض الجوية، يعتبر الطيار الأول والوحيد عالمياً الذي يرتدي جناحاً نفاثاً ويحلق به بثقة متناهية. “قمت حتى الآن بـ 500 محاولة طيران في عدة بلدان أهمها أميركا، بريطانيا، إسبانيا وسويسرا. واليوم أصبح بالإمكان إضافة دولة الإمارات إلى رصيدي، إذ أفخر بزيارتي لعاصمتها أبوظبي، وبالتعاون الذي حظيت به لتسهيل مهمتي”. وعن آخر الأفكار التي تراوده لتطوير تجربته الفريدة، يشير “الرجل الطائر” إلى أنه يستعد حالياً لأن يتجاوز مسافة الـ40 كيلومتراً في طيرانه، تماماً كما تمكن أخيراً من رفع سقف تحليقه حتى 4000 متر ارتفاعاً. وعما إذا كان بإمكانه التجول جواً من منطقة إلى أخرى، يقول “الأمر ليس بهذه السهولة”. ويذكر أنه بحاجة دائماً للحصول على أمر طيران مسبق من القوات الجوية لأي بلد يقدم فيه عرضه، حيث ترافقه طيارة نفاثة من باب الحيطة، “من يدري؟ فقد أتوصل خلال السنوات المقبلة إلى الاستغناء عن السيارة في تنقلاتي واختراع ما يمكنني من الاستغناء عن السيارة والاستعاضة عنها بجناحي النفاث”. ويؤكد روسي أن الأهمية لا تكمن في كيفية تصنيعه لمقومات الطيران التي يعتمد عليها وحسب، “وإنما في كيفية استعمال هذه التقنية التي استغرقت من عمري سنوات طوال من الخبرة”. ويختم كلامه بالإشارة إلى إعجابه بـ”مهرجان العلوم”، قائلاً “الأطفال هم الأساس ومن واجب الشعوب المتحضرة أن تعزز طاقاتهم. وقد لفتني في أبوظبي اهتمامها في مجال نشر المعرفة العلمية والتقنية التي تخط مستقبل الإنسانية”.