الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنية الحرف العربي ودلالته في اللوحة

بنية الحرف العربي ودلالته في اللوحة
22 مارس 2009 03:18
كما عرض الفنان محمد مندي لوحة أخرى خاصة به تنفيذاً وخطاً وفي إطار مصاحبة المعرض التشكيلي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب التقى ''الاتحاد الثقافي'' بالحروفي الكبير محمد مندي للحديث عن المعرض، الذي تحدث عن أهمية المعرض التشكيلي ضمن معرض الكتاب: بما أن معرض الكتاب يتعلق بصنوف الأدب والعلوم المختلفة وبخاصة الفنون الإبداعية من شعر ورواية ونقد وقصة فإن الفنان التشكيلي يلتقط هذه الفرصة ليشترك وليقدم إبداعه ما دامت الإبداعات جميعها تندرج ضمن راحة الفن· وقال: جاءت الفكرة مسبقاً باعتبار أن وجود الطلبة الذين يتلقون تعلم الخط في المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المعارض الملمة ضرورة على المدرس أن يختار من يرى فيه القدرة على مزج الخط مع الرسم· في البداية اتفقت مع تلميذتي وفاء عمر التي كانت تدرس قواعد الخط الثلث والنسخ بأن تخوض تجربة أن أقوم أنا بكتابة النص على ورق شفاف ومن ثم تأخذ هذه اللوحة الخطية فتحولها إلى لوحة فنية بالألوان لكي تتفاعل الحروفيات مع جو اللوحة وأترك لها الحرية في اختيار اللون والحجم وفي المرحلة الأخيرة أركز على اللوحة بشكل عام من حيث الخطوط واللون فتصبح الفكرة أن كتابة الأستاذ وتنفيذ تلميذته يمتزج في عمل فني مبدع· وحول أسباب ومبررات استخدام هذه الطريقة قال مندي: إنها مدعاة لدخول الطالبة المتدربة في صناعة اللوحة حتى - مستقبلاً - إذا ما أتمت الطالبة دراسة قواعد الخط فهي تخوض هذه التجربة لوحدها· ومن هنا عليها أن تنطلق إلى مشاركات أخرى في معارض جماعية حتى تصل بالضرورة إلى معارض شخصية لها عند تكون شخصيتها المبدعة القادرة على النهوض بهكذا مهمة· أما عن البدايات لهذا المعرض فقال: خضنا تجربة متنوعة من فكرة صناعة اللوحة واختيار النصوص والتكوين واللون حتى ترى الطالبة أي أسلوب وأي طريقة في الخط تنطلق منها· وحول معرفته كخطاط يحمل شهادة الأستاذية في الخط العربي بطبيعة اختيار وفاء عمر لنوعية أسلوبها في الخط والطريقة التي تنتهجها قال: حاولت أن أثبت في أسلوبية الطالبة أولاً الحب للعمل الفني وثانياً الصبر وثالثاً الممارسة وأعتقد أن هذه الاشتراكات الثلاثة جميعها قد توفر في أسلوبية الطالبة وبما أنها رسامة لديها خبرة في توزيع الظل والنور والضوء ومزج الألوان وهذا يذكري ويعيدني إلى بدايات أعمالي الفنية الأولى أو لنقل بدايات اهتمامي بهذا الفن· وحول النصوص السبعة التي قدمها في المعرض والتي لاقت اهتماماً من قبل الزوار قال: اخترنا تهيئة للمشروع مجموعة من النصوص التي أنجزتها وحاولنا من خلالها أن نعبر عن جمالية وتكوين الحرف والتعبير عن معنى النص كون الحرف إطاراً شكلياً للمعنى، فمثلاً عندما نتكلم عن الآية القرآنية ''نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء'' استعملنا فيها اللون الأبيض واللون الأزرق بحسب تدرجاته وجعلنا خلفية اللوحة أحد الكواكب وجعلنا أرضية اللوحة ''لفظ الجلالة - الله'' كرر في عدة مرات بأحجام مختلفة على حسب المنظور من حيث القرب والبعد· وكل هذا جرى بالدراسة والاتفاق بيننا عبر مناقشات تعلقت بتغيير اللون أحياناً، وأحياناً أخرى إلى تغيير أبعاد الحرف في عمق اللوحة· فننظر إليها واضعين فيها اللمسات الأخيرة قبل عرضها على الناس· وتطرق محمد مندي إلى الأسباب التي دعته إلى التوجه إلى هكذا تجربة فقال: لكي لا يكون العمل ملكاً لشخص واحد فعلى الفنان المبدع الذي خلف تجربة فنية طويلة أن يعطي طلابه من ''يستحق'' وربما تحاورنا مع الأستاذ في فن الخط العربي معتبرين هذه الطريقة تبعد الفنان الأستاذ من الانشغال بحلقات أخرى ليست من صلب الإبداع، إذ الإبداع يتوقف على ـ جرة القلم ـ وعمق تصور المعنى وبراعة الانحاءات وروعة تشابك الحروف في الكلمة، والكلمة في الجملة في المتن· وأضافد مندي: حتى لا يكون الفن حكراً على الفنان بعد إنجازه عمله لأني أهدف إلى تكوين شجرة إبداعية، فنية، متواصلة في حمل أمانة الفن أسلوباً ورؤية، ولكي لا يظل الفنان على نسق واحد بل يصبح متعدد الانساق· فأنا دائماً أقول لطلابي خذوا مني هذا الفن كي أخوض في بحر جديد· فالفنان حسب محمد مندي وكما أوصاه أستاذه المرحوم سيد إبراهيم الخطاط المصري وكما أوصاه الشيخ الخطاط التركي حسن جلبي أن يعلم كما تعلم ولا يبخل في إفشاء أسرار الخط لمن يستحقه· وكما تعرف أن هناك أسراراً خاصة في كيفية تعلم الخط وما ينطوي عليه الحرف من بري القلم ومن اختيار الحبر واختيار نوع الورق والحبر في التنفيذ واختيار تكوين اللوحة وهذا ما قصدته عندما قلت أن التكوين فيما بعد إنشاء الخط أصبح ضرورة فنية· وتحدث محمد مندي عن لوحته حروف الآية القرآنية ''رب المشرقين ورب المغربين'' فقال: هذه اللوحة التزمنا فيها بتكوين الحروف على شكل متناظر فاحصينا حروف الآية ووزعناها بشكل متناظر أشبه بتناظر العالم شرقه وغربه بحيث يؤدي الشكل غرض المعنى· أي معنى المعنى وحاولنا بأن يكون العمل عندما تراه من بعيد تظن أنه قطع على شكل مربع من السيراميك وحاولنا هنا في ملء الفراغات اللونية بألوان الطيف الذي هو البنفسجي واللون الأحمر واللون البرتقالي واللون الأخضر والأزرق والأصفر· مزجنا هذه الألوان على مساحة اللون وأعطينا الحروف الظل والنور وحافظنا على اللون الأبيض في خطوطه الأفقية والعمودية على شكل مربعات· وأضاف: كل لوحة من اللوحات التي عرفت في معرض الكتاب الدولي التاسع عشر لها جوها الخاص من حيث التكوين والألوان والوقت· وعن زمن إنجاز اللوحة قال: أحياناً تأخذ اللوحة من جهدنا شهراً كاملاً وأحياناً شهرين وأحياناً أسبوعين· فلكل لوحة لها طابع خاص ومميز· وحول إطار اللوحة الزجاجي باعتباره فاصلاً نفسياً بين المتلقي وجسد اللوحة قال محمد مندي: أجد أحياناً بعض المتعطشين لهذا الفن يريدون الوصول إلى جسد اللوحة بحيث يحاول لمسها حين مشاهدتها، وهي رغبة مشروعة في محاولة فتح اللوحة أو اختراق الزجاج· فأحياناً يرى المشاهد أن هذا العمل اليدوي لا يمكن تصديقه ويعتبره عملاً طباعياً بسبب تمثل العمل لأقصى طاقة مشابهة للواقع· هذه النظرة من الجمهور تعطينا دافعاً بسيطاً لإبداع أكثر وإنجاز أكبر طالما هناك إنتاج كان هناك إبداع· وحول معرض الكتاب قال مندي: الشيء المهم فيه أن ادخال الفنون الإسلامية كلوحات فنية في أثناء اقامة المعارض الدولية للكتب هو إنجاز رائع، فقديماً كان لا تعرض اللوحات الأصلية فيه· وجاءت هذه الفكرة تشجيعاً من مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة محمد خلف المزروعي الذي اقترح الفكرة بتكليفي بلوحة خطية لإنجاز عمل فني لإهدائه لراعي الحفل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©