الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخل المبكر يفيد في علاج «التوحد» ويقلل مخاطره

التدخل المبكر يفيد في علاج «التوحد» ويقلل مخاطره
21 نوفمبر 2011 11:51
يعد التوحد من أخطر الأمراض الآخذة في الازدياد في السنوات الأخيرة، ما يجعل من العلماء والباحثين وضعه في صدارة الأمراض المسببة للإعاقة لكثير من الأطفال، وهذا ما أكدته الأمم المتحدة، التي أشارت تقاريرها إلى أن عدد المصابين بالتوحد في ارتفاع مستمر في جميع البلدان والجماعات العرقية والاجتماعية، وإلى الآن لايزال الوعي بالمرض منخفضا رغم اعتراف المحافل الصحية والعلمية به. دعت الأمم المتحدة للالتفات إلى أهمية تقديم الدعم للوالدين، وإيجاد فرص العمل للأفراد الذين يعانون من التوحد على أساس مهاراتهم ومواطن قوتهم وتحسين مستوى التعليم العام للاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات الطلاب المصابين بهذا المرض، ومن أجل تحسين مستوى حياة الأشخاص المصابين بالتوحد. تحدث محمد وجدي أخصائي التخاطب وأحد أهم أفراد الفريق العلاجي المشرف على مرضى التوحد، عن مرض التوحد مستعرضاً خطورته وأسبابه وطرق علاجه، قائلاً إن هناك علاقة بين اضطراب التوحد والتأخر اللغوي، لأن التوحد يظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر ويعتبر من الاضطرابات النمائية التي يتعرض لها بعض الأطفال في مراحل نموهم، والتي تشكل تأخرا ملحوظا في التفاعل الاجتماعي للطفل، فضلا عن قصور في التواصل اللفظي مع الآخرين. أسباب وراثية وعن أسباب اضطراب التوحد، تابع وجدي: لم يثبت حتى الآن من خلال الدراسات والأبحاث السبب الرئيسي للتوحد، ولكن اتجهت بعض الدراسات لوجود بعض الأسباب الوراثية أو الجينية، واتجهت أخرى لأسباب قد ترجع لتعرض الطفل لمشاكل قبل الولادة أو أثناء الولادة، مثل إصابة الجنين ببعض الفيروسات، وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى أو نقص الأوكسجين عند الولادة، وبشكل عام تزيد نسبة حدوثه بين الذكور عنها في الإناث بنسبة 4 : 1 تقريبا. وحول سمات اضطراب التوحد، حددها وجدي فيما يلي: تلاحظ الأسرة أن طفلها يحب العزلة في ركن أو مكان معين في المنزل، يتجنب تلاقي العيون مع الآخرين، لا يحب أن يتفاعل مع الأطفال الآخرين أو اللعب معهم ويفضل اللعب منفردا لساعات طويلة. ويقوم بعمل حركات نمطية مثل الرفرفة باليد أو تحريك الرأس باستمرار، في معظم الأحيان لا يلتفت الطفل للأصوات المحيطة أو لصوت والديه عند مناداته باسمه؛ مما يجعل الأهل يشكّون في احتمالية ضعف السمع عند الطفل، وقد يردد الطفل بعض الجمل التي يسمعها أو الأغاني أو النغمات، نجد أيضا أنه لا يتواصل مع أهله باستخدام اللغة المنطوقة لطلب احتياجاته الأساسية من الطعام والشراب وغيرها، يصاحب هذه السمات بعض السلوكيات التي قد يـقوم بها الطفل باستمرار. مشاكل تخاطبية إلى ذلك، استعرض وجدي بعض المشاكل التخاطبية المصاحبة للتوحد منها، حدوث استجابات غير عادية للأصوات، حيث إنه قد يميل إلى تجاهل الأصوات حتى الشديدة منها ولا تطرف عيناه لها ولا يظهر عليه أي إحساس بوجودها، إلا أنه قد ينجذب لبعض الأصوات مثل صوت الأذان أو صوت جرس الباب أو صوت لعبة معينة تصدر نغمة معينة، وفي الوقت نفسه قد يجد في صوت الكلب مثلا أو صوت دراجة نارية انزعاجا كبيرا، لدرجة أن يقوم بتغطية أذنيه أو الانكماش بعيدا عنها. وقد يجد الطفل التوحدي صعوبة في فهم الكلام، أو فهم الأوامر البسيطة أوالتحذيرات، ولا يجد بالكلام معنى مفهوما له، وقد تمر سنوات حتى يتعلم أن يستجيب عندما يناديه أحدا باسمه، عادة ما يتأخر الطفل التوحدي في النطق والكلام وعادة ما يرددون ما يسمعون وتسمى بالمصاداة الفورية أو قد يردد جملة معينة سمعها في الماضي، وتسمى بالمصاداة المتأخرة، ولا يعبر عن نفسه باستخدام ضمير المتكلم أنا مثلا: بدل أن يقول أنا أريد أن أشرب. يقول أحمد يريد أن يشرب، ومن الناحية التعبيرية قد يحاول أن يمسك بيد الأم لجذبها لمكان معين لتجلب له ما يريد، أو يصدر بعض الأصوات أو بعض المقاطع التي مع الوقت يستطيع من في المنزل فهم محتواها وإعطاؤه ما يريد. برامج التدخل التربوي وعن أساليب التدخل العلاجي قال: «يتضمن برنامج التدخل العلاجي عدة مراحل لابد أن تكون مترابطة ومتزامنة مع بعضها، منها العلاج الطبي ويتم ذلك إذا كان الطفل يعاني من نوبات الصرع أو الاكتئاب أو وجود اتجاهات عدوانية تجاه نفسه أو تجاه الآخرين، وتعتبر الإرشادات الأسرية من ضمن البرامج المقدمة وتكون عن كيفية التعامل مع الطفل بالمنزل وكيفية استخدام إستراتيجيات التعديل السلوكي، وكيف يقومون بإشراك طفلهم في اللعب الجماعي، وكيف يقومون بتطوير لغة طفلهم والتواصل مع القائمين على البرنامج لمتابعتهم ومعرفة الخطوات والطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل بالمنزل. كما يعتبر التدخل التربوي من البرامج المهمة للطفل التوحدي وتختلف هذه البرامج حسب نوع وشدة أعراض التوحد عند الطفل وتتنوع هذه البرامج لتشمل برامج لوفاس، تيتش، وبيكس وهي برامج تساعد الطفل التوحدي على التواصل وتنمية قدراته المختلفة. أما عن التدريبات التخاطبية فهي تشمل تحسين الانتباه والتركيز، تطوير مفهوم اللعب، فهم اللغة، تقليل الحركات النمطية عند الطفل، تقليل الاستخدام غير الطبيعي للغة مثل الإيكولاليا أو ترديد الكلام، التدريب والتنبيه اللغوي لتحسين اللغة الاستيعابية واللغة التعبيرية عند الطفل». أخطاء شائعة حول بعض الأخطاء الشائعة والمرتبطة بمرض التوحد يبين محمد وجدي أخصائي التخاطب، أن إصابة الطفل بالتوحد ليس بالشيء الهين على الأهل تقبله، ولكن قد تقوم الأم مثلا باستشارة الجدة وتشتكي لها من تأخر الطفل في الكلام، فتقول لها لا تقلقي فإن والد الطفل تأخر أيضا في الكلام ولكنه في آخر الأمر تكلم فتقوم الأم بتجاهل الأمر، ما يؤثر بالسلب على الطفل، حيث لا بد من التدخل المبكر لاكتشاف الحالة والبدء في وضع الخطة العلاجية لها، وقد يحاول الآباء إخفاء طفلهم عن الأسرة وتجنب الزيارات الأسرية لتجنب سماع بعض الجمل التي عادة ما تجرح الأب والأم مثل: لماذا لم يتكلم ابنك إلى الآن ؟ أو لماذا يقوم ابنك بالنظر إلى السماء باستمرار .. وهكذا.. وفي بعض الأحيان يقوم الآباء والأمهات بتبادل الاتهامات فيما بينهم عن أيا منهم كان السبب في ذلك، ولكن يجب عليهم عدم إلقاء اللوم والاتهامات، ولكن لا بد من تقبل الطفل وفهم حالته والبدء في مساعدته على الاندماج في المجتمع، والمشاركة مع بعضهم في تطوير مهاراته ومتابعة برنامجه العلاجي الموضوع من قبل المتخصصين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©