الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل صحيح أن السرد العربي القديم ساهم في صياغة العقل العربي؟

6 مارس 2008 03:13
تحت عنوان ''السرد العربي القديم: الأنواع والوظائف والبنيات'' صدر للباحث ابراهيم الصحراوي كتاب جديد يتتبع الظاهرة السردية ووصفها ووصف محيطها واستقراء النصوص ومن ثم استنباط الآراء والملاحظات· ومصادر المؤلف الكتب والمدونات العربية القديمة والحديثة، سواء منها تلك التي جمعت السرود وقيدتها أم تلك التي جعلتها موضوع حديثها ومداره أو تلك التي تناولتها في معرض ما تناولت من آداب العرب وباقي مظاهر حضارتهم وتاريخهم· أما المنهج الذي اعتمده المؤلف فهو خليط من التاريخ والوصف والاستقراء والاستنباط· وقد احتل السرد منذ أقدم العصور وما زال مكانة معتبرة في الحياة العربية وكان أساساً مهماً من أسسها، لذلك فإن الحديث فيه وعنه مغامرة شاقة وشائقة لأسباب عدة· منها غواية السرد وفتنته وشدة أسره والفضول الذي يحسه الإنسان تجاه الماضي وتجاه السابقين· ومنها خصوصية السرد العربي بكل أنواعه عندما كان قائماً في إحدى مراحله على الرواية والنقل الشفهي· ومنها وفرة المادة السردية العربية وتشعبها مصادر وموضوعات وأغراضاً وأنواعاً ودراسات وآراء أيضاً· ومنها كذلك الدور الكبير الذي قام به في صياغة العقل العربي وإقامة صرح المشروع العلمي العربي عندما كان أحد أهم الأدوات التي صيغ بها، نظراً للأفق المعرفية الكثيرة التي يفتحها أمام منتجه ومتلقيه· وللإحاطة به ليس لدراسته لا بد من النظر في مظانه ووظائفه وغاياته وخصائصه وبنياته وعلاقاتها بعضها بعضاً، لأن السرد أو الرواية أو الحكي أو القص باعتباره استعادة للماضي وتمثيلاً له كان بمختلف أشكاله وأنواعه، محكوماً بنسق حياتي معين انعكس على بنية المروي ووجهها لخدمة أغراض ومقاصد معينة كانت من صميم احتياجات العربي· من هنا كانت الإشكالية الأساس لهذا الموضوع هي الظاهرة السردية العربية بأنواعها وأشكالها ووظائفها، ولأن دراسة الظاهرة السردية واستكشافها تتم من منظورات ثلاثة: 1 ـ باعتبارها حدثاً مروياً أو ''حكاية''· 2 ـ باعتبارها ''خطاباً'' سردياً، قصة مكتوبة أو مروية شفهياً· 3 ـ باعتبارها ''فعلاً'' خطابياً سردياً، تتجسد كلها عبر الوظائف التي تستعرضها فصول هذا الكتاب· وقد دار البحث على أربعة محاور شكل كل منها موضوعاً لفصل على النحو التالي: في الفصل الأول تتبع الباحث مصادر السرود العربية ومظانها وهي كثيرة ومتعددة لوفرة المادة المروية وتعدد وظائفها وكثرة النصوص التي نعتقدها مستودعاً لسرود ومرويات· وأفرد الفصل الثاني لمركزية السرد في الحياة العربية العامة والخاصة مظهراً مكانته فيها ووظائفه ومقاصده ودوره في توجيهها، فميز الباحث في الوظيفة السردية عامة نوعين: الوظائف الضمنية والوظائف الطارئة· ويمكن عند النظر في الصنف الثاني التعرف إلى أهدافها ومقاصدها الكثيرة والمتنوعة بتنوع حاجات الفرد ومتطلبات حياة المجتمع· أما الفصل الثالث فقد خصصه المؤلف لبحث جدلية الشكل والمضمون في السرد العربي· بمعنى مدى تحكم الوظائف المتوخاة منه بدوافعها وأهدافها في أشكاله وفي بنى المرويات ومكوناتها· وللحديث عن تعسفات السرد ومحاذيره وقضايا أخرى ذات صلة بالسرد، أفردنا الفصل الرابع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©