الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناشرون يستعرضون الكتب الأكثر مبيعاً

ناشرون يستعرضون الكتب الأكثر مبيعاً
22 مارس 2009 03:18
الموضوع كما يرى البعض يتعلق بالافتقار إلى معلومات تفصيلية عن سوق الكتاب العربي، وعدم وجود وسائل دقيقة لمعرفة انتشار أي كتب وحجم هذا الانتشار· وهذا يتطلّب مجهوداً بحثياً كبيراً لا يتوفر إلا في مؤسسات حقيقية أو في وزارات الثقافة· وطرق الاستدلال تكشف الكثير من التفاصيل والأسرار حول مجموعة من القضايا والأسئلة التي تفضح عيوب مجتمعاتنا بخصوص ما يتعلق بالكتاب والقراءة والثقافة عموما· إن جولة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تقدم صورة انطباعية أولية لما يمكن اعتباره استفتاء لعدد من دور النشر وما هي الكتب الأكثر مبيعاً لديها، دور نشر جرى اختيارها عشوائيا، فكانت النتائج تختلف من دار لأخرى، فثمة دار نشر تشهد إقبالا على الكتاب الأدبي على حساب السياسي أو التاريخي، وثمة في هذا السياق رصد للإقبال الكبير على الرواية مثلا، وعلى العكس ثمة دور النشر التي تبيع الكتاب السياسي أكثر من سواه· وقد تجولنا وسألنا وتلقينا إجابات مألوفة أو متوقعة وأخرى مفاجئة· وقد ابتعدنا هنا عن الكتاب الديني الذي يبدو أنه لا يدخل في المنافسة بسبب الإقبال الكبير عليه، وكذلك استبعدنا الكتب الأجنبية التي لا تعرف كيفية التعاطي معه· بداية من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كان الكتاب التاريخي- السياسي يتقدم بقية العناوين، فغالبية عناوين المركز تقع في أبواب السياسة والتاريخ والفكر السياسي، ومن أبرز العناوين التي تلقى إقبالا فقد توقفنا على كتاب ''بريطانيا والأوضاع الإدارية في الإمارات المتصالحة 1947- ''1965 وهو من تأليف مجموعة من الباحثين، ويأتي بعده كتاب ''التفكير المستقبلي: كيف تفكر بوضوح في زمن التغير'' تأليف إدي فاينر وأرنولد براون، ولا يغيب الاهتمام عن كتب اللغة العربية فيحضر كتاب مثل ''اللغة العربية والتعليم: رؤية مستقبلية للتطوير'' لمجموعة من الباحثين· وقال المشرف على الجناح إن المركز يحتفل بمرور 15 سنة على تأسيسه واحتفالا بذلك فهو يمنح حسما على سعر الكتاب بقيمة 60 في المائة، ولذلك فهو يشهد إقبالا كبيرا· الاهتمام بالأدب عموما والرواية خصوصا، وكذلك بأدب الطفل بدا لنا في أكثر من دار نشر عربية، ومنها مثلا دار الشروق المصرية حيث لم يكن مفاجئا أن يقول لنا المشرف إن الإقبال أساسا هو على الروايات، لكن من بين هذه الروايات تبرز رواية يوسف زيدان ''عزازيل'' الفائزة بالجائزة الكبرى من جوائز ''البوكر العربية'' لهذا العام، وكذلك فإن رواية علاء الأسواني شيكاغو ما تزال تلقى إقبالا جيدا· ومع وجود حيز جيد لكتب الأطفال وجدنا إقبالا كبيرا على هذه الكتب· انتقلنا إلى المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة المصرية الذي يديره الدكتور جابر عصفور حيث وجدنا عناوين من الغريب أن تكون هي الأكثر مبيعا، عناوين مثل ''روضة أولي الألباب''، أو كتاب جلال الدين الرومي الشهير ''المثنوي'' الذي يقع في ستة أجزاء ويباع ب185 درهما، ومن الكتب التي تأتي بعد ذلك كتب لبورخس ومقالات لطه حسين وكتاب للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا ورواية للكاتبة مرغريت آتوود· وبسبب شهرة المجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت وأهمية مطبوعاته فقد بدا أن الكثير من كتبه تنفد، وبعضها ينفد منذ اليوم الأول للمعرض كما هو حال الكتابين الأخيرين من سلسلة عالم المعرفة، لكن السلاسل الأخرى تظل في صدارة الكتب الأكثر مبيعا في المعرض كله ربما، وإضافة إلى هذه السلاسل يقول المشرف على الجناح إن كتابا تاريخيا مهما مثل ''تاج العروس'' الذي يقع في 40 جزءا يلقى إقبالا بسبب سعره المتدني (750 درهما) في حين أنه لو جرى تقديمه دون دعم المجلس لكان سعره أضعاف ذلك، لكن المجلس هيئة غير ربحية وهمها تقديم الثقافة بأقل سعر· وهكذا يتبين لنا أن كتب التاريخ والأدب هي التي تلقى الإقبال الأكبر، ولكن باستثناء كتاب الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا ''اللاطمأنينة'' الذي يبدو أن من يقبل عليه هم جيل من الشعراء ذي الميول المتجهة نحو القصيدة الصافية، باستثناء هذا فربما شاهدنا إقبالا على كتب الشاعر الراحل محمود درويش، وما تبقى هو اهتمام متزايد بالرواية العربية والرواية المترجمة أيضا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©