الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد مجان يسعى إلى تأسيس جمعية تحتضن اختراعات الأطفال والشباب

أحمد مجان يسعى إلى تأسيس جمعية تحتضن اختراعات الأطفال والشباب
17 نوفمبر 2013 20:58
استطاع المبتكر والمخترع أحمد عبدالله مجان انتزاع احترام وتقدير الغرب بفوزه بست ميداليات في منافسات معرض بريطانيا العالمي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا، الذي شارك فيه إلى جانب 400 مخترع من مختلف أنحاء العالم مؤخراً، بدعم من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وأهدى فوزه للإمارات قيادة وشعباً، مؤكداً أن أبناء الإمارات يعدون سفراء لبلدهم في كل مكان حلوا به، معرباً عن فخره واعتزازه بما حققه ومتعهداً بتقديم المزيد من الابتكارات العالمية، معتبرا أن التتويج الذي حصل عليه في هذا المحفل خطوة أولى على درب النجاح. إيماناً منه بأهمية الأطفال في العملية التطويرية وبنظرتهم الثاقبة للإبداع، فإن أحمد عبدالله مجان يشدد على ضرورة خلق نوادٍ تحتضن طاقات الأطفال وتغذي عقولهم وتنمي مهاراتهم في هذا الاتجاه، وتتفرد نظرة مجان إلى الحركة الإبداعية في الإمارات التي يصفها بالقوية، وطالب بضرورة تأسيس جمعية اتحادية تحتضن كل الاختراعات والابتكارات وترعاها وتخرجها للوجود، موضحاً أنه يجب العمل على إيجاد مظلة واحدة تحتضن إبداعات الطلاب في المدارس والجامعات والشباب بشكل عام، مما سيساعد على إبراز مواهب كثيرة، ما ينعكس على الحركة الإبداعية في البلاد، ويسهل توحيد الجهود واختصار الطريق. وفي سياق آخر يقول أحمد مجان إن التجريب وممارسة الفشل هو من يؤسس لمبدع حقيقي، لافتاً إلى أن هناك مشاريع لم يكملها رغم العمل عليها منذ سنوات عدة، موضحاً أن بدايته الأولى مع الإبداع عندما كان عمره 10 سنوات في ورشة والده في دبي، عندما أدخل مجموعة من التحسينات على دراجته الهوائية، وأنطقها عن طريق مذياع، وأدخل لها إنارة. 1000 اختراع ويقيم أحمد مجان أعمدة أركان معرضه الدائم بمنطقة «المدام» المتاخمة لمساحات تعانق الأفق، الذي يغوص فيه قرص الشمس عند المغيب فتعانق حمرته التموجات الرملية، مكان لا يخترق سكونه إلا هدير محركات العجلات النارية التي يختارها الشباب لممارسة جنونهم في تطويع الرمل وتحديه، ولم يكن اختيار «مجان» المخترع الإماراتي الحائز على العديد من الجوائز للمكان من باب المصادفة، بل كان مدروساً، إذ يريد كل يوم التعريج على محيط ولعه للإبداع والابتكار وقضاء الساعات الطوال في حضن بقعة تحفز على الإبداع، امتدت على مساحة واسعة تعانق ابتكاراته، منها الظاهر ومنها الخفي الذي يفضل عدم الإعلان عنه في حينه. يمارس «مجان» شغفه الإبداعي الذي وصل حد الإدمان بطقوس خاصة، حيث يغلق أبواب ورشته التي يقضي بها أحياناً 18 ساعة دون أن يدرك مقياس الزمن، وظل مصراً على المضي قدماً لتحقيق التفرد والتميز رغم ما مر به من إحباطات مؤمناً بقدراته الداخلية، والآن هو بحوزته أكثر من 1000 اختراع على مدى 35 سنة من الابتكارات والإبداعات التي وصل بعضها للعالمية، وحاز مؤخراً 6 ميداليات في معرض الابتكارات بلندن، لم يكن طريقه معبداً بالورود، بل ذاق طعم الفشل مراراً، لكن ذلك لم يزده إلا قوة وإصراراً، استوحى ابتكاراته من البيئة المحلية فشكل معرضه بمنطقة «المدام» بدبي في اتجاه العين حتا، وهو عبارة عن مساحة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، واجهتها ابتكارات يتفرد بها «مجان»، كخيمة متنقلة على عربة، ومرحاض متحرك، ومعرض يتعلق ببيع واستئجار أدوات التخييم والصيد وكل مستلزمات الرحالة التي يجلب أغلبها من الخارج ويتفرد بها معرضه عن غيره من المعارض، حيث يقوم بتأجير الابتكارات الخاصة به، مثل المصيدة الإلكترونية لصيد الطيور، التي تعمل بالطاقة الشمسية، وجهاز تدريب كلاب الصيد، ودورات مياه متنقلة تعمل أيضاً بالطاقة الشمسيـة. إضافة إلى شاحن كهربائي متعدد الأغراض يعمل بالطاقة الشمسية، وفخ صيد الثعالب الإلكتروني، وغيرها من الابتكارات، التي تملأ المكان الذي يضيء ليلاً عن طريق خلايا الطاقة الشمسية، وتستر واجهة المعرض باحة خلفية جميلة صممت على الطراز التقليدي، بحيث تنساب المياه عبر ينابيع بها أسماك ملونة، وخيم بيوت الشعر التي ترتفع عن الأرض قليلاً مضاءة بالفنانير القديمة، ليغوص المكان في صمت إلا من خرير المياه الرقراقة وصوت الطيور في انتظار من يملأ المكان صخباً وحياة، لأن «مجان» منشغل بابتكاراته ولا يسعه الوقت لإدارة هذا المشروع الذي يحمل بصمته، بل يتحدث كل جزء فيه عن علو كعب في ابتكار وإبداع ملأ زواياه. شغفه بالابتكار يصعب حصر تجربة أحمد مجان الثرية في سطور، لكن يتحدث عن شغفه وطموحه ورؤيته لحركة الابتكار معرباً عن سعادته لما وصل إليه، ومؤكداً أنه خلق من جديد بحيازته هذه الجوائز، لافتاً إلى أنه تقدم بطلب للمشاركة في المعرض على الموقع الإلكتروني لمعرض بريطانيا العالمي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا، ومن ثم عرض إبداعاته على جمعية المخترعين في بريطانيا والملكية الفكرية بها، وتمت الموافقة على مشاركته بـ 6 اختراعات بيئية، ويتعلق الأول منها بعدم قتل الحيوانات المفترسة وهي عبارة عن آلة لصيد الثعالب، وكان الاختراع عبارة عن قفص إلكتروني متطور، بينما تعلقت الفكرة الثانية بصيد الطيور الجارحة، والاختراع عبارة عن شبك إلكتروني، وشمل المعرض اختراعاً يتمثل في جهاز لتدريب كلاب لإكسابهم لياقة عالية، وشمل هذا الاختراع وحده ثلاثة أنواع، بحيث يعمل واحد منها بالطاقة الشمسية والآخر عن طريق البطارية، بينما يتم تركيب الثالث بالسيارة، أما الاختراع السادس فهو عبارة عن جهاز لحماية القراقير من السرقة، حيث عرف القرقور التقليدي بأن يظل طافياً على سطح البحر مما يسهل سرقته، بينما الاختراع الحالي فإن القرقور سيحمل جهازاً يجعله مخفياً، بحيث يبرمج ويعطي إشارات لصاحبه فقط، واستغل «مجان» التكنولوجيا وتطورها للعمل على أغلب هذه الاختراعات التي حققت نجاحاً باهراً وحاز من خلالها «مجان» العديد من الجوائز بالمهرجان، كما حاز إعجاب وثقة زوار المعرض والمستثمرين وصناع القرار. لا أخاف المنافسة «مجان» له فلسفته الخاصة ورؤيته المتفردة في النظر لأمور الاختراعات وتسجيلها، بحيث يؤمن أن الاختراع والابتكار حالات تجريب وفشل متكرر، موضحاً أنه قد يستغرق عدة سنوات في العمل على ابتكار واحد الذي تتبلور أفكاره تباعاً، وقد يتخلى عن اختراع ويتركه لسنوات ليضيف عليه أو ينقص منه حسب الحاجة، ويقول: «من أهم ما سجلت اختراع «ميدان الرماية» الذي أعتبره أهم ابتكاراتي وهو يعمل أوتوماتيكياً ويتم التحكم فيه عن بعد، وتم تنفيذه في الدولة لفائدة الجيش، ولا أحبذ فكرة تسجيل الاختراع لأنه يمكن السطو عليه من شركات ومؤسسات في الخارج بكل سهولة، وهذا في نظري أهم سبب عزوفي عن تسجيل بعض اختراعاتي وابتكاراتي، موضحاً أنه يفضل التعامل مع شركات بشكل مباشر. وفي هذا الصدد، يقول إنه يتعامل مع مستثمر في ألمانيا، لافتاً إلى أن هذا المستثمر يعاني من بعض المشاكل الفنية ويعمل على حلها له من خلال ما يتوفر لديه من خبرة ومن أدوات ومن أفكار. يضيف «مجان»، في ذات السياق، أنه يؤمن بقدراته ولا يخاف المنافسة التي تعطيه الحافز للتقدم والبحث عن الأفكار الجديدة وتقديم الأفضل. موضحاً»: كنت أصارع الإحباط والطاقة السلبية، وأفشل ثم أعود من جديد، وهناك مشاريع وأفكار بدأت العمل بها قبل 15 عاماً ولم أكملها بعد، وهناك بعض المشاريع الأخرى التي أبدأها ثم أتركها ثم أرجع لاستكمالها بعد فترة قصيرة. عزم وإرادة يشير «مجان» إلى أن التطبيق في الواقع يريد صبراً وعزماً وإرادة، وهو لا يخضع أبداً وفق قوله للإحباطات رغم ما يمر به من أيام أو أسابيع سلبية نتيجة ما يتعرض له من إخفاق أحياناً، لكنه يصر على مواصلة أعماله التي تمده بطاقة إيجابية كبيرة مهما كان ابتكاره صغيراً، موضحاً أنه اعتاد العمل في ورشته التي تحولت من دبي ثم أم القيوين ثم منطقة المدام قرب البداير، ليسهر بداخلها ويجرب ويفشل في ابتكار جهاز معين أو آلة أو أي شيء ما. ويضيف: «تختلف مصادر السعادة من شخص لآخر، وسعادتي تكمن في الجانب الإبداعي، إلى جانب مصادرها الأخرى التي تتمثل في ضرورة تخليد اسمي في ذاكرة هذه الأجيال وتأريخ اسمي الذي ارتبط باسم هذا البلد المعطاء، بالإضافة إلى أشياء أخرى تعتبر أساسية في حياتي كالصحة والأمان والحب والتسامح، وتواجد بالأساس أسرتي وعائلتي وأصدقائي في حياتي، فالسعادة لا يمكن أن تتجزأ، وهي في مجملها ليست مطلقة». مؤكداً أن أغلى ابتكار في حياته يتمثل في زوجته وأولاده الذين يزودونه بوقود الاستمرار لحفر اسمه بمداد من فخر في كل المحافل الدولية التي من خلالها يرغب في تأكيد «أن أصل الاختراعات عقول عربية». سر «أديسون» أطلق أحد الإعلاميين على المبدع والمخترع أحمد عبدالله «مجان» لقب «أديسون الإمارات» فما هي يا ترى أوجه الشبه بين توماس أديسون وهو مخترع ورجل أعمال أميركي، اخترع العديد من الأجهزة التي كان لها أثر كبير على البشرية حول العالم، مثل تطوير جهاز الفوتوغراف وآلة التصوير السينمائي، بالإضافة إلى المصباح الكهربائي المتوهج العملي الذي يدوم طويلاً، ويعتبر أديسون من أوائل المخترعين الذين قاموا بتطبيق مبدأ الإنتاج الشامل والعمل الجماعي على نطاق واسع لعملية الاختراع، ويعتبر أول من أنشأ مختبراً للأبحاث الصناعية. ومن حيث الإنتاجية يعتبر أديسون رابع مخترع أكثر إنتاجاً في التاريخ، ويمتلك 1093 براءة اختراع أميركية تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، وكان له الفضل في العديد من الاختراعات التي ساهمت في وسائل الاتصال الجماهيري وفي مجال الاتصالات على وجه الخصوص، وشملت تلك الاختراعات مسجل الاقتراع الآلي والبطارية الكهربائية للسيارة والطاقة الكهربائية ومسجل الموسيقى والصور المتحركة، بالإضافة إلى اختراعاته في الطاقة وغيرها من الاختراعات الخالدة والتي أحدثت تغييراً في حياة البشرية، وبين أديسون الإماراتي الذي يسير على نفس الدرب، حيث أخرج للوجود العديد من الاختراعات والابتكارات وصلت إلى أكثر من 1000 اختراع وابتكار منذ بدايته قبل 35 سنة في مجال الإبداع والابتكار. تحديات تواجه مجان تواجه أحمد مجان، (أب لسبعة أبناء وجد لحفيدين)، العديد من التحديات، التي لا يعترف غالباً بحدودها، ويقول إنه تَعوّد على رسم خريطة طريق لسيره، معترفاً بأن هناك بعض المعوقات التي لا يمكن التوقف أمامها أو تجاوزها إلا بكثير من الإرادة والحنكة، معتبراً نفسه أنه لا يزال هاوياً ويفتخر بأي عمل جديد يقوم به. ويوضح: «في بداية مشواري كانت معنوياتي عالية جداً، كما كان لدي متسع من الوقت، بينما كانت الإمكانيات المالية قليلة، أما اليوم فالمال موجود والوقت غير كاف بالنسبة لي، كما تحيطني أحياناً حالة إحباط كبيرة، فحياتي كحياة أي إنسان تقوم على الفرح والحزن وعلى النجاح والفشل وعلى المعنويات العالية والمحبطة، فقبل خمس سنوات تحطمت نهائياً، بحيث لم يكن هناك أي تشجيع تماماً، ولكن بتعرفي على أحد الشخصيات المرموقة في مجتمع دبي رجعت لي ثقتي بنفسي ونهضت من جديد بفضل دعمه المتواصل، ويرجع له الفضل في مشاركتي في معرض بريطانيا الذي أعطى لي هذه المحصلة من الجوائز، فالدعم المعنوي دافع قوي جداً لقهر كل التحديات».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©