الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الظنحاني.. مواطن يتحمل لدغ النحل رغبة في عسله

علي الظنحاني.. مواطن يتحمل لدغ النحل رغبة في عسله
17 نوفمبر 2013 21:03
دبي (الاتحاد) - يبدأ خلال هذه الفترة، محبو العسل والباحثون عنه لفوائده العلاجية في حجز الكميات التي يرغبون في شرائها من النحالين أو العسالين، حيث يوجد في الإمارات ثلاثة مواسم للجني، منها موسم السدر الذي يبدأ من أكتوبر ويستمر إلى نوفمبر، ويتم قطف العسل في حساب الدرور في در العشر ويتغذى النحل في هذا الموسم على زهور أشجار السدر أو اليبياب، وتعد من أفضل الأشجار التي تنتشر في ربوع دولة الإمارات ويميل لون عسل السدر إلى الأصفر. ذكر ذلك، علي بن سالم الظنحاني العسال الشهير وأضاف: هناك موسم ثان أيضاً وهو يبدأ من شهر فبراير إلى شهر مارس، حيث يجمع النحل العسل من جميع الأشجار الطبيعية التي تنمو عند نزول المطر، وأيضاً من النباتات الموسمية ويميل لون العسل إلى الأبيض وتغلب عليه الحلاوة، وبالنسبة لموسم السمر فإنه يبدأ من شهر أبريل وحتى نهاية مايو حين تزهر أشجار السمر بزهرة البرم، ويجمع منها النحل الرحيق الذي يميل إلى الأحمر ويكون العسل غليظاً وقليل الحلاوة. دراسة موثقة إن تربية النحل تحتاج إلى مسايسة وخبرة ومتابعة حتى لا يهجر الخلية ويبحث عن ملجأ آخر، وفي هذا الإطار أعد علي بن سالم الظنحاني دراسة موثقة عن تلك المحمية الطبيعية في «بردة لمخرمان» الجبلية في دبا الفجيرة، التي تعد ثمرة مواطن ارتبطت حياته بشكل يومي بمملكة النحل والعسل. ويعتبر الظنحاني النحل من أفضل الكائنات لعملية إكثار الأشجار بالتلقيح عبر نقل حبوب اللقاح أو غبار اللقاح عبر أرجله، حيث تلتصق تلك الحبوب بها وهو ينتقل من زهرة إلى زهرة ولذلك يعد من الكائنات المفيدة للبيئة في أي مكان يكون فيه. وبذل الظنحاني كل الجهد في تأسيس محمية للنحل بشكل فردي، حيث إن أسلوب نشأته منذ الصغر جعله خبيرا محنكا بأمور مملكة النحل، حيث يعمل على تعقب النحل ويعرف طرق البحث عنه في الجبال أو المدن وكذلك أساليب قطف العسل دون الإضرار أو ترهيب أو إيذاء النحل. كما يقول إن مهنة جمع العسل مهنة تراثية كريمة تتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد الذين كانوا من سكان الجبال، ومن الذين سكنوا قرب الوديان التي تغمرها مياه الأمطار فتتحول البيئة الجرداء إلى مراع خضراء، وقد كان العسالون في الإمارات ذوي خبرة في أساليب البحث، ويجمع العسل الذي يعد سر الصحة والعافية حيث يعتمد عليه في الطب وللغذاء، ولكن عملية التطوير والتنمية العمرانية والصناعية قد أثرت على العسل بسبب الكثير من المتغيرات التي بدورها كان لها أثر سيئ على البيئة، وأصبح هناك من يضيف السكريات إلى غذاء النحل في المناحل الصناعية، وعلينا أن نعلم أن كل شجرة غير مناسبة للبيئة سوف تؤدي إلى الكثير من السلبيات وتزيد من الأعباء التي نواجهها في مجال مواجهة التحديات. وأوضح أن العسل يتعرض سواء في المدينة أو الجبال لظروف طبيعية وأخرى صناعية تؤثر عليه ومنها تأثر العسل بالمواد الكيماوية والمبيدات الحشرية والسموم التي ترش على المحاصيل الزراعية بكميات كبيرة، وازدياد الغازات المنبعثة من المصانع والسيارات ومخلفات المجاري التي يرمى بها في الأدوية، وهناك أيضاً مخاطر تغذية النحل بأنواع الأشجار التي جلبت من خارج الدولة وتستعمل كمصدات للرياح في المزارع والحدائق العامة والمصانع. وبالنسبة لأنواع النحل المحلي، رصد علي الظنحاني نوعاً لم يتم تسجيله رسميا في الدولة، ويقول: حالياً هناك نوعان من النحل المحلي متشابهان في السلوك والطباع ما عدا الاختلاف في اللون، حيث يميل النوع الأول إلى اللون الأصفر الفاتح ويميل الثاني إلى اللون الأسود في بيئات النحل المحلي وللنحل مساكن يسكن إليها في الجبال حسب ما أمر الله، ويعد الجبل المكان المفضل للنحل ربما لأنه المكان الأكثر أماناً وهدوءاً بالنسبة لبناء مملكة، ولذلك يتخذ من المغارات مكاناً وأيضاً من الأشجار والنباتات البرية مثل الوديان وسفوح الجبال، حيث يفضل أشجار العسبق والغلي والسمر والسدر وأشجارا أخرى شعبية مفيدة للنحل والإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©