ماجدة محيي الدين (القاهرة) - نالت العباءة الخليجية إعجاب الكثير من السيدات لما يميزها من خطوط وقصات، فضلاً عن الخامات المترفة ولونها الأسود المميز، مما جعلها تحظى باهتمام كثير من بيوت الأزياء والمصممين المصريين، حيث يتنافس بعضهم في إضافة لمسات فنية تمنحها الخصوصية والتفرد. وقد أطلق المصمم المصري محمود أنور أحدث مجموعاته من العباءات الخليجية التي تميزت بالرفاهية في الخامات والابتكار في القصات والموديلات، إلى جانب الاختيار الدقيق للإكسسوارات الناعمة المستوحاة من فنون التراث المصري الثري بتنوع كبير ليمزج في بعض الموديلات بين ملامح من الأزياء التقليدية المصرية والعباءة الخليجية بطابعها الكلاسيكي الراقي.
العباءة الخليجية لها ملامح ومميزات خاصة بها، منها أنها تعتمد بالأساس على اللون الأسود وخطوطها البسيطة الناعمة واتساعها الذي يخفي ملامح القوام، هذا ما قاله المصمم المصري محمود أنور موضحاً: قد يتصور البعض أنها عبارة عن شكل واحد والحقيقة أنها موديلات عدة وبها تحديات كبيرة وأفكار منوعة لتظهر العباءة الخليجية بشكلها الراقي المميز.
بساطة العباءة الخليجية
ويوضح أنور: على الرغم من أنها تبدو غاية في البساطة إلا أنها تتضمن العديد من التفاصيل الصغيرة المهمة، منها نوعية الأقمشة والخامات التي يتم اختيارها، وهناك منافسة حقيقية وتطور مستمر في ابتكار أحدث وأرقى الخامات الملائمة للعباءة التي استولت على إعجاب النساء حول العالم، وهو ما دفع العديد من مصانع النسيج، خاصة في اليابان وكوريا لإنتاج نوعيات حديثة وفاخرة من الأقمشة الملائمة للعباءات، كذلك تلعب الإكسسوارات دورا مهما جدا في التصميم وتحديد هوية خاصة لكل عباءة.
وعن الجديد في مجموعته، يقول: أعتبر المجموعة إضافة إلى الخط نفسه الذي رسمته لنفسي منذ أسست دار «رابحة» للعباءة الخليجية، حيث أميل للبساطة في التصميم وانتقاء الإكسسوارات بحذر فأنا متمسك بالخطوط العامة بحيث تظل العباءة فضفاضة مريحة وغاية في الأناقة والترف، وأحرص على أن تجد كل فتاة وسيدة ما يناسب ذوقها وسنها من خلال موديلات مبتكرة فيها أفكار جديدة والألوان تتداخل بأساليب فنية محسوبة وكأنها ومضات رقيقة تؤكد أن تلك العباءة الخليجية مصنوعة بأنامل وإحساس مصري.
ألوان من التراث
ويضيف انور: اخترت أنماطاً من الفنون اليدوية والتراثية المصرية، منها ما هو مأخوذ عن بعض الأزياء التقليدية المعروفة في أزياء نساء النوبة أو بدو سيناء شمالها وجنوبها أو بعض من ملامح الأزياء التقليدية في واحة سيوة وغيرها بحيث يتم المزج بين تلك اللمسات التراثية المصرية والعباءة الخليجية، مشيراً إلى انه يحرص على ان تظل العباءة زيا أنيقا ومحتشما مع إضافة بعض الإكسسوارات الحديثة التي تواكب الموضة في الألوان والخامات وتعيد للأذهان ملامح من تراثنا الجميل.
ويؤكد المصمم المصري أنه يتابع عن كثب كل جديد في عالم الموضة والأزياء الراقية بما في ذلك ما يطرحه ملوك الموضة في الغرب، وذلك بهدف ان يصبح دائما على اطلاع بالجديد وعندما يضع أفكاره للعباءات يجد بعض القصات والخطوط الجديدة تتسلل بشكل تلقائي لتمنح العباءة روحاً عصرية.
ويرى أنور أن جزءاً مهماً من فخامة العباءة يعتمد على براعة العمالة اليدوية التي تشارك في تطريز أجزاء من العباءة سواء بالأحجار أو الخيوط الحريرية الملونة أو تركيب الإكسسوارات، فضلاً عن التشطيب الراقي الذي تلحظه العين، وهو ما يميز عباءات دار «رابحة» عن غيرها، لأن الفنون اليدوية تحمل بصمة الفنان الذي يضع فيها إحساسه وخبرته.
ويضيف: أتعاون مع فريق من الفنانين المبدعين منهم عـدد من فنـاني الفطرة وبعضهـم من الأكاديميين والدارسيـن وأعتبرهـم شركاء في نجاح أي موديل وبحكم الترابط بيننا أصبحت أفكارهم تكمل أفكاري، على سبيل المثال هناك من يقدم فكرة جديدة لطرحة أو حزام أو ابليك يتم إضافته إلى العباءة ويجدد من شكلها.
أجنحة الفراشة
عن الخامات الجديدة التي أدخلها في مجموعته الأخيرة، يقول محمود أنور: هناك بعض التصاميم استخدمت فيها خامات من أقمشة السهرة مثل الدانتيل أو التول والشيفون ودمجتها مع الحرير أو الكريب، حيث وجدتها تلائم الموديل وتضفي عليه تأثيراً فنياً محبباً سواء في الأكمام الواسعة التي تشبه جناحي الفراشة أو العباءة التي تبدو وكأنها مكونة من طبقتين متتاليتين، إحداهما متسعة جدا وتنتهي أسفل خط الوسط والثانية ممتدة حتى تغطي القدمين.
عدد اليوم
