الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فيضانات تايلاند تهز عرش الأرز العالمي

21 نوفمبر 2011 00:45
أسعار الأرز في آسيا هي رافعة الحكام ومعول هدم السلطة، ما يجعل آثار الفيضانات التايلاندية مثيرة لقلق الأنظمة في القارة، خاصة أنها من كبريات الدول المصدرة لهذا المحصول في العالم. ووفرت تايلاند في العام الماضي ثلث حجم الأرز الذي تم تداوله في العالم ما يقارب 10 ملايين طن. وتتوقع الحكومة التايلاندية أنه ربما تقضي الفيضانات الحالية على 5 إلى 6 ملايين طن من محصول الأرز الكمية التي تقدر بخمس إنتاجها لهذا العام. لكن يرى بعض المحللين أن الضرر ربما يفوق هذه الكمية، حيث يساور القلق المتشائمين في أن يتراجع صادر البلاد من السلعة لما يتراوح بين 3 و4 ملايين طن. وفي ظل توقعات تجاوز التجارة العالمية لمحصول الأرز لنحو 33 مليون طن في العام الحالي، ربما تخصم الفيضانات التايلاندية 10% من هذه الكمية. وإذا حدث الشيء نفسه مع سلعة النفط أو القمح، ستكون النتائج كارثية بالتأكيد. لكن طبيعة سوق الأرز تجعل العواقب أقل خطورة، حيث يتميز المحصول بمرونة كبيرة مما لا يمكن الفيضانات من إلحاق أضراراً كبيرة به كما يتوقع البعض. وعلى الرغم من أن الأرز يشكل غذاء نصف سكان الكرة الأرضية، إلا أن حجم التجارة العالمية فيه صغير جداً، بالمقارنة مع الحصاد الكلي المتوقع له في موسم 2010 - 2011، البالغ نحو 451 مليون طن، والذي يتم طرح 7% فقط منه في الأسواق العالمية، بينما يشكل نصيب القمح 20%. وتعني السياسات الدولية وتوجهات الشعوب الغذائية، أن الأرز يستهلك في معظم الأحيان في المناطق التي يتم إنتاجه فيها. ويُعد الأرز من المحاصيل الرئيسية في قارة آسيا التي يصل معدل الإنتاج والاستهلاك فيها إلى 90% والتي تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه. وعادة ما تقع الأسواق المحلية تحت وطأة الحماية والنظم الوطنية، حيث تعتبر السلعة واحدة من أكثر السلع الخاضعة للسياسة. علاوة على ذلك، تختلف أنواع الأرز من طويل إلى قصير ورفيع وغليظ ولاصق ولزج وغيرها. لذا يميل المستهلك نحو الأنواع المزروعة محلياً ولا يفضل الأرز المستورد من مزارع بعيدة. والنتيجة هي، انفصال الدول المستهلكة للأرز عن دائرة تقلبات الأسعار التي تعتري الأسواق العالمية، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من "مجلس الحبوب العالمي" الهيئة المعنية بإجراء البحوث المتعلقة بالحبوب. وكادت الصين أكبر دولة منتجة للأرز في العالم بنحو 130 مليون طن سنوياً، أن تحقق الاكتفاء الذاتي. وتخطط الفلبين أكبر مستورد للمحصول في العالم، لزراعة كل ما تحتاجه من الأرز بحلول العام 2013. وعموماً يعتبر العام الحالي ممتازاً لمحصول الأرز حتى الآن. وأثر الجفاف الذي ضرب ولاية أركنساس المنطقة الرئيسية لإنتاج الأرز في أميركا، بصورة كبيرة على المحصول، حيث تراجعت صادرات السنة الحالية من ما يقارب 4 ملايين طن إلى 3 ملايين طن. لكن تساعد وفرة المحاصيل في كل من باكستان والهند، على تعويض النقص في الصادرات التايلاندية. كما نجحت وفرة المحصول في الهند في إقناع المسؤولين الذين كانوا يتخوفون من تضخم المواد الغذائية، لخفض سياسات الحمائية، حيث قامت الحكومة برفع حظر كانت تفرضه على الأرز الأبيض في سبتمبر الماضي لتسمح بتصدير مليوني طن قبل حدوث الفيضانات التايلاندية. وبتخوفهم من تراجع الحكومة في قرارها، قام التجار الهنود ببيع كل الكمية المصرح لهم بها بأقل الأسعار الممكنة، مما صب في مصلحة البلدان الأفريقية التي تستورد نحو 10 ملايين طن سنوياً، أي ثلث مجموع التجارة العالمية. ولا تخلو هذه الفيضانات من الآثار السالبة، حيث بلغ سعر طن الأرز الواحد في تايلاند في الوقت الراهن نحو 630 دولاراً، وهو ما يوازي تكلفته تقريباً عند بداية شهر سبتمبر الماضي. ويتوقع بنك "كريديت سويس" بلوغ الأسعار 700 دولار للطن قبل نهاية العام الجاري. كما يتوقع المراقبون الأكثر تشاؤماً أن تناهز الأسعار 800 دولار للطن، لكن مع بقاء الممالك الآسيوية مستقرة. نقلاً عن: ذي إيكونوميست ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©