الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة السيارات الإسبانية قصة نجاح استثنائية

صناعة السيارات الإسبانية قصة نجاح استثنائية
21 نوفمبر 2011 00:46
تحولت شركة "سيت" لصناعة السيارات، بعد أن استحوذت عليها "فولكس فاجن"، إلى واحدة من المحركات الرئيسية لانتعاش الصادرات التي تساعد إسبانيا في الابتعاد عن قبضة الركود الاقتصادي، حتى وهي تعاني استمرار تراجع معدل الإنفاق الأسري. وكانت هذه الشركة تُعد مثالاً لعدم كفاءة الشركات الحكومية التي يتم تسييرها بثلثي قوتها العاملة فقط. وبخططها الرامية إلى زيادة المبيعات بأكثر من 8% في العام الجاري وصادراتها إلى نحو 72 بلداً بنسبة 80% من إنتاجها السنوي البالغ أكثر من 300,000 سيارة من مصنعها الكائن في مدينة مارتوريل بالقرب من برشلونة، أصبحت "سيت" واحدة من قصص النجاح الباهر في جنوب أوروبا بتبنيها للنموذج الألماني الذي يركز على أسواق الصادرات. وعبَّر بيير ألان، المدير التنفيذي للشركة، في أحد اجتماعات الشركة السنوية، عن الحاجة للعمل في أيام السبت، تلك الفكرة التي لم تلق ترحيباً واسعاً من قبل العاملين آنذاك. وبعدها اضطرت الشركة للقيام بأكبر عملية تسريح في تاريخها، حيث خفضت القوة العاملة من 30,000 إلى 15,000 خلال غضون ثلاث سنوات فقط. وأصبحت "سيت" الآن أكبر شركة لصناعة السيارات في إسبانيا وواحدة من أمثلة التوجهات العديدة التي تسود القطاعات الصناعية الأخرى في البلاد. ويوضح نجاحها الأسباب التي ساعدت إسبانيا في المحافظة على 2% من الصادرات العالمية خلال العقد الماضي، حتى في ظل فقدان دول مثل فرنسا وإيطاليا لحصصها السوقية. وتشهد أرجاء إسبانيا المختلفة قصص نجاح مشابهة، حيث شركات التصدير الكبرى مثل "إندي تكس" لتجارة التجزئة المالكة لمحال "زارا" للملبوسات الراقية الشهيرة، وشركة "جاميسا" أكبر منتج لتوربينات الرياح في العالم. لكن تفوقت مساهمة قطاع صناعة السيارات على أي قطاع آخر في البلاد. وارتفعت مبيعات السيارات الإسبانية في الخارج بنحو 19% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، ما جعلها المنتج الأكثر مبيعاً في البلاد لتشكل 16% من إجمالي الصادرات. كما ارتفعت صادرات إسبانيا الكلية بنحو 18% مقارنة بالعام الماضي. ووفقاً للبيانات التي صدرت عن الحكومة مؤخراً، شهد الاقتصاد الإسباني توسعاً سنوياً بلغت نسبته 0,8% في الربع الثالث، حيث عوَّض قطاعا الصادرات والصناعات ضعف الطلب المحلي. وتشكل الصادرات 20% من الناتج المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من أن النمو ليس بالقوة المطلوبة، إلا أنه أفضل من حالة الانكماش التي تعانيها بعض اقتصادات جنوب القارة الأخرى، مثل اليونان والبرتغال. وترجع قصة النجاح التي حققها قطاع السيارات في إسبانيا الذي يحل في المرتبة الثامنة في العالم، إلى أسباب عدة، من ضمنها إنتاج البلاد للسيارات الصغيرة ومتوسطة الحجم ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة والتي تجد رواجاً كبيراً هذه الأيام. ويرى بعض الخبراء أن واحداً من أكبر أسباب النجاح والمنافسة، يعود إلى ملكية القطاع بأكمله لشركات أجنبية. ويعكس التقرير الذي أعدته مؤسسة "كواتريكاساس" القانونية لرجال الأعمال في منطقة فالينسيا مقر مصنع "فورد" المحلي، زيادة معدل إنتاجية موظفي مصانع السيارات 11% عن متوسط بقية الصناعات الأخرى. وأصبح خطر الإغلاق الذي لا يشكل تهديداً كبيراً للشركات المملوكة محلياً والتي تجد صعوبة سياسية واجتماعية في تغيير مواقعها، من المحفزات الكبيرة للاتحادات التجارية للحصول على قواسم مشتركة مع الإدارات. وجاء في تقرير المؤسسة، "يتعلق الأمر بالبقاء بالنسبة لشركات صناعة السيارات، كما أنه ليس مجرد منافسة مع الشركات الأخرى، بل مع الشركة نفسها التي تملك مصانع في بلدان أخرى". وتملك شركة "سيت" في الوقت الحالي قوة عاملة قوامها نحو 13,000، يعملون ثلاث ورديات "دوامات" على مدى أربع وعشرين ساعة لمدة خمسة أيام في الأسبوع. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©