الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصانع صينية تلجأ إلى «الإنسان الآلي»

مصانع صينية تلجأ إلى «الإنسان الآلي»
8 نوفمبر 2012
يجسد مصنع “ميلو نيتوير” في مدينة دونجوان جنوبي الصين، الذي لا يتجاوز عدد العاملين فيه اثنين، نقيضاً للصورة الطبيعية التي يتم بها تسيير قطاع الصناعة في البلاد. وتمثل التقنية الآلية التي يعرضها هذا المصنع، بروز ثورة صناعية جديدة في الصين، مدفوعة بالتغيير الذي طرأ على طبيعة القوة العاملة ونقص الأيدي العاملة الذي نتج عن سياسة الطفل الواحد التي امتدت لثلاثة عقود، والمنافسة الحادة للحصول على الذين هم دون سن العشرين، مما أرغم الشركات على رفع أجورهم باستمرار لضمان استمرارهم، بالإضافة إلى تفضيل معظم الشباب للعمل في الفنادق والمطاعم بدلاً عن المصانع. وأعلن تيري جو، مدير شركة “فوكس كون” التايوانية لصناعة أجهزة الآي فون والآي باد والتي توظف نحو مليون عامل في الصين، عن نية الشركة لاستخدام نحو مليون إنسان آلي في مصانع الشركة المنتشرة في أرجاء الصين. ويقول بير فيجارد، مدير قسم الروبوتات في شركة “أيه بي بي” السويسرية للتقنيات الآلية :”بدأ قطاع الالكترونيات بوجه خاص في البحث عن فرص في مجال صناعة الإنسان الآلي. ويتوقع “الاتحاد الدولي للروبوتات”، أن تصبح الصين بحلول 2014 أكبر سوق للإنسان الآلي في العالم”. ومن المتوقع أن تتفاقم مشكلة نقص العمالة، نظراً لتزايد عدد كبار السن، حيث يقدر عدد الذين هم دون سن الـ 14 بأقل من 20% من إجمالي السكان، مقارنة بنحو 25% قبل عقد. وربما تُعزى مشكلة اللجوء إلى استخدام هذه الآليات في المصانع الصينية، إلى شح الأيدي العاملة. ومن الطريف أن الإنسان الآلي لا يشكل مصدر قلق من حيث الاضطرابات التي تصدر عن العمال، في حين يؤدي وظيفته بصمت وإتقان. ولا تقل العقبات التي تقف في طريق تسريح العاملين في الصين عنها في الغرب. وتراجعت العائدات في العديد من المصانع الصينية حتى وصلت إلى معدل تراجع الصادرات الحالي بواقع 10% شهرياً. ويعني اللجوء إلى استخدام الإنسان الآلي والآليات الباهظة الثمن لزيادة الإنتاج في ظل ارتفاع الأجور في الصين، إمكانية معاودة هجرة بعض الوظائف إلى بلدان مثل أميركا، خاصة مع اكتشاف تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويمثل استخدام هذه الآليات في المصانع الصينية، العودة إلى أيام انخفاض الأجور وبالتالي إلى سوق المنافسة. ويتفاءل رواد الأعمال في تايوان وهونج كونج بثورة استخدام التقنيات الآلية والروبوتات، بيد أنهم يملكون ويديرون العديد من المصانع في منطقة جواندونج التي شهدت ميلاد هذه الثورة. وليس من المنتظر أن يحدث التحول في غضون الثلاث سنوات المقبلة كما تصوره البعض، ليس بسبب الأموال الضخمة المطلوبة لشراء هذه الماكينات، بل لعدم وجود الإنسان الآلي الذي يمكن أن يحل محل العامل الماهر حتى الآن. وتُستخدم الروبوتات في قطاع التقنية الآلية في مدينة ديترويت ومناطق أخرى للقيام برفع الماكينات الثقيلة، مثل الأجزاء الكبيرة في هيكل السيارة ولحامها. وتكمن التحديات التي تواجه مصانع الالكترونيات الصينية التي تقوم بإنتاج معظم الهواتف المحمولة والكمبيوترات المستخدمة في العالم، في تطوير روبوتات قادرة على معالجة الأسلاك وحساب القوة المطلوبة لإدخال هذه الأسلاك في اللوحة الأم التي تتميز بمرونة شديدة. كما أن الأجهزة الالكترونية المنزلية تطورت بسرعة أكثر من السيارات، ما يعني ضرورة تميز الجيل التالي من الروبوتات بسهولة إعادة البرمجة لمواكبة التغيير. وقامت شركة “أيه أيه سي” العاملة في صناعة المكونات السمعية لمنتجات مثل أجهزة الآي فون، بالاستثمار في تحويل مصنعها في منطقة شانجزو للعمل بالآليات. وفي حين يتطلب إنتاج 1,5 مليون قطعة من هذه المكونات نحو 150 عاملاً، يمكن إنجازها في المصنع الذي يعمل كلياً بالآليات بعدد لا يتجاوز بين 2 إلى 3 عمال فقط. وأشار روجر نيجان، نائب مدير شركة “ماي شيونج جروب”، المتخصصة في صناعة لعب الأطفال والمالكة لسيارات “مسل ماشينز”، إلى انخفاض القوة العاملة في شركته من 12 ألف قبل عامين، إلى 10 آلاف في 2011، مع التخطيط إلى خفض العدد إلى 8500 خلال العام الحالي، وذلك بفضل استخدام التقنيات الآلية. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©