الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موسى عباس: الأندية تدمر مستقبل كرة القدم بـ «إحباط الصغار»

موسى عباس: الأندية تدمر مستقبل كرة القدم بـ «إحباط الصغار»
21 نوفمبر 2011 01:02
تأتي الحلقة السادسة والأخيرة من ملف أكاديميات كرة القدم وقطاعات الناشئين لتلقي الضوء على أبرز المشكلات المرتبطة بهذا الجانب الحيوي ولكن بأسلوب علمي متخصص اهتم بالتركيز على مشكلات الأندية في الإمارات، معتمداً على مرجعيات وأبحاث عربية أجريت في مصر ودول عربية أخرى. ونواصل في هذه الحلقة الحديث عن أزمة قطاعات الناشئين التي باتت “نعمة” لدى الغرب “ونقمة” عند العرب، وبعد أن استعرضن «الاتحاد» تجارب دول أوروبية صاحبة باع طويل في حقل الاهتمام بتطوير المواهب والناشئين في مقدمتها ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وعرضت تجربة هولندا، كما مرت على تجارب ميدانية في دول عربية كشفت إشكاليات القطاع في كلا من مصر والمغرب والجزائر وتونس والسودان بصفتهما الأكبر في شمال القارة السمراء من حيث المساحة والتعداد السكاني، وعرضت في الحلقة السابقة نماذج إماراتية وخليجية، نتناول عبر هذه الحلقة أسباب المشكلات من منظور علمي أكاديمي، مع عرض لبعض الجوانب السلبية التي عانى منها بعض الناشئين في دوري الإمارات. حدد البحث العلمي الذي أعده الدكتور موسى عباس الباحث الأكاديمي المتخصص في الشأن الرياضي الخليجي ومدير اللجنة الأولمبية ومركز إعداد القادة الأسبق، المشكلات التي تعوق تطوير قطاعات الناشئين وأكاديميات كرة القدم في الإمارات أو بدول المنطقة الخليجية والعربية إلى 3 جوانب هي (المدرب، اللاعب الناشئ، الإدارة)، كاشفاً أن الثلاثة يرتبطون سوياً في حلقة لو أحكم إغلاقها فإنها تؤدي للنجاح المتوقع. وأشار البحث إلى أن الوصول للمستويات العالمية في كرة القدم يتطلب توافر الاستعداد والموهبة لدي الناشئ من جهة، واستمرارية الصقل السليم لها وفق برامج تدريبية هادفة تتناسب وقدراته البدنية والعقلية للقيام بالمتطلبات الخاصة باللعبة، مع التقويم والمتابعة لما يتم تنفيذه من الجهة الأخرى. ومن هنا بات من الضرورة اهتمام الأندية بالبراعم، الذين يمثلون القاعدة الأساسية لكرة القدم ويشكلون رافداً أساسياً لإعداد الفئات العمرية الأعلى لقطاع الناشئين والشباب والدرجة الأولى باللاعبين المتميزين وأصحاب المواهب، ويؤكد البحث أن أساليب التخطيط وبناء الإستراتيجيات للعمل في هذا القطاع لم تأخذ الأسلوب العلمي في كثير من الأندية، الإماراتية أو العربية، بالإضافة إلى اختلاف التجارب التي تنقلها تلك الأندية عن دول أوروبية ومن أميركا الجنوبية وغيرها في مجال التخطيط للناشئين. مشكلات المدرب وكشفت نتائج البحث عن وجود مشكلات تتعلق بالمدرب المتعامل مع الناشئين وأهمها في عدم وجود رغبة أو دافع للعمل مع قطاع الناشئين ومدارس وأكاديميات الكرة، وهذا يمكن إرجاعه إلى أن المدربين غالباً ما يطمحون لتدريب فرق الدرجة الأولى، أو يعتبرون تدريبهم لمدارس الناشئين مرحلة مؤقتة، وعليه لا يهتمون كثيراً بالإلمام بخصائص نمو هذه المرحلة السنية وأسلوب التعامل مع الناشئين، وهو ما تتفرد به معظم الدوريات العربية، فيما يختلف الأمر في الغرب الذي يتخصص فيه المدربين حتى يجدون سبيلاً للعمل في مراحل الناشئين، بل ويتعمقون في هذا المجال ويقضون سنوات طويلة فيه. ويتضح من خلال البحث أن إعداد الناشئين بمدارس كرة القدم يرتبط بصفة أساسية بكفاءة المدرب وتخصصه وتأهيله وصقله وتوفير المناخ المناسب لعمله وأن كل خطوة من خطوات بنائه وإعداده لها إسهاماتها الفعالة في قيامه بعمله بأفضل صورة ممكنة. كيان كامل أما عن المشكلات المتعلقة باللاعبين التي كشفها البحث فكان أهمها في غياب التعاون الوثيق بين النادي والمدرسة والمنزل، يليها عدم اتباع نظام غذائي صحي متوازن للاعبين، فضلاً عن عدم التزام اللاعبين وانتظامهم في التدريب، بالإضافة لغياب الحوافز المادية والاجتماعية للاعبين، بخلاف عدم متابعة اللاعبين دراسياً وتوفير الدروس الخصوصية لهم كما هو حادث في أوروبا، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بوضع معايير لقيد اللاعبين وإجراء الفحص الطبي الدوري الشامل لهم”. ويجب أن تكون هناك علاقة بين الأفراد المحيطين بالناشئ في النادي والمدرسة والمنزل حتى يتفهموا بشكل جيد المشكلات الخاصة بإعداده. ويشكل غياب التنسيق بين الإداري والمشرف الفني والإداري والمدرب، أهم المشكلات المتعلقة بالنواحي الإدارية، فضلاً عن قناعة أولياء الأمور بممارسة اللعبة والانضمام للنادي واتباع الأسلوب العلمي في وضع خطط وبرامج العمل مع الصغار واعتبار المعسكرات التدريبية والصيفية عامل مساعد وهام. الاحتراف بريء من جانبه أكد الدكتور موسى عباس، أن تطبيق الاحتراف يعتبر أهم الإيجابيات التي دخلت على رياضة الإمارات بشكل عام وكرة القدم على وجه التحديد، لافتاً إلى أن الاحتراف بريء من أي إخفاق يحدث سواء للأندية أو المنتخب ليس هنا فقط بل بين دول المنطقة وتحديداً الخليجية منها، وبالتالي فهو رفع الراية البيضاء أمام العقول الخليجية التي باتت تبحث عن حل سهل لأي إخفاق عبر إلصاق التهم للاحتراف نفسه، فالدول التي تقدمت في مجال كرة القدم نجحت بعد سنوات من التطبيق والتجربة، كما اكتشفت بنفسها أن الحل يكمن في تطوير قطاعات الناشئين والمواهب الصغيرة، مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة والوقوع في أخطاء عند تطبيق المشروع الاحترافي. وأوضح “ما زلنا نعاني من غياب العمل الاحترافي العلمي والذي يحتاج إليه مشروع الاحتراف ليتطور حتى لا يتم إهدار المال العام بدون تحقيق أي إضافات فنية، وقال: “الحل في وضع نظام مؤسسي جديد ومتكامل لإدارة الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد، وهذا النظام الجديد سيكون كفيلاً بضمان النجاح في المنظومة الاحترافية ككل مهما تغير الأشخاص”. وشرح موسى عباس أهم المشكلات التي تواجه تطوير قطاعات الناشئين سواء بالإمارات أو بدول المنطقة العربية بما جعلت منه نقمة لا نحسن استغلالها، مشيراً إلى أن الشغل الشاغل لمجالس إدارات الأندية، هو كرة القدم لاسيما الفريق الأول فقط، حيث أصبحت مسيرة إدارة النادي تقاس بمدى النجاحات التي حققتها الكرة على مستوى الفريق الأول، دون ما يتحقق على مستوى الناشئين. وقال: “نجاحات الفريق الأول للكرة أو فشله تسيطر على عقل وفكر مجالس إدارات الأندية العربية التي توجه كل إمكانياتها نحو الفرق الأولى فقط وتهمل قطاعات الناشئين ومن هنا بدأت الأزمة في الاستفحال، وهو ما جعل إدارات الأندية توجه كل عملها وتركيزها، والجانب الأعظم من ميزانيتها نحو الفريق الأول، بينما توجه أقل من 3 % من تلك الميزانيات للناشئين، ما يعني غياب الاهتمام الكافي ببناء قاعدة قوية بالمراحل السنية وتخريج لاعبين متميزين ينفعون النادي في المستقبل لتكوين رافد قوي ومنبع ثري يمد الفريق الأول للكرة بمزيد من اللاعبين المتميزين، مما أصاب إدارات بعض الأندية بهوس شراء اللاعبين بسبب أو بدون، متناسين لاعبي النادي الذين ينتظرون بشغف فرصة المشاركة وبات يظهر الأمر على أنه كارثة تدمر مستقبل اللعبة ومقدراتها، وذلك لعدة أسباب منها أن الإدارة يتملكها “الخوف” من المجهول أو من الإخفاق، وتستعجل النتائج وتنظر تحت أقدامها دائماً”. حل وحيد وتابع: “مثل هذه السياسة من شأنها أن تقضي على العديد من المواهب من أبناء النادي كما تعطي دلالة واضحة بإمكانية إلغاء قطاع الناشئين وهو ما ينذر بكارثة محققة، ومن هنا فإني أؤكد أن الإدارات التي تفضل شراء اللاعب الجاهز على بناء قاعدة من أبناء النادي الصاعدين تضر رياضة الإمارات وتقع في أخطاء جسيمة. وقال: “الحل الوحيد في النهوض بكرة الإمارات هو إنشاء أكاديميات لإعداد اللاعبين فنياً ورياضياً وتربوياً وما أتمناه هو إنشاء أكاديمية في اتحاد الكرة الراعي الرسمي لنشاط اللعبة في الدولة وهذا هو حلم كبير أتمنى تحقيقه، حيث أن الأكاديميات تقوم بصقل موهبة اللاعبين وتدريبهم وتعليمهم الالتزام والنظام ولا تقوم بصنع موهبة اللاعب نفسها وأهمية الأكاديمية تنبع من رغبتنا في تكوين جيل من اللاعبين المواطنين الملتزمين الذين تدربوا بطريقة احترافية منذ الصغر وبالتالي يكون ليدنا رافد قوي لدعم المنتخبات المختلفة من مختلف الأشبال والناشئين حتى المنتخب الأول وهذا هو نوع من التطوير للاعب المحترف في الفريق الأول وتعليمه خطوات اللعبة بنظام أو ما يسمى ألف باء الاحتراف. وتابع: “يجب أيضاً الاهتمام بالرياضة المدرسية، مع عدم التسرع في تغيير المدربين في فترة قصيرة وتعارض مواعيد المسابقات مع مواعيد امتحانات اللاعبين مع برامج تدريباتهم حتى لا يتأثر تحصيلهم العلمي”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©