الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين وبداية التراجع عن «الطفل الواحد»

17 نوفمبر 2013 23:19
بدأت تظهر في الصين بوادر أول تراجع واسع النطاق عن القيود المتعلقة بسياساتها الأسريّة ذات السمعة السيئة، والتي تعود إلى ثلاثة عقود خلت وتفرض على الأزواج إنجاب طفل وحيد. ونشرت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء تفاصيل هذا التحول الذي تم اعتماده من طرف الحكومة بداية الأسبوع الماضي إلا أنه ما زال يفتقر للكثير من الشرح والتفسير. وجاء في تقرير الوكالة ما يلي: «تتجه الصين نحو التخلي عن سياسة الطفل الواحد التي تبنّتها منذ عدة عقود، وبما سيسمح للأزواج بإنجاب طفلين إذا كان الأول منهما وحيداً». وظلت بعض تفاصيل هذا الخبر الذي لم يتم الفصل فيه بشكل نهائي غير متوافرة وخاصة فيما يتعلق بالتساؤل حول كيفية تطبيقه ومتى سيبدأ هذا التطبيق الذي يمثل أكبر تحول في المجتمع الصيني. وكان الخبراء قد وصفوا القانون الصيني للإنجاب الذي بقي مطبقاً خلال سنوات العقد الماضي التي شهدت ازدهاراً غير مسبوق للاقتصاد الصيني، بأنه غير منطقي وجائر ويتم تطبيقه على نحو غير عادل بحيث يعاقب الفقراء من مخالفيه ويفلت الأغنياء من العقاب. وغالباً ما كانت تتردد الكثير من الأسئلة المحيّرة التي تتعلق بالطرق التي يمكن اتباعها لتغييره. وقال محللون بأن هذه المؤشرات الأولى للتخفيف من قيود الإنجاب تعود لأن الحكومة باتت مقتنعة بأن سياسة مراقبة الإنجاب التي بقيت مطبقة لزمن طويل لم تعد مناسبة. وكان الزعماء الصينيون قد تبنّوا هذه السياسة بهدف تخفيض عدد السكان في وقت كانت فيه الذكريات المؤلمة للمجاعة التي شهدتها الصين في سنوات عقد الستينيات ما زالت ماثلة في أذهانهم. إلا أن تطبيقها كان يتم بطرق مجحفة واستناداً إلى معايير غير عادلة مثل إجبار النساء على إجراء عملية تركيب اللولب المانع للحمل، وفرض عمليات الإجهاض على النساء الحاملات للمرة الثانية، والرقابة المكثفة للسلطات الحكومية على العلاقات الشخصية. وكان الجميع يوجهون الانتقادات للحكومة بسبب النقص الكبير في عدد النساء بالمقارنة مع الرجال بسبب عمليات «الإجهاض الانتقائي» بحيث يتم الاحتفاظ بالجنين لو كان ذكراً. وخلال العقد الماضي، بدأت القيادة الصينية باختبار طرق مناسبة للتخلي عن هذه السياسة، ودشنت هذا التوجه الجديد بإصدار قانون يستثني الأزواج المولودين من أبوين وحيدين من شرط إنجاب طفل واحد فقط. وأما التوصيات الجديدة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي فإنها توحي بأن الرئيس «زي جينبينج» أصبح يمتلك من سلطة اتخاذ القرار خلال السنة الأولى من وصوله إلى سُدة الحكم ما يكفي لتغيير هذه السياسة وفقاً لما يقوله محللون صينيون. وقال «زياو جونجينج» أستاذ التاريخ في جامعة شنغهاي في حديث مع صحيفة «نيويورك تايمز»، «أصبح زي جينبينج يمتلك من نواصي السلطة بأكثر مما امتلك أي زعيم صيني آخر منذ ولاية دينج زياوبينج». وذهب بعض المحللين إلى أبعد من ذلك في توقع ما سيؤول إليه قانون تحديد الإنجاب في المستقبل القريب. وقال «وانج جوانجزاو» أستاذ علم السكان في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين في حديث مع مجلة «تايمز» اللندنية: «أعتقد أن السماح للأزواج بإنجاب طفلين يمثل خطوة أولى باتجاه تخلي الدولة تماماً عن التدخل في العلاقات الأسرية». وأضاف وانج: «إلا أن هذا التحوّل يعد تاريخياً وذا نتائج اجتماعية مهمة في مجال تغيير موقف المجتمع من صُنّاع السياسات الذين كانوا يقيدون حرية الناس لأكثر من عقد كامل». ويقدّر البروفيسور وانج بأن يؤدي هذا التحول الجديد في سياسة الحكومة إلى زيادة ما بين مليون ومليوني ولادة جديدة في الصين سنوياً، بالإضافة إلى عدد الولادات الحالية الذي يبلغ 15 مليوناً سنوياً. وكان من العجيب أن تسارع وسائل الإعلام الصينية إلى نشر تقرير صادر عن الحكومة ينفي أية شائعات تتعلق بوجود تحول في سياسة الإنجاب بالرغم من أن «تلك الشائعات» صدرت عن وكالة الأنباء الرسمية. ونقلت صحيفة «جلوبال تايمز» عن «ماو كيونان» الناطق باسم الهيئة الوطنية للصحة العمومية والتخطيط الأسري قوله: «يتوجب علينا أن نتمسك بقوة بسياسة التخطيط الأسري». وأشار «ماو» إلى أن هذه السياسة نجحت في تخفيض معدل الولادات في الصين من 33.4 ولادة لكل 1000 امرأة عام 1970 إلى 12.1 ولادة في عام 2012. وأدت سياسة إنجاب الطفل الواحد إلى ظهور جيل تقوم ثقافته الاجتماعية على تلك السياسة التي لم تكن معروفة من قبل. والشيء الذي يبقى غامضاً هو كيف سيكون رد فعل الأسر الصينية من هذا التخلي المفاجئ عن ضوابط الإنجاب. ولقد دلّت اختبارات أجريت في بعض المناطق على أن معدل الولادات بقي ثابتاً أو كان أقل من المتوقع. وبالإضافة لهذا التغير المنتظر في سياسة إنجاب «الطفل الواحد»، تعتزم الحكومة المركزية إغلاق معسكرات العمل التي سبق أن أثارت الكثير من الانتقادات، والتشديد على دور القانون، وتضييق الفجوة بين مستوى معيشة سكان المدن والأرياف. وتخطط الدولة لتغيير نظام التسجيل العائلي الذي أدى إلى ظهور شريحة واسعة من ملايين المهاجرين المحليين المهمشين الذين غادروا قراهم وذهبوا إلى المدن طلباً للتعليم والرعاية الصحية وبقية الخدمات. والآن تضم الصين أكبر عدد من السكان من بين دول العالم أجمع حيث بلغ عددهم 1.361 مليار نسمة عام 2013 أو ما يعادل 19.1 بالمئة من عدد سكان الكرة الأرضية الذي بلغ هذا العام 7.125 مليار نسمة. كاثلين ماكلوجلين بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©