الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستدامة البيئية في الهند

17 نوفمبر 2013 23:20
ربما لا يوجد مكان آخر بالعالم يزخر بالشوارع المزدحمة كما هو الحال في مدينة نيودلهي. تدفقات من السيارات والدراجات والبشر وحتى الحيوانات تمتزج مع بعضها البعض في نسيج لا يمكن تخيله. لآلاف السنين، كانت المياه المقدسة لنهر الجانج وروافده هي مصدر الدعم لمدينة نيودلهي والمدن التي سبقتها. لكن مع استمرار تطور الهند لتصبح واحدة من الاقتصادات الرائدة في العالم، فقد تسبب النمو السكاني السريع وزيادة التحضر في تلوث مياه الجانج حتى كادت تصبح خارج الاستعمال. كما أن تلوث الهواء في الهند يعتبر الأسوأ في العالم، بالإضافة إلى تراكم القمامة في الشوارع حيث تترك بدون جمع لأسابيع وربما لفترة أطول. وعندما سئل الهنود، في إطار دراسة أعدها مؤشر «جرين-دكس» للبيئة عن التلوث الذي لا مفر منه، أجاب معظمهم بأنهم «يشعرون بالذنب بسبب التأثير الذي يخلفونه على البيئة». وتهتم هذه الدراسة بتصنيف الاستدامة البيئية لـ14 من البلدان الصناعية والنامية. إن دراسة «جرين- دكس 2012» التي أعدتها جمعية «ناشيونال جيوجرافيك» تلتقط ظاهرة «السلة المملوءة» هذه على نطاق أوسع: فكلما زاد شعور دولة بالذنب حيال تأثيرها البيئي، كلما زاد سلوكها المحافظ علي البيئة. لذلك، فإنه ليس من المستغرب أن تتصدر الهند، الدولة الأكثر شعوراً بالذنب، قائمة الدول الـ14 التي شملتها دراسة جرين-دكس للمرة الرابعة على التوالي. والواقع أن الدول النامية الصاعدة، مثل الهند والصين والبرازيل، رغم أنها غالباً ما توصف بأنها الأكثر مساهمة في إحداث التلوث لدعم اقتصادها المتنامي، فإنها تحتل دائماً مراتب أعلى فيما يتعلق بسلوكها المستدام أكثر من دول أميركا الشمالية وأوروبا، وذلك رغم تاريخ الدول المتقدمة الأطول في مجال الأنظمة البيئية. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الناس في البلدان النامية يعانون بشكل ملموس من المشاكل البيئية، مثل تلوث الماء والهواء، لذلك فإنهم يتبنون سلوكاً أكثر استدامةً. أما الأميركيون، الذين قيل إنهم الأقل شعوراً بالذنب حيال البيئة، فقد احتلوا أدنى مرتبة في دراسة جرين- دكس للمرة الرابعة على التوالي. وبالطبع، فهناك ما هو أكثر بالنسبة للسلوك المستدام بيئياً من شعور المرء بالمسؤولية حيال تأثيره على البيئة. ويتم تحديد نتائج دراسة جرين دكس بناءً على 65 مقياساً في أربع فئات رئيسية للاستهلاك: المسكن والنقل والأغذية والبضائع. كما تغطي المؤشرات على كل شيء بدءاً من شراء زجاجات المياه وحتى إمكانية شراء منزل آخر من قبل أي شخص. وتصلح العديد من هذه التدابير تحت المظلة الكبيرة لاستهلاك الطاقة. وتأتي الهند في مقدمة الدول التي شملتها دراسة جرين دكس في ثلاث فئات رئيسية من الفئات الأربع، بينما جاءت في المرتبة الثالثة بعد الصين والمجر في فئة النقل. ويأتي الهنود بقوة في طليعة الدول التي شملتها الدراسة فيما يتعلق بفئة الاستهلاك الغذائي، ويرجع ذلك في جزء منه إلي نفورهم الثقافي من استهلاك لحوم البقر. وفي الواقع، فإن 64 بالمئة من هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع في الهند ادعوا أنهم لا يأكلون لحوماً على الإطلاق. وبالنسبة لاستهلاك الدجاج والمأكولات البحرية، جاءت الهند بين الدول، التي شملتها الدراسة، الأقل استهلاكاً كذلك. والغالبية العظمى من الهنود نباتيون، إما باختيارهم أو بحكم الظروف. وكشفت دراسات كثيرة عن الآثار الضارة لتربية الماشية، مثل تلوث المياه بفضلات المواشي، والمساهمة بنحو 20 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم. وأصبح من الواضح أن النظام الغذائي الذي لا يعتمد على اللحوم يمكن أن يكون له تأثير كبير على البيئة. وتساهم هذه التدابير الاستهلاكية إلى حد كبير في تصنيف الاستدامة في الهند. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الهنود في كثير من الأحيان يتناولون الأغذية المزروعة محلياً، وأكثر من ذلك فهم يأكلون الأغذية التي قاموا بزراعتها شخصياً. توري جين كوانتي خبيرة تنموية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©