الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلماتك أبا خلف

كلماتك أبا خلف
1 ديسمبر 2014 00:10
كلماتك سيدي باتت تتراوح في ذهني حتى كادت تستفيق الروح من سباتها العميق لتنظر إلى الحياة من جانبٍ آخر، متأملة ألوانها المزخرفة ورقصات زهور العاطفة على قطرات الندى المتساقط عليها. كلماتك سيدي تأخذني إلى آفاق.. وأحداق.. وأشواقٍ.. واشتياق لمن لمس، وهمس، وكرس، واستلبس الروح حباً ووجداناً.. كلماتك يا «أبا خلف» تتردد في مخيلتي محلّقة بصورتها كالطيور الطائرة تاركة هذه الأرض لتذهب في فضاءاتٍ واسعة، قاطعة مسافاتٍ شاسعة لتبحث عن الأمل المقبل، وبجناحيها تصفق بلهفٍ وشغف. كلماتك يا «أبا خلف» في حينها تستعيد الذاكرة ما بوسعها لتستدرج فكرة أزلية ارتسمت بين الروح والجسد، ثم رتبت، وشذبت، واستلهمت المفردات لكي تنسجها حروفاً مفصلة.. كلماتك يا «أبا خلف» يدرك المرء المتلقي لها بأن الحياة جادت.. وأناطت.. وأحاطت القلب بسور شاهق، باطنه زهور معشوشبة يانعة يافعة، وخارجه أشجار سامقة باسقة كحدائقٌ معلقة.. كلماتك يا «أبا خلف» حين تتفوه بها تصبح حروفها مفاتيح، ومصابيح أنوارها ساطعة كنجومٍ تُضيء الدرب، ليستدل الذين شاموا وهاموا وسافروا في دجى الليل، وغياهيب الظلام.. ومجلسك يا سيدي، كان يُفلتر العقل مما به من شوائب متراكمة في مخيلة الذهن، ليصوغ أفكاراً تنسجم بواقع نمر به ليرتبها ويُهذبها.. ومجلسك يا سيدي، ذو اللون البني الداكن، اليوم ساكن، وكرسيك الفاتح يقف بقرب باب الخيمة، ينظرُ إلى تلك اللوزة متأملاً تلك الملامح، الغائبة، الذاهبة بعيداً في أتون ومزون.. في مجلسك الداكن سيدي، كم صحت منادياً «أبوالريش صغير» وألتفت لك مبتسماً، وتملأني الثقة في نفسي، ثم تتحدث قائلاً وبصوتٍ جهير: «ها هو أبوالريش الصغير، مثل أبيه تماماً.. إلخ» في مجلسك الداكن سيدي، حقاً شعرتُ بالانسجام والالتحام، والالتئام، طالما كانت الفكرة فطرة، وبذرة غُرست فيك، فأحسنت زراعتها، ليجني ويقطف كل من حولك ثمارها. هزاع المنصوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©