الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«السمحة التراثي».. حكايات من زمن الأجداد

«السمحة التراثي».. حكايات من زمن الأجداد
19 نوفمبر 2015 12:33

أشرف جمعة (أبوظبي) مهرجان السمحة التراثي السادس واحة ظليلة من الموروث الشعبي الأصيل وحكايات من زمن الأجداد، حيث شهدت الأيام الأولى من انطلاق المهرجان حضوراً جماهيرياً عارماً من أبناء منطقة السمحة والمناطق المجاورة في حضرة السوق الشعبي الذي يعطي الضمانة الحقيقية لتفوق المنتوجات التراثية وصمودها في ظل وجود المنتوجات الأخرى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات وبدعم من شركة الإمارات العالمية للألمونيوم، ويستمر المهرجان حتى 21 من الشهر الجاري. وجبة الموروث يقول مسؤول القرية التراثية بمهرجان السمحة التراثي السادس أحمد خادم الرميثي: تحتضن أرض القرية التراثية المهرجان وتتوزع الدكاكين التي تعرض بضاعتها المغزولة بأيدي الحرفيات وعديد من المنتوجات التراثية التي تتمتع بجودة عالية في كال مكان، وهو ما يفسر سر الإقبال عليها من قبل الجمهور، مشيراً إلى أن نحو 90 دكاناً فتحت أبوابها منذ انطلاق المهرجان وقدمت للجمهور ما يطمح إليه خصوصاً وأن الأسر المنتجة كان لها حضور مبهر، وهو ما يشجع على بقاء الصناعات الحرفية التي تعبر عن الماضي ويرى أن مركز السمحة نجح في إدارة هذا المهرجان وقدم وجبة متكاملة من الموروث الشعبي وجمع أهل السمحة في مكان واحد فضلاً عن أن المسابقات اليومية أعطت زخماً للمهرجان وشجعت الكثير من الأسر على الحضور، ومن ثم اصطحاب الأطفال الذين يستمتعون كثيراً بركن الألعاب الذي تم إنشاؤه خصيصاً من أجل أن تحصل هذه الفئة على قدر وافر من الترفيه. قيم أصيلة وإلى ذلك، يبين المدير التنفيذي للخدمات المساندة في نادي تراث الإمارات خالد الأنصاري أن المهرجان يسعى دائماً إلى ترسيخ القيم الأصيلة في نفوس الجيل الجديد ويهدف إلى التمسك بالهوية الوطنية، لافتاً إلى أن ربط الناشئة بالموروث الشعبي يسهم في تعميق الحس الوطني ويرسخ لديهم قيم الولاء والانتماء للوطن وللقيادة الرشيدة، ويبين مدير مركز السمحة أحمد الحمادي أن القيم الإماراتية الأصيلة هي عنوان المهرجان، حيث إن المحافظة عليها واجب وطني أصيل. هوية وطنية ويقول مسؤول أول العلاقات الاجتماعية والحكومية بشركة الإمارات العالمية للألمنيوم متعب مطر المزروعي: «إن مهرجان السمحة التراثي السادس يأخذ شكل احتفالية كبرى بالموروث الشعبي بما يحمل من زخم وتنوع في مستوى الفعاليات والبرامج التراثية»، مشيراً إلى أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم تدعم هذا المهرجان من أجل تعزيز الهوية الوطنية وإذكاء روح المورث في النفوس ومن ثم مشاركة أهالي منطقة السمحة في احتفالاتهم الشعبية، ويذكر منسق المهرحان ومسؤول أول العلاقات الاجتماعية والحكومية بشركة الإمارات العالمية للألمنيوم محمد الأنصاري أن المهرجان تقليد سنوي دأب عليه أبناء منطقة السمحة والمناطق المجاورة ويحضره عديد من مختلف الأعمار التي تشارك بقوة في الأنشطة والفعاليات التراثية والوطنية. اليولة الشعبية عروض اليولة لها حضورها المميز في المهرجان، حيث صعد عدد من أبناء مركز السمحة إلى مسرح القرية التراثية وقدموا عرضهم المميز وهم يحملون الأسلحة التراثية القديمة ويدرون في حركات معينة ويرفعون الأسلحة في الهواء بخفة ومهارة، ويرى حربي البريكي أن أبناء مركز السمحة متفوقون في هذا اللون من الشعبي، خصوصاً وأن كل الأطفال الذين أدوا عرض اليولة تدربوا جيداً، لافتاً إلى أن عروض اليولة مستمرة حتى نهاية المهرجان. أشغال يدوية في أحد أركان القرية التراثية التي يقام على أرضها المهرجان، تواجدت مجموعة من السيدات الماهرات في الأشغال اليدوية، حيث العمل على الكاجوجة، ومن ثم صناعة عتاد المطية من الخيوط القطنية والصناعية، بالإضافة إلى صناعة الكثير من الأدوات المنزلية المنسوجة من خوص النخلة وتقول مديرة الأنشطة لنسائية بإدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات فاطمة التميمي أن مركزي السمحة وأبوظبي النسائيين يشاركان في المهرجان هذا العام بعدد كبير من الحرفيات المتميزات التي يقدمن فناً أصيلاً في الغزل يبهر الجمهور ويقدم رسالة عميقة مفادها أن الحفاظ على الحرفة اليدوية التراثية يسهم في الحفاظ على هويتها ويجعلها مادة ثرية للأجيال القادمة تنهل منها على مر الزمن. حرف لا تندثر وتضيف مديرة مركز السمحة النسائي بخيتة قنون أن الحرفيات يقدمن فناً تراثياً رفيعاً، وهو ما يجعل زوار المهرجان يلتفون حولهن ويبادرون بأسئلتهم ويقوم الحرفيات بالإجابة عليهم وفي الوقت نفسه يواصلن غزلهن ويعرفن الجمهور بهذا الفن التراثي الأصيل، حيث إن مكونات البيت الإماراتي القديم كلها كانت مما تغزله النسوة في البيوت في إشارة إلى الاكتفاء الذاتي، وهو ما يلخص حياة الأجداد التي قامت على الصبر وتدبير أمور الحياة بما هو موجود، وتذكر مديرة مركز أبوظبي النسائي منى القمزي أن هذه الحرف لن تندثر طالما أن هؤلاء الحرفيات ينقلن خبراتهن الطويلة في مجال الحرف اليدوية إلى الجيل الجديد، وتبين أن مهرجان السمحة التراثي استوعب المراكز النسائية ووفر الدكاكين التراثية، وهو ما سهل مهمة هؤلاء النسوة. طفلة بزي عسكري ارتدت الطفلة ونده ناصر 11 عاماً زياً عسكرياً في مهرجان السمحة التراثي السادس تضامناً مع أبطال الإمارات وشهداء الواجب في أرض اليمن الشقيق وتذكر أنها بعد تكريمها ضمن فعاليات المهرجان تشعر بالفخر، لكونها ابنة الإمارات وأن وطنها هو أرض التضحيات ومنبت الرجال البواسل الذين هم مبعث فخر وفخار على مدار التاريخ وقدوة أيضاً للصغار. كتب تراثية أحمد الحوسني، مشرف الأنشطة الشبابية في إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات، استغل وجوده في المهرجان بإطلاع طلاب المدارس على الكتب التراثية وأهميتها في بناء الشخصية الفردية ويذكر أن نادي تراث الإمارات لديه مكتبة كبيرة بها كل أنواع كتب التراث، وأن الجيل الجديد يجب أن يتعلم ثقافة القراءة وأهمية الغوص في كتب التراث حتى يعرف ماضيه التليد. مجلس الصغار تحت ظلال إحدى خيم مهرجان السمحة التراثي السادس جلس مجموعة من الأطفال حول غيث المزروعي الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، لكنه يمتلك مهارات الحكي، إذ إنه حفظ عديداً من القصص التراثية القديمة وأراد أن ينقلها إلى بعض الأطفال المشاركين الذين يكبرونه بثلاث سنوات ويوضح هزاع القمزي 10 سنوات أنه أعجب كثيراً بالحكايات التي سردها غيث، وكذلك يذكر خليفة حمد أنه لم يسمع بالحكايات التي أوردها غيث من قبل، لكنها مسلية وتضيء على ماضي الأجداد. حارسات التراث أمام إحدى الحرفيات جلس جاسم الحمادي يتابع مهارتها أثناء غزلها خيوط التلي على الكاجوجة، ويذكر جاسم أنه يستمتع كثيراً بمشاهدة الحرفيات بالمهرجان، خصوصاً وأنهن يمتلكن مهارات خاصة، ويرى أن هؤلاء السيدات حارسات للتراث ولديهن حكايات كثيرة من الموروث الشعبي ومصدر مهم لكي يتعلم الجيل الجديد تراثه. جوائز ومسابقات يقول المشرف الرئيس بمهرجان السمحة التراثي السادس السيد فضالي: «منذ إقامة هذا الحدث السنوي، وهو يحظى بمكانة مرموقة في نفوس أبناء منطقة السمحة، لكن اللافت في هذا المهرجان هذا العام أن هناك إقبالًا كبيراً جداً من الأطفال، حيث اتسع المهرجان لهذه الفئة بإقامة المسابقات وتوزيع الجوائز عليهم، ومن ثم وجود ركن الألعاب الذي يسمح لهم بممارسة ألعابهم المحببة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©