الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهيستيريا» اضطراب ليس له أساس عضوي

«الهيستيريا» اضطراب ليس له أساس عضوي
1 فبراير 2012
كثيراً ما نسمع أن شخصاً أصيب بحالة «هيستيريا». والهستيـريـا أو «الهراع»، مرض نفسي عصابي تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب الحس والحركة. وفي الهستيريا تصاب مناطق الجسم التي يتحكم فيها الجهـاز العصبي المركــزي «اللاإرادي» مثل الحواس وجهاز الحركة، وهذا غير المرض النفسي الجسمي حيث تصاب الأعضاء التي يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي «اللاإرادي». ويطلق البعض على الهستيريا اسم «الهستيريا التحويلية» أو «رد فعل التحويل» أي التي تعني تحويلا جسميا لأمور نفسية نظرا لأنها تعتمد على حيلة دفاعية نفسية أساسية هي التحويل حيث تحول الانفعـالات والصراعـات إلى أعراض جسمية كحل رمزي للصراع. الدكتورة فاطمة الهويش، استشارية الطب النفسي، توضح حقيقة «الهيستيريا»، وتقول: «كثيرة هي الأحداث التي سمعنا عنها، كحوادث الخسارة المالية، والتي على إثرها أصيب بعض المساهمين بنوبات من البكاء الحاد والضحك المبالغ فيه والثورات الكلامية والنحيب والإتيان بحركات غريبة ومضحكة، وسمعنا أيضا عن حالات من فقد شخصاً عزيزاً أو تعرض لخسارة مالية فادحة أو ابتلى بأي نائبة من نوائب الدهر، فتعرض لشلل بيده أو ساقه بعد الصدمة مباشرةً، وحالة المرأة التي شاهدت زوجها يخونها فأصابها العمى. فحسب تفسير علم النفس فان ما تعرضت له تلك الحالات هو ما يطلق عليه بـالهستيريا، والذي قد يظهر على شكل نوبات هستيرية أو شلل هستيري أو عمى هستيري أو بكم هستيري أو فقدان الإحساس الهستيري ويشمل كذلك فقدان الذاكرة والمشي أثناء النوم والتجوال اللاشعوري». تكمل الدكتورة الهويش: «الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب النفسي يحدث لدى الشخصية الهستيرية ولا نستطيع اعتبار هذه الشخصية مرضاً في حد ذاته، لكنها اضطراب في الشخصية يجعل الفرد مهيأ أكثر من الشخصيات الأخرى للإصابة بمرض الهستيريا، ويستدل على اضطراب الشخصية الهستيرية بعدم النضوج الانفعالي حيث يعبر الفرد عن انفعالاته بشكل مبالغ فيه وغير ملائم مع الموقف، فعلى سبيل المثال نجد المصاب بهذا الاضطراب يعانق بحرارة شخصاً يعرفه معرفة سطحية وعارضة ويعاني من بكاء شديد عند التعرض لمواقف عاطفية بسيطة، وضحك مبالغ فيه في موقف شبه عادي، والانبساطية في المزاج فهم منشرحون ومرحون ولا يتحملون الضغوط وسريعاً ما يشعرون بالملل وينشدون الاستحسان والمديح من الآخرين، والأنانية وحب الظهور، ذو الشخصية الهستيرية ينشد الرضا الفوري وينزعج إذا لم يكن محور اهتمام الآخرين ولا يتحمل الإحباط الذي يتعرض له نتيجةً للإشباع المتأخر لرغباته، والقابلية للإيحاء فهم ينقادون وراء أقوال وأفعال الآخرين ويثقون بالآخرين ثقة عمياء ويؤمنون بالبدع ومن السهل التأثير عليهم وإقناعهم. وتتمتع الشخصية الهستيرية بالجاذبية ويحاولون جذب الانتباه والتألق في الملابس والحركات بشكل مبالغ فيه وتستهويهم المظاهر والمباهاة، والقدرة على الانفصال في الشخصية والتمثيلية وتلفيق الأحداث والشخصيات». عن العلاج، تقول الدكتورة الهويش: «هناك العلاج النفسي والذي يهدف إلى الكشف عن العوامل الدفينة اللاشعورية المسببة للأعراض، وذلك باستخدام فنيات التحليل النفسي، ويفيد العلاج النفسي التدعيمي لمساعدة المريض على استعادة ثقته بنفسه وتعليمه طرق التوافق السوي. والعلاج الاجتماعي وذلك بتعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط وعقبات حتى تتحسن حالته. والعلاج العضوي حيث تعطى العقاقير اللازمة لتخفيف حالة القلق والاكتئاب المصاحبة للهستيريا ولرفع الروح المعنوية وأحيانا يلجأ المعالج النفسي إلى استخدام الدواء النفسي الوهمي الذي يفيد مع هذه الحالات. والعلاج الديني فعلى المعالج النفسي أن ينمي الوازع الديني والرقيب الداخلي لدى المريض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©