الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزرعوني: المخرج الموهوب قادر على تحويل الورق إلى صور حياتية

الزرعوني: المخرج الموهوب قادر على تحويل الورق إلى صور حياتية
1 فبراير 2012
رغم أن تجربة هناء الزرعوني في الإخراج والتأليف لا تزال غضة لم يشتد عودها بعد، إلا أنها أثبتت عبر الأعمال القليلة التي قدمتها ما تكتنزه شخصيتها من مواهب وقدرات متميزة، فقد وصف الكثيرون ممن رأوا أفلامها السينمائية التي أخرجتها بأنها أفلام هوليوودية بأيد إماراتية.. وقد استطاعت الزرعوني أن تجمع بنجاح بين عملها كرئيسة شعبة المشاتل في بلدية دبي وبين حبها وموهبتها للإخراج والتأليف والإنتاج السينمائي.. في حوارها مع “الاتحاد” تم تسليط الضوء على تجربتها السينمائية بكل تفاصيلها. أنهت هناء الزرعوني دراسة البكالوريوس في العلوم الزراعية، تخصص إنتاج نباتي من الجامعة الأردنية، وألحقته بماجستير إدارة أعمال تنفيذي من جامعة الشارقة، أما على صعيد الإخراج فقد التحقت بدورات تدريبية متخصصة في الإخراج السينمائي وإنتاج الأفلام السينمائية من جامعة نيويورك للأفلام في أبوظبي. حلم يراودني وتتحدث الزرعوني عن بداياتها في عالم الإخراج السينمائي وتقول: “لطالما أثارت كاميرا التصوير فضولي منذ كنت طفلة، الأمر الذي دفعني إلى اقتناء كاميرا فيديو أوثق بها الذكريات العائلية، وعندما تخرجت من المدرسة شعرت بحب خفي لخوض مجال الإخراج السينمائي عبر دراسته في الجامعة لكنني لم أستطع ذلك، لأن هذا التخصص لم يكن مطروحا في جامعات الدولة في تلك الآونة مما تطلب مني السفر للولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا، وهذا بلا شك أمر مرفوض من قبل العائلة، لذا توجهت نحو رغبتي الثانية في الدراسة وهي الهندسة الزراعية ولله الحمد تمكنت من تحقيق نجاحات عديدة في مجال الزراعة، أولها تكريمي من قبل وزارة التعليم العالي لكوني من الطالبات المتفوقات ومن ثم ترشيحي وفوزي بعدد من جوائز التميز على مستوى بلدية دبي، بالاضافة إلى حصولي على منحة لاستكمال دراستي العليا في تخصص إدارة الأعمال وأنهيته بدرجة امتياز”. وتضيف: “رغم نجاحي وحبي لعملي في مجال التجميل الزراعي إلا أنه ظل يراودني حلم تطوير هوايتي في التصوير لذلك التحقت في عام 2008 بكلية نيويورك للأفلام السينمائية في إمارة أبوظبي، وحصلت على دورة متخصصة في الكلية استمرت لمدة 4 أشهر، تعلمت خلالها أسرار الإخراج وصناعة الأفلام وكانت حافزا لي للبدء في عالمي المفضل، عبر تنفيذ عدد من الأعمال الفنية والفوز بعدد من الجوائز”. «على الطريق السريع» وتبين الزرعوني أن أول فيلم سينمائي أخرجته كان في عام 2009، ويتحدث عن طيش الشباب تحت عنوان “على الطريق السريع”، وتعتبره نقطة انطلاق لها وتجربة متميزة خصوصا أن تنفيذه تم بجهود عائلية وقامت هي شخصيا بكتابة النص وتصوير وإخراج ومونتاج الفيلم، وشاركتها في ذلك أيضا أختها هند الزرعوني التي لها نفس الشغف، وفي ذات السياق تتابع هناء: “هذه التجربة زادت من ثقتي بنفسي حيث إن كل من شاهد الفيلم تأثر كثيرا وأحدهم قال إنه يشاهد فيلما هوليووديا بأياد إماراتية، وبدعم من عائلتي وبتوفير مواقع للتصوير والتطوع سواء في التمثيل أو العمل ككادر فني للفيلم، تكللت هذه الجهود بتتويج فيلمي بالمركز الأول في مسابقة سمو الشيخ ماجد بن محمد آل مكتوم الإعلامية للشباب”. انطلاقة ونجاح وانطلقت المخرجة السينمائية هناء الزرعوني بعد أن أخرجت فيلمها الأول بنجاح إلى كتابة سيناريو لفيلم قصير أسمته “غافة عوشة” والذي لا تزيد مدته عن 13 دقيقة، وترجمت فيه حبها للشجر باعتبارها مهندسة زراعية في عمل سينمائي يخاطب المشاعر الانسانية ويجسد تضحية فتاة صغيرة بحياتها من أجل عائلتها، هذه الفتاة اسمها عوشة من حي شعبي في منطقة صحراوية، ومن أجل إنقاذ أختها المريضة، تقوم بانتظار ساقي الماء “الهاوي” كل يوم تحت شجرة الغاف، حيث تحيطها قسوة الصحراء من كل جانب، وتمضي الأيام ولا تزال عوشه في انتظار ساقي الماء لإنقاذ شقيقتها لكنه لا يأتي وتبقى الشجرة رمزا للتضحية العظيمة، وقد قامت هناء بتقديم هذا الفيلم لشركة twofour54 – بأبوظبي ولاقى النص ترحيبا كبيرا ما أدى إلى تمويله والمشاركة به في مهرجان الخليج السينمائي لعام 2011، كما تم عرضه بصالات السينما ولاقى اهتماما كبيرا من قبل مختلف الوسائط الاعلامية أو من خلال الجمهور مباشرة، حتى أن أحدهم سأل هناء متى ستقومين بإخراج فيلمك الطويل؟! ما دفعها للمضي قدما في عالم صناعة الأفلام. على الرغم من عشق الزرعوني لإخراج الأفلام الروائية إلا أنها فضلت خوض تجارب أخرى تشير إليها قائلة: “لقد قمت بكتابة وإخراج حلقة واحدة لمسلسل إماراتي بعنوان “ما غابت شمس الأمل”، كما قمت باخراج عدد 2 فيديو كليب لليوم الوطني 38 الأول بعنوان “دار الغلا” وتم عرضه على القنوات المحلية في عام 2009 والثاني بعنوان “أمانة يا إماراتي” وتم عرضه في القنوات المحلية في العام 2010، ويمكنني القول إن أعمالي بلغت 19 عملا أهمها “المسكون، وفي عيني ابنتي، الفنان، ترابك غالي يا الإمارات، وشجاعة بلا حدود” ومعظمها منشور على اليوتيوب، وانتهيت من كتابة عمل درامي من 30 حلقة بعنوان “العباية”، وأتمنى أن أجد الجهة الداعمة في إنتاج هذا العمل وأقوم حاليا بكتابة نص لفيلمي السينمائي الثاني والذي يدور حول استخدام الأسلحة البيضاء بين المراهقين وكلي تفاؤل بأن يتم تمويل هذا العمل أيضا حيث إن القصة ذات أبعاد إنسانية واجتماعية هامة جدا”. الفيديو كليب أسهل ومن واقع تجربة هناء الزرعوني في إخراج الأفلام السينمائية والفيديو كليبات أفادت باختلاف عملية الإخراج بينهما فالفيلم السينمائي بحسب هناء يحتاج لتحضيرات أكثر ودقة أكبر في تنفيذه سواء من حيث كتابة النص أو التحضير للفيلم وتحديد مواقع التصوير واختيار ممثلين ذوي خبرة أو ممن لديهم ميول وموهبة في التمثيل لأنك من خلال الفيلم السينمائي تتحدث عن المشاعر الانسانية وبأدق التفاصيل وهذا ما واجهته في فيلم “غافة عوشة”، خصوصا أنه فيلم تقع أحداثه في فترة الأربعينيات من القرن الماضي فاستغرق وقت التحضير للفيلم أكثر من 3 أشهر، حيث كنت أزور المواقع التراثية والصحراوية للتأكد من صحة الاكسسوارات والملابس والديكورات في ذلك الوقت، ومن ثم اختيار الممثلين وطاقم العمل وتوزيع الأدوار، باختصار يجب التأكد من جاهزية كل تفاصيل العمل واستعداد الطاقم لكل طارئ، أما الفيديو كليب فلا يستغرق وقتا طويلا كالفيلم السينمائي، ومعظم التركيز يكون على المطرب أو المنشد، وكل ما على المخرج هو أن يظهر الفيديو كليب بطريقة تتناسب مع إطار العمل، ومن خلال خبرتي البسيطة قمت بالتحضير للعمل خلال أسبوع وانتهيت من التصوير خلال يومين، ما يعني أن تنفيذ الفيديو كليب يعتبر أبسط بكثير من تنفيذ الفيلم السينمائي. تجربة تلفزيونية وتؤكد أنها لا يمكنها أن تصنع نجاح العمل السينمائي أو الدرامي بمفردها، مشيرة إلى أن نجاح أي عمل يحتاج توليفة أو خلطة سحرية لابد من تنفيذها بدقة وهي نص مميز، منتج ذو نظرة ثاقبة، وطاقم عمل مبدع، وأهمهم المخرج الذي تتلخص مهمته في ترجمة الكلمات التي كتبت على الأوراق إلى صور نابضة بالحياة. وتلفت الزرعوني إلى أن لديها أيضا تجربة على صعيد المسلسلات التلفزيونية حيث قامت بالتعاون مع إحدى الشركات الهندية ذات الخبرة الكبيرة في إنتاج الأعمال التلفزيونية بانتاج حلقة “Pilot”، حيث كانت الكاتبة والمخرجة، واكتسبت خبرة مميزة في العمل مع هذا الفريق على حد وصفها، وأضافت أن الحلقة جمعت بين الدراما والكوميديا والاكشن وتم استخدام كاميرا Red التي استخدمت لأول مرة في تصوير مسلسل تلفزيوني، حيث أنها تستخدم فقط في تصوير الأفلام السينمائية، وتم عرض هذه الحلقة على عدد من القنوات المحلية. وحول الصعوبات التي واجهتها هناء في أثناء إخراجها لبعض أعمالها تقول: “أهم الصعوبات التي أواجهها هي إيجاد جهة إنتاج لدعم الأفلام السينمائية، والحمد لله أنه ظهرت في الآونة الأخيرة عدة جهات في إمارة أبوظبي أهمها Twofour54 – ابتكار والتي أنتجت فيلمي الأول “غافة عوشة”، وحاليا أنا في مرحلة التحضير مع شركة سند لدعم الأفلام القصيرة بفيلم بعنوان “الموت الأبيض” وأتمنى أن يثمر التعاون عن إنتاج فيلمي الثاني”. تقنية هوليوودية ولأن لكل مخرج بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره من المخرجين، فإن أهم ما يميز هناء عن غيرها حسبما قالت: “أعتبر نفسي مخرجة إماراتية بنكهة هوليوودية خصوصا من حيث التركيز على أدق التفاصيل بزوايا تصوير متجددة، كما أنني من عائلة محافظة وأعشق تراث دولتي ومن أهدافي المحافظة على هويتي الوطنية فأنا أركز على الأعمال الفنية ذات الطابع الاجتماعي المحلي سواء كانت فيلما سينمائيا أو فيديو كليب أو مسلسلا تلفزيونيا، وأنا على يقين بأن لدينا أرضاً خصبة لانتاج أعمال إماراتية على مستوى عال سواء للتلفزيون أو للسينما”. بين المشاتل والسينما ترفض هناء الزرعوني المفاضلة بين عملها كرئيس شعبة المشاتل ببلدية دبي وعملها كمخرجة سينمائية، لأن لكل منهما مكانة خاصة في قلبها، فعالم المشاتل وإنتاج النباتات هو عمل يخدم مجتمعها بالمقام الأول من حيث المساهمة في تجميل المدينة وتقليل التلوث البيئي، أما الإخراج السينمائي فهو أسرع وسيلة توصل بها أفكارها إلى الناس، كما تحلم أن تتطور في وظيفتها الأساسية في البلدية، وتحلم أيضاً بأن تكتب وتخرج فيلما سينمائيا طويلا ينافس أفلام هوليوود.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©