الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طقوس متخلفة

8 ابريل 2007 02:34
من الإشكاليات والابتلاءات التي أصيبت بها المجتمعات العربية، وما تزال تنخر في جسدها، هي ثقافة ومعتقدات العلاج بواسطة الجن والتخاطب بلغة الجن للشفاء من الأمراض المستعصية، فهذه الثقافة الجاهلة العمياء ما تزال سائدة بين السواد الأعظم من أفراد مجتمعاتنا حتى يومنا هذا، والذي يفترض فيه أن الإنسان قد بلغ مبلغه من العلم والإيمان والتطور التكنولوجي في كل نواحي الحياة، ووصل فيه الطب إلى أرقى مستويات التقدم، إلا عندنا نحن العرب، ما زلنا نعيش تحت وطأة العلاج بالخرافات والشعوذة والدجل والجن والشياطين، ونؤمن بما تمليه علينا ثقافة الزار والموالد وضرب الدفوف، وغيرها من الخزعبلات التي ترسخت في أذهان الناس· فغاب الوعي الديني والثقافي، رغم أن ديننا الإسلامي الحنيف قد نهانا عن مثل هذه الخزعبلات الجاهلية وعن العرافين والدجالين، إذ لا يمكن لأمة مثل أمة الإسلام أن تعيش وكأنها في القرون الوسطى أو في زمن الجاهلية، والغريب في الأمر أن هؤلاء الجن والشياطين لا يتلبسون إلا بأبناء الشعوب العربية، بينما لا تمارس هوايتها هذه مع الشعوب الأخرى، وكأننا نحن العرب فقط الذين خلقنا ليستعمرنا الغرب وتركبنا الشياطين والجن، أو كأن هؤلاء الجن لا يعرفون شعوباً وقبائل سوانا نحن العرب· هذه المجموعة الشيطانية، ممن يطلقون على أنفسهم مشايخ في العلم والطب، إنما هم في حقيقة الأمر مجموعة مشعوذين ودجالين يمارسون طقوساً شيطانية وحركات مريبة بداعي مداواة الناس وفك السحر والعين والحسد عنهم وتخليصهم من الأرواح الشريرة التي تسكن أجسادهم، فأنى لأمتنا العربية، وهي تعيش هكذا حال، أن تمضي وتتقدم للأمام كحال باقي الأمم المتقدمة· المجتمعات العربية اليوم عليها أن تعي ما يدور من حولها وأن تعود إلى رشدها واختيار النهج العلمي في أسلوب حياتها والبحث العلمي القائم على التجربة والبرهان والنتائج العلمية الصحيحة والدقيقة واستلهام التكنولوجيا والعلم بدلاً من الجري خلف طقوس الكذب والدجل، فكل ذلك مؤداه ضياع الفكر وتشتت وفساد المجتمعات، فعلى مثقفينا العرب والمسلمين وعلمائنا الأجلاء شن حملة شعواء ضد هذا التخلف، والعودة بالأمة إلى صوابها ورشدها· حمدان محمد كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©