عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء، الرياض)
قتل العشرات من متمردي الحوثي والمخلوع صالح، أمس، في غارات جوية مكثفة لـ «التحالف العربي» على مواقع عسكرية شرق تعز، أسفرت أيضاً عن تدمير مخزن أسلحة و7 دبابات ومعدات عسكرية ثقيلة أخرى. وقالت مصادر إن القصف تركز على تجمعات في وادي عرش وصالة، ومعسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، إضافة إلى قاعدتين عسكريتين في «الحوبان».
وقال الناطق باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني، إن 27 متمرداً قتلوا في القصف، بينهم 7 في غارات على موقع «المكلكل» في منطقة صالة، و20 في منطقة الحوبان، إضافة إلى تدمير
دبابات ومدفع ذاتي الحركة في موقع «الجعشة» بتبة السلال، ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وموقعين في حي بازرعة ووادي عرش، ومخزن للأسلحة والذخائر في معسكر الدفاع الجوي، وقصف معسكر 22 حرس جمهوري في منطقة الجند.
وقال العقيد عبدالعزيز المجيدي، المسؤول في غرفة عمليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز لـ«الاتحاد»، إن الضربات الجوية دمرت ترسانة كبيرة للعدو، وسمحت بتقدم قوات الجيش والمقاومة في جميع جبهات القتال المحتدمة في تعز منذ الخميس الماضي. وذكر أن قوات الشرعية باتت على بعد 100 متر فقط من بوابة القصر الجمهوري الذي يسيطر عليه المتمردون شرق تعز. مؤكداً أيضاً تقدم قوات الجيش والمقاومة في المواجهات الدائرة في الجبهة الشمالية الغربية للمدينة.
وكشف المجيدي عن خطة عسكرية للجيش لقطع الطريق الرئيس الذي يربط بين تعز والحديدة في خطوة تهدف لقطع إمدادات المليشيات. وذكر أن هناك حشوداً عسكرية وشعبية في طريقها إلى منطقة «مفرق المخا»، في تكتيك عسكري يهدف أيضاً لفصل جبهة الوازعية عن جبهة المخا غرب المحافظة. مؤكداً أن معنويات الجيش والمقاومة مرتفعة جداً، فيما هناك انهيار واسع في صفوف المليشيات على الرغم من تلقيها إمدادات عسكرية بشرية وآلية من إب وذمار وصنعاء.
وذكر مصدر محلي لـ «الاتحاد»، أن المليشيات قصفت بصواريخ الكاتيوشا مبنى السلطة المحلية في منطقة الشقيراء، مركز الوازعية، ما أسفر عن إصابة 17 مدنياً، بينهم نساء وأطفال. وقال إن تعزيزات عسكرية من قوات الجيش والمقاومة وصلت صباحاً إلى البلدة لدحر المليشيات والتقدم صوب منطقة البرح في بلدة موزع المجاورة الواقعة على الطريق بين تعز والحديدة. وأشار إلى ارتفاع حصيلة قتلى المتمردين إلى 172 منذ الخميس الماضي.
وحقق مقاتلو المقاومة أمس مكاسب في المعارك الدائرة في بلدة حزم العدين بمحافظة إب. وقال مصدر لـ «الاتحاد» إن مقاتلي المقاومة سيطروا على جبل أمدة الاستراتيجي والعديد من القرى في منطقة الشعاور والأهمول. كما سيطر مقاتلو المقاومة بشكل كامل على منطقة «عباس» في بلدة ذي ناعم وسط محافظة البيضاء المجاورة.
وقتل قيادي ميداني في جماعة الحوثي واثنان من مرافقيه أمس، بانفجار عبوة ناسفة استهدف مركبتهم في منطقة وادي ثريد بالقرب من مدينة دمت شمال الضالع. كما قتل عدد من المتمردين بغارة جوية للتحالف وقصف مدفعي لقوات الشرعية، استهدفا هدفاً متحركاً وتجمعاً في بلدتي المتون والغيل جنوب محافظة الجوف.
إلى ذلك، وفي زيارة مفاجئة، رأى محللون أنها مهمة جداً، وستؤثر على سير العمليات القتالية، خصوصاً ما يتعلق بتحرير صنعاء، قام نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر، بزيارة إلى مأرب، يرافقه قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول التحالف اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز. وقال مسؤول في المقاومة لـ «الاتحاد»، إن الزيارة هدفت للاطلاع عن قرب على الأوضاع الميدانية وأحوال المقاتلين. وأشاد الأحمر لدى لقائه قادة المناطق والوحدات العسكرية وقادة المقاومة، بحضور محافظ مأرب سلطان العرادة، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد المقدشي، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن ناصر الطاهري، بالبطولات التي قدمها الجيش الوطني والمقاومة في مواجهة الصلف الانقلابي، مشيراً إلى إنجازات قوات الشرعية في مختلف الجبهات، وتقهقر مليشيا الحوثي وصالح أمام الصمود الأسطوري لقوات الدولة.
وقال «إن التاريخ سيسجل مواقف اليمنيين في مواجهة فلول الإمامة، بماء الذهب، كما أن العدالة لن تغفل ما تسبب به هؤلاء من جراحات في جسد اليمن واليمنيين». وأكد إصرار السلطات الشرعية ودول التحالف على استعادة كل مؤسسات الدولة في اليمن التي دمرها الانقلابيون، وبذل كل الجهود لأجل عودة الأمن والاستقرار في اليمن، ووضع حد للمآسي والانتهاكات التي مارستها المليشيات الانقلابية.
وأضاف «إن مأرب والمحافظات المحررة، كانت السباقة في ردع التمرد، وقدمت نموذجاً رائعاً للدولة التي يحلم بها اليمنيون، دولة المؤسسات ودولة العدالة والقانون والأمن»، مشيداً بتكاتف أبناء المحافظة حول السلطات الشرعية، ودورهم مع إخوانهم من المحافظات الأخرى في ردع قوى التمرد والانقلاب.
وأشاد بدور دول التحالف من خلال عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وقال إن هذا الدور الأخوي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وحدة الصف العربي أمام المخاطر والطموحات الخارجية التي تسعى للنيل منه، داعياً منتسبي القوات المسلحة والأمن كافة، من ضباط وصف وأفراد، إلى مساندة قوات الجيش والمقاومة في مختلف المناطق، والانضمام للشرعية، بما يحقق وقف الانتهاكات التي مارستها مليشيات الحوثي بحق المؤسستين الأمنية والعسكرية، وعودة الدولة التي بات بانتظارها كل أبناء الشعب. وقال إن القوات المسلحة والأمن ستكون عند وعدها بالوفاء لثورتي سبتمبر وأكتوبر بحماية يمن السلام واليمن الجمهوري الموحد، مشيداً بدور القبائل اليمنية التي انتفضت في وجه المليشيات، ودعاها إلى المزيد من الالتفاف حول قوات الجيش والمقاومة. وأشاد قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول التحالف، بالتقدم الملموس لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مؤكداً مساندة دول التحالف لليمنيين حتى استعادة دولتهم التي أسقطتها مليشيا الحوثي والمخلوع. وقال «نحن معكم في ميادين الشرف والعزة، وشاركتكم قوات التحالف الدم والروح لإحقاق الحق، وتحقيق الأهداف المنشودة، ويجب ألا نعطي الجماعات الإرهابية المجال للتوسع داخل المجتمع اليمني».
عدد اليوم
