الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شريكي لا يرى فيّ سوى العيوب

شريكي لا يرى فيّ سوى العيوب
23 مارس 2009 00:55
«إنه لا يرى إلا عيوبي»، هذه خلاصة مشكلة كثير من الزوجات، فبعضهن يعتقدن أن أزواجهن لا يلتفتون إلى مزاياهن وجمالهن، بل يفضلون التعامل مع عيوبهن فقط، والنتيجة حياة زوجية لا تحتمل، وتعاسة وقلق، ومشاعر مؤلمة تحول حياة الأزواج إلى جحيم. عندما وجهنا السؤال: «كيف يتعامل زوجك مع عيوبك» إلى ميثاء العبدالله، أجابت بكل وضوح: «لقد حاولت أن ألفت انتباهه، وأن أعوض قلة جمالي بكثرة أناقتي، فأصبحت أبالغ في شراء كل ما يتعلق بالمظهر والشياكة، حتى شعرت أنَّ زوجي لم يعد يرى فيّ سوى أنني امرأة غير جميلة». وبحسب مبارك ياسر وزوجته شهلة إبراهيم،فهما لا يتوقفان عن تبادل الاتهامات، ويجتهد كل منهما في فضح الآخر، وتجريده من أي مزايا، والإعلان للناس أن كل واحد منهما منزه عن أي عيب أو نقيصة، وكل من يراهما يعتقد أنهما في مباراة يحاول كل طرف فيها أن يسجل هدفاً في مرمى الآخر، أو يسدد له ضربة قاضية. كلمة حب من جهته شريف عبدالسلام يصف زوجته بأنها مثل لوح الثلج، قائلا: «زوجتي مخلصة وطيبة، لكنها باردة المشاعر». مضيفا: «أنا إنسان رومانسي، تأسرني كلمات الحب ويسعدني التعبير عن المشاعر، ولكنني لم أسمع من زوجتي، منذ بداية زواجنا حتى الآن، أي كلمة من كلمات الحب والغزل والعشق، كل كلامها عبارة عن «طلبات في طلبات»، لقد عاتبتها كثيراً، وحاولت أن أوضح لها ذلك، ولكنها دائما ترد بعبارة واحدة: إنها لا تحب ترديد مثل هذا الكلام». أما عائشة المشوي فهي ترى أنَّه لا يجدر بالعيوب أن تخترق جدران البيت، لأنَّها أمور تُعالج بالحوار والمناقشة، وعلى الزوج ألا ينسى مشاعر الحب والتقدير التي تكنها له زوجته، جراء بعض العيوب البسيطة التي يمكن التغاضي عنها. على الجانب الآخر تجد سهى عبدالغفور أن زوجها لا يمل من مقارنتها بالأخريات قائلة: «زوجي يجعلني أشعر دائماً أنني مليئة بالعيوب والأخطاء، ويحاول غالباً التقليل من شأني، والانتقاص من قدراتي، أما هو فسيد منزه عن العيوب». وتضيف: «أشعر أنَّ عيناه تريان العيوب والأخطاء التافهة بي، وفي المقابل تكون كلماته جارحة، وإساءته لا حدود لها في هذا الشأن».في المقابل ترى منى حسين أنَّ على كل زوج أن يشعر بالاحترام تجاه زوجته، ويساعد شريكة حياته في التخلص من العيوب التى تضايقه، على أن يكون ذلك بطريقة لطيفة وغير مباشرة، حتى لا تشعر أنها تعاني من عيوب كثيرة، فتهتز ثقتها بنفسها، كذلك يجدر بالزوج أن يعرف انه غير منزه من العيوب والأخطاء، وانه لا يوجد إنسان كامل وخال من العيوب، التي تكون في نظره عادية، ولكنَّها مؤلمة وقاسية بالنسبة للزوجة. أمَّا سالم الدوخي الذي تزوج من امرأة ذات حسب ونسب، فيقول: «في البداية ارتضت بي كزوج، ولكن مع مرور السنين بدأت تعايرني بفقري وعدم قدرتي على تحقيق تطلعاتها التي هي بغير حدود، وباتت لا ترى فيّ سوى الزوج الفقير، وتحاول دائما البحث عن عيوبي لتبدو امام الآخرين ضحية عدم قدرتي على إسعادها. حتى أنَّها لا ترى فيَّ ولو ميزة واحدة، وتعمل على فضحي أمام الجميع، ورغم ذلك أحاول قدر المستطاع أن أؤكد لها أن الإنسان في معناه وليس عيوبه». الجانب النفسي يعلق الدكتور إبراهيم، عثمان أخصائي نفسي، على موضوع النقاش بالقول: «حتى تستمر أي علاقة زوجية لابد للطرفين أن يتغاضيا عن بعض العيوب، لأنَّ أمام إصرار كل طرف على تضخيم عيوب الآخر وانتقاد تصرفاته، سيكون الفشل مصير معظم العلاقات الزوجية. ومن وجهة نظري أنا أرى أن العيوب والمزايا هي أمور نسبية، وقيمة الإنسان في شخصه ومعناه. كما يجدر بالمرأة أن لا تظهر عيوب زوجها امام الملأ، فتلك الأمور فيها نوع من السرية التي يجب الا تخترق جدران البيت وحتى غرفة النوم، فالزوجة الذكية هي التي تنجح في بناء علاقة مبنية على الحب والكفاح، وليس على اكتشاف العيوب والأخطاء»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©