الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وحيداً في الأعلى

12 فبراير 2018 22:40
حينما ترتقي إلى أعلى المناصب في مؤسستك تحس بالحماس لأن جهدك أثمر لتكون على رأس الهرم ولكنك بعد فترة تحس بأنك أصبحت وحيداً في الأعلى. إن المنظر جميل من رأس الهرم ولكنه يسبب انعزال المسؤول عن جذوره وأسباب نجاحه، فبحكم انشغاله يبتعد عمّا يجري في مؤسسته من مشاكل ومعطيات، ولا تصل إليه إلّا معلومات تمر «بفلترات» عما يحصل وبالرغم من أنّ ضيق الوقت يجعل هذه الفلترة ضرورية، إلّا أنّ وجود مجموعة أشخاص ممن يقرّرون «ما يجب وما لا يجب» على المدير الاطلاع عليه وبدون أن «يشعر بذلك» فالمسؤول محاط دائماً بفريق من «التابعين» الذين لا يعارضون ولا يطرحون آراء مخالفة لرأي المسؤول وبالتالي يخلق هؤلاء المسؤولون بيئة مشابهة لهم ولأفكارهم بدلاً من إثرائها بآراء أخرى. وأتذكر المسلسل العربي الشهير «يوميات مدير عام» والأحداث الغريبة التي يتفاجأ بها المدير في مؤسسته حينما يتنكر ويسير في أروقتها ليشاهد أموراً لا تذكر في التقارير اليومية، والمسلسل مقتبس من رائعة الأديب الكبير توفيق الحكيم «يوميات نائب في الأرياف». يجب على المسؤول لتجنب العزلة المشاركة في اجتماعات الموظفين من دون وجود «مدرائهم» ومناقشتهم حول ظروف العمل ورأي العملاء وما هو الأسلوب الأمثل للتنفيذ بحيث تُعطى الفرصة لجميع الموظفين لطرح الأسئلة واستماع المسؤول لمعلومات وانطباعات «غير مفلتره» ويمكنه أخذها بعين الاعتبار. كذلك قامت إحدى الشركات العالمية بفرض ساعات كل أسبوع على المسؤولين التنفيذيين في الشركة للرد على اتصالات العملاء «بأنفسهم» وعمل تقرير أسبوعي لمناقشتها للتأكد من اقترابهم من الواقع. وإذا أردت التأكد من وضعك كرئيس أو مدير عليك أن تسأل نفسك هل يناقشك موظفوك في أفكارك أم يخبرونك ما تودّ سماعه؟ هل أنت على اطلاع بالمستجدات «الحقيقية» في مؤسستك؟ أو أنك تعتمد على «بعض» أعضاء فريقك؟ لهذا ينصح دائماً بتوظيف أو ترقية شخصين أو ثلاثة لتمثيل الرأي الآخر في فريقك للتأكد من أنك أحطت نفسك بكافة جوانب الموضوع عند اتخاذ القرار، لأن عزلة المسؤول جزء لا مفرّ منه في عمل المناصب القياديّة، ولكن بيده أن يتخلص منها أو يزيدها.. وفهمكم كفاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©