الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البطيخة و العرش..!

23 مارس 2009 00:56
سألتني: هل يزيل الحب الحواجز ويذيب الفوارق، وبمعنى آخر هل التكافؤ ضروري لكي تنمو المشاعر وتخفق القلوب عشقاً؟. قلت: هذه النوعية من الأسئلة يصعب إخضاعها لمنطق الإجابة الواحدة الجامعة المانعة، الإجابة عن سؤالك ياسيدتي قد تكون لا قاطعة في حالات، ونعم صريحة في أخرى. مثلاً، بحسابات المنطق كانت المسافة بين واليس سمبسون، والأمير إدوارد الثامن، الذي أصبح ملكاً على امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، أكثر اتساعاً من المسافة بين الأرض والمريخ، كانت الهوة والفوارق بينهما تجعل مجرد التفكير في أن تربطهما علاقة حب تتوج بزواج ناجح سعيد يستمر حتى اخر العمر، كالتفكير في اجتماع المستحيلات الثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفي، ولو سئلت في ذلك الوقت هل يمكن أن يزيل الحب الفوارق والحواجز بين واليس سمبسون التي تزوجت وطلقت من ايرل وينفرد سبنسر، ومن بعده إيرل سمبسون، و الأمير الشاب الوسيم الذي أصبح ملكاً على أعظم امبراطوريات الأرض في ثلاثينات القرن الماضي، لاعتبرت السؤال عبثياً. ولكن الحب انتصر، وتنازل ملك «المملكة المتحدة ودول الكومنولث وايرلندا والهند» عن عرشه لأجل عيون الحبيبة، وعاشا معا في سعادة لم يجفف ينابيعها سوى الأجل المحتوم. ومثال آخر، فقد خفق قلب أستاذة جامعية، حاصلة على الدكتوراه في نباتات الزينة، لبائع فواكه لا يعرف القراءة والكتابة، وكما تقول فقد أحبته بجنون، والحب عندها غاية وليس وسيلة، فهي تحب من أجل الحب من دون التفكير في النتائج أو التداعيات، المهم أن يخفق قلبها لتقرر، وكان قرارها الزواج من بائع الفاكهة الأمي، لتكتشف بعد أيام قليلة أنه يعاملها كما يعامل البطيخ والبرتقال «أبوصرة». حب هز عرشاً وحجب لقباً ملكياً، واستمر وخلده التاريخ، وحب حول عالمة الزهور إلى «بطيخة».. هذه هي الإجابة. الحب، يا سيدتي سلطان، جائر حيناً، عادل أحايين أُخر، الحب شعور مغلف بالحكمة حيناً، وعبثي مجنون أحايين أُخر.. الحب تجربة شخصية ذاتية نستفتي فيها قلوبنا قبل عقولنا، وهي التي تحدد معنى التكافؤ وتأثير الفوارق، وقد تخطئ.. بل كثيرا ما تخطئ، ونستعذب أخطاءها. صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©