الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هولمان ضحية اختلاف القناعات من إدارة لأخرى

هولمان ضحية اختلاف القناعات من إدارة لأخرى
9 ابريل 2007 01:02
تحقيق- ممدوح البرعي: تغيير المدربين بمعدل 13 مدرباً في نصف موسم صار ''ميكروباً'' حقيقياً يتربص بخلايا كرة القدم الإماراتية، حيث يتسلل من فتحات التنفس الطبيعية بأندية الدرجة الأولى وصولاً الى جموع اللاعبين وانتهاء بشرايين المنتخب، هذا السيناريو ليس تضخيماً في القضية، فهي بالفعل ضخمة وتمتد تأثيراتها الى المنتخب وتنسحب سلبياتها على إنجازات ''خليجي ''18 وجهود التطوير، سواء بالتحول من الهواية الى الاحتراف، أو بالرؤى المستقبلية للخصخصة وتحول الأندية الى مؤسسات رياضية قادرة على تحقيق الربح· وبالنظر الى التغييرات التي طرأت على الأجهزة الفنية بأندية الدرجة الأولى (12 نادياً) وحصرها في 13 تغييراً خلال نصف موسم فقط تتضح معالم الشبح الأسود، وبالنظر الى نوعية التغيير تبرز للشبح مخالب وأنياب، حيث عاد عشرة لاعبين من بين الـ13 الجدد الى الساحة بعد أن سبق لهم العمل في الإمارات أومنطقة الخليج، ثم داروا وعادوا، كما لو كانت الأندية بؤرة الضوء التي تجذب ''الفراشات'' الى مصرعها أوالعكس، فالمدربون ''القدامى الجدد'' هم البؤرة التي تجذب الأندية الى مصرعها، وكأنما كل من الطرفين قد حقق المعادلة المزدوجة، فصار في نفس الوقت هو القاتلَ والقتيلَ· هل هناك طوق نجاة؟ إنها الخلاصة التي يستوجب البحث عنها إعادة تشريح القضية بصورة أعمق قدر الإمكان ومن زوايا مختلفة وبرؤى عديدة وصولاً الى توصيفها بدقة واستكشاف أسبابها، ومن ثم يسهل البحث عن حلول· ولأن الوكلاء المعتمدين من اتحاد الكرة والفيفا هم همزة الوصل الغالبة في زواج الأندية والمدربين، ولديهم الكثير من الأسرار غير المعلنة، فقد بدأنا الحلقة الأولى معهم في محاولة للاقتراب من طبيعة هذه العلاقة المتأرجحة، وكيف ولماذا تفشل بعد ''شهر عسل'' قصير وتنتهي حتماً الى الطلاق· سوق مريحة يقول الوكيل المعتمد جاسم السيد: إن سوق الإمارات سوق مريحة للمدربين، ولا إزعاج فيها للمدرب ''التعبان'' والفاشل الذي لا يملك الكثير من الطموح ولا يريد البحث عن مجد وسمعة وشهرة، وغالبا ما تقع الأندية فريسة لهم وتجدهم في المنطقة العربية يدورون ويعودون بخلاف المدربين أصحاب الطموح في أندية أوروبا ممن تقع عليهم الضغوط، سواء من الإدارة أو اللاعبين ويدخلون في منظومة دقيقة محسوبة فيها الكثير من العمل والإبداع، بخلاف الوضع الذي يخلو من أية ضغوط كبيرة هنا، فالناس قلوبها طيبة، والطموح قليل، والحياة مريحة، لذلك يأتي المدرب لكي يقضي بضع سنوات هادئة ولا يغادر المنطقة بسهولة· الأهلي يخرج عن القاعدة وضرب جاسم السيد نموذجاً بما قام به النادي الأهلي مؤخراً في اختيار مدربه الجديد آلان ميشيل بأسلوب مختلف يعد بادرة طيبة لتغيير هذا الوضع السلبي في سوق المدربين الأجانب، وقال: إن الأهلي استدعى سبعة أوثمانية من المدربين المعروفين من اصحاب المستويات العالية ومنحهم تذاكر سفر وإقامات في الفنادق ومصروف جيب، وشكل لجنة لمقابلتهم مدرباً مدرباً، وكان بينهم مدربون عالميون امثال كرانجار مدرب منتخب كرواتيا في مونديال المانيا الاخير، وباكيتا مدرب السعودية في كأس العالم، ويوسف الزواوي مدرب الشعب وغيرهم· وحضروا الى دبي واحداً بعد الآخر منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، وقدم كل منهم عرضاً على شرائط ''سي دي'' لمنهجه في التدريب وقيادة المباريات وانجازاته السابقة، وكيفية ادارته للفريق، واطلع على الفريق وجميع عناصره، وأدلى برأيه في الايجابيات والسلبيات التي وقف عليها واسلوب العمل الأمثل في المستقبل، كما سألته اللجنة عن طموحه مع الفريق وأسلوب دعمه وتطويره وكيفية ادارة العمل والتعامل مع اللاعبين، ودار النقاش وجهاً لوجه بصورة موسعة بهدف التعرف على شخصية المدرب وفكره دون الاكتفاء بالسيرة الذاتية التي تشكل فقط إطاراً نظرياً لا يمكن التعويل عليه، وبالرغم من ذلك فإن فرصة النجاح والفشل تبقى في علم الغيب، لكن الاختيار على الأقل قام على دراسة جيدة بما يزيد من فرص النجاح· وهذه الآلية في البحث عن المدرب هي خطوة ضرورية على طريق النجاح، لأن الأندية تفتقر الى آلية سليمة في البحث ربما تقتصر في أغلب الأحيان على سيرة ذاتية تأتي من هنا أوهناك مع بعض معلومات مسبقة عن المدرب ربما لأنه عمل سابقاً في المنطقة أوبأحد أندية الدولة، وأرى أن آلية الاختيار يجب ان تتغير وتتطور، وهناك تقنيات عالية في هذا العصر تساعد على تحقيق هذا الهدف، وبقليل من الجهد يمكنك معرفة كل شيء عن أي مدرب وشخصيته وانجازاته وسيرته الذاتية ومؤهلاته، سواء كان لاعباً قبل التدريب أو لم يكن، وكلها أمور مهمة ودقيقة· أسرار رحيل شايفر ورفض جاسم السيد ركون الأندية الى نفس المدربين الذين سبق لهم العمل على الساحة، وطالب بالبحث دائماً عن الجديد وقال: إنه من الأجدى أن يأتيك مدرب لم يسبق له العمل هنا ليحمل رؤية جديدة ويعمل على بناء فريق، لا لكي يجلس خمس سنوات ولا يتحرك، واضاف: إن من اسباب رحيل شايفر عن الأهلي أن الادارة اكتشفت أنه يلعب ''الجولف''، ويتأخر عن المران، ولا يوليه الاهتمام الواجب، وإن الادارة في البداية اعتقدت أن التقصير يأتي من جانب اللاعبين، لكنها تابعتهم ووجدتهم ملتزمين، سواء في المران الصباحي أوالمسائي، بينما يتأخر المدرب، وعندما تحرت الأمر وجدته ينشغل بالجولف أكثر من العمل، لأنه عبر السنوات التي قضاها في المنطقة ربما يكون قد أصبح العمل بالنسبة له روتينياً وأصيب بالملل· وأوضح جاسم السيد أن الحصول على لاعب جيد أسهل كثيراً من الحصول على مدرب جيد، لأن دائرة الاختيار اصغر، فاللاعبون حول العالم يعدون بمئات الآلاف وربما الملايين، أما المدربون فهم نسبة محدودة قياساً باللاعبين، وهناك مدربون كبار ليسوا مرتبطين بعقود في هذه الآونة ويمكن البحث عنهم· المفاوض المحترف وعن إحدى معوقات الحصول على مدرب جيد قال: إن المدرب الكبير الذي نجح فترات طويلة يكون العمل معه كبيراً وهو يبحث عن كل التفاصيل الصغيرة، لذلك يجب ان يكون من يتفاوض معه على قدر رفيع من الدراية والمعرفة، وان يكون قادراً على التفاوض باحتراف، وله تجربة طويلة في كرة القدم ويتمتع بشخصية مؤثرة ليصل الى افضل شروط ممكنة في التعاقد، ايضا لا يأتي المدرب الكبير لمدة سنة كما هي حال التعاقدات الآن، ولكن يطلب خمس سنوات، وهو أمر يستحيل على أنديتنا الآن، خاصة مع التكلفة العالية لمثل هذا العقد· واضاف: ان الأندية تلجأ غالبا للمدربين المتوسطين وتدفع عادة ما بين 340 الى 400 الف دولار في السنة الواحدة، وتتعاقد لمدة عام أو اثنين على الأكثر، أما المدرب الكبير فيتراوح سعره بين 700 الف الى مليون ونصف المليون دولار في العام الواحد لمدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام، ويطلب من 30 الى 40% مقدم العقد، ويوزع الباقي على بقية المدة· وبصورة عامة فإن هذه النظرة الاستهلاكية ايضا هي إحدى اسباب فشل المدربين، حيث يتطلب الأمر فترات زمنية أطول أمام المدرب الجيد لتحقيق النتائج المأمولة وإعادة البناء وتكوين شخصيته وتشكيل نائب للفريق، لكن الأندية غالباً ما تتعجل الأمور وتتعامل مع المدربين ''بالمباراة'' أوبالقطعة· وليد الشامسي: الظاهرة تتراجع في الموسم الجديد أعرب وليد الشامسي الوكيل المعتمد عن اعتقاده أن ظاهرة البحث عن مدربين سبق لهم العمل في منطقة الخليج سوف تتراجع خلال الموسم الجديد، مشيراً الى أن الكثير من الأندية تبحث عن مدربين جدد تبدأ معهم العمل مع حلول الموسم بغض النظر عن الاختيارات التي تمت خلال المرحلة الماضية، فهي اختيارات مؤقتة لعدة أشهر، وكانت الأندية مضطرة لاختيار من لهم دراية سابقة بالفريق والكرة الإماراتية· وأكد وليد الشامسي صعوبة الحصول على مدربين كبار في هذه الفترة، لأن الموسم لايزال مستمراً سواء في أوروبا، أوالمنطقة العربية، أوأميركا الجنوبية، وأن الصورة ربما تتغير بعد عدة أشهر مع ختام الموسم· رقم قياسي في الموسم قبل الماضي ضرب جاسم السيد مثالاً على التغييرات الكثيرة التي ربما ضربت رقماً قياسياً غير مسبوق في العالم، مشيراً إلى أنه حصر الموسم قبل الماضي تغييراً طرأ على جميع أندية الدولة دون استثناء فاستبدلت لاعبيها الأجانب ومدربيها دون ان ينجو من هذه المذبحة أحد· وقال: إن الكثير من التغييرات لا تستند الى حجة مقنعة أوسبب واضح، فنادي العين على سبيل المثال تعاقد مع أبوبكر سانجو الذي رحل الى المانيا فاحترف في هامبورج، ثم انتقل الى ليفركوزن وحصل على لقب أفضل لاعب أجنبي في الدوري الألماني، وتعاقد النصر مع البرازيلي فالدير فكان هداف الدوري بلا منازع ومن افضل المهاجمين على الساحة، ثم استغنى عنه فجأة وبلا مبرر· خسائر النصر مع الألماني هولمان قال جاسم السيد الوكيل المعتمد: إن إحدى أهم مشكلات المدرب الألماني راينر هولمان أن إدارة سابقة لنادي النصر هي التي استقدمته وأن ادارة جديدة هي التي تعاملت معه واختلفت الرؤية ووجهات النظر، ولم يستطع المدرب تحقيق نفس النجاح الذي سبق أن حققه مع الوحدة، وكانت الادارة الجديدة أمام خيار واحد ان تكمل معه المشوار حتى منتصف الموسم، واضاف أن عقد هولمان كان لمدة سنة واحدة مقابل 500 الف دولار تقاضى نصفها كمقدم للعقد، والنصف الآخر مقسم على ستة أشهر، فلما رحل حصل على الشرط الجزائي وقيمته شهران، وبالتالي حصل على معظم المبلغ فلم يخسر، بينما خسر النصر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©