السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

23 آية قرآنية تدعو إلى رعاية اليتامى وتهيئتهم للحياة الإنسانية

23 آية قرآنية تدعو إلى رعاية اليتامى وتهيئتهم للحياة الإنسانية
9 نوفمبر 2012
اهتم الإسلام الحنيف برعاية اليتامى، وحث على حفظ حقوقهم المشروعة وتربيتهم وتهيئتهم للحياة الإنسانية الكريمة، حيث أوضح علماء الدين أن القرآن الكريم دعا في 23 آية قرآنية إلى رعايتهم من جوانب حياتهم كافة، كما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث إلى حق هذه الشريحة، في أن الحياة الكريمة، وحث أيضا على القيام برعاية اليتيم حتى يبلغ سن الرشد لأن في ذلك أجرا عظيما من الله ينتظر الإنسان في الدنيا والآخرة مكافأة لمن يقوم بهذه المهمة الجليلة. أحمد مراد ( القاهرة) - حول أهمية رعاية هذه الشريحة أوضح الدكتور عبدالحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر، أن تعاليم الإسلام الحنيف تولي رعاية الأيتام، عناية فائقة استنادا إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة، تحث على الاهتمام بالأطفال الأيتام، وتُبشر الذين يحسنون إليهم بالثواب والأجر العظيم. وقال: اليتامى في المجتمع الإسلامي فئة مكفولة، حيث توصي الشريعة الإسلامية بكفالة اليتيم، وتقديم أوجه الرعاية له سواء فيما يتعلق بالجوانب المادية أو المعنوية، ويتضح ذلك من خلال توجيه الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : “فأما اليتم فلا تقهر”، والقهر هنا يعني التكليف بما لا يطيق لذا يجب علينا أن نبتسم في وجه اليتيم ونرعاه رعاية متكاملة، ولعل من أهم ما يمكن أن نقدمه لليتيم هو الحرص على تعليمه، وتوفير الحرفة أو الصنعة التي تحفظ ماء وجهه وتصون حياته، ولقد ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ــ جيء إليه بلقيط فما كان من عمر إلا أن بين الحقوق التي تجب لهذا الطفل فقال: “هو حر” أي أثبت له الحرية، ونفى عنه الرق والعبودية لغير الله تعالى، ثم قال: “ونفقته علينا” أي من بيت مال المسلمين. تكاليف الحياة وحول الواجب على المسلم نحو اليتامى، أشار إلى أنه لا حرج في أن تربي بعض الأسر القادرة الطفل اليتيم إذا كان أهله لا يستطيعون القيام بهذه المهمة نظرا لارتفاع تكاليف الحياة، فهذا واجب ينتقل إلى المسلمين، موضحاً أن الشريعة الإسلامية بينت هذه الأمور بوضوح من خلال مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم التي توضح معاني البر والتكافل والرعاية لفئة اليتامى، كما أن كفالة اليتيم من الأمور الاجتماعية التي تعود بالخير على فاعلها، فقد أتي رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه قسوة قلبه ويسأله أمرا يعالج به هذه القسوة، فقال النبي:”امسح رأس اليتيم بيدك فإن لك بكل شعرة تمر عليها حسنة”، كذلك بين القرآن الكريم أن الذين يعاملون اليتامى بغلظة فهم على حافة الهاوية فقال الله تعالى: “أرأيت الذي يكذب بالدين فذالك الذي يدع اليتيم” فالنظرة الغليظة والقاسية لليتيم هي إشارة إلى أن فاعلها لا يؤمن بيوم الدين، ومن هنا وجب على المجتمع الإسلامي رعاية اليتامى، وعلى أفراد المجتمع أن يحسنوا إليهم، أي الأيتام، حتى يحسن الله تعالى إلينا في الدنيا والأخرة. منح الحقوق وأما عن تقدير ديننا الحنيف لليتامى، فقال الداعية الدكتور منصور مندور من علماء الأزهر إن الإسلام كرم اليتيم على مدى الدهر، وكان أول دستور منحه حقوقه كاملة من رعاية مادية ونفسية حتى يؤمن له حياة كريمة ومستقرة وهادئة، وقد خصص الإسلام الحنيف لرعاية اليتامى ثوابا عظيما فهو بمثابة جسر للجنة، ولا يشترط في كفالة اليتيم إلا صفاء النية، والرغبة في مرضاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بالسؤال عنهم والعطف عليهم والمحافظة على حقوقهم حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أن تأتي امرأة تبادرني فأقول لها: مالك ومن أنت ؟.. فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي” كما يقول صلى الله عليه وسلم أيضا: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة” وأشار بالسبابة والوسطى، وفي المقابل حذر الإسلام من الاعتداء على حقوق الأيتام فقال الله تعالى: “ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا”، كما ورد ذكر اليتيم في قوله تعالى: “ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى فأما اليتيم فلا تقهر وإما السائل فلاتنهر”. بيت فيه يتيم وأضاف: كل هذا يدل على مكانة كافل اليتيم عند الله تعالى، ومدى كبر أجره وثوابه حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه”، بالإضافة إلى هذا فإن العطف على الأيتام من شأنه أن يورث العطف والرحمة في قلوب الناس، فعلى المسلم الذي يتخلق بأخلاق الإسلام ورسوله أن يتحرى خلق الرحمة في تصرفاته خاصة مع الضعفاء والأيتام، ورعاية اليتيم تعني قيام الراعي له بكل ما يصلحه في دينه ودنياه مثل إطعامه، وكسوته، وتربية بدنه وقلبه، وروحه وتعليمه العلوم النافعة والمعارف المفيدة وتوجيهه للأخلاق الحميدة، والشفقة عليه والتلطف به، وتأديبه وصقل قدراته وإرشاده إلى الميول الحسنة، وتدريبه على تخطي مصاعب الحياة أو تعليمه صنعة أو حرفة يتعيش منها إن كان فقيرا، قال تعالى: “ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير”. وعن جوانب رعاية اليتيم، تقول الدكتورة عفار النجار أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، إنها ليست رعاية مادية فحسب، بل هي رعاية تعني القيام بشؤونه في التربية والتعليم، والتوجيه والإرشاد والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية، من مأكل و مشرب وملبس والعلاج ونحو هذا، و قد أمر المولى عز وجل الإنسان بعبادته وقرنها بالإحسان لأفراد خاصين قال تعالى “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورًا”. إضاءة أشارت الدكتورة عفار النجار أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلى أن لليتامى شأناً مهماً في المجتمع، وإصلاحهم أمر يحتاج إلى تقوى وأمانة وحرص وحزم وقوة، وأن اختار الله اليتم لأفضل الخلق أجمعين محمد بن عبدالله، فحب اليتامى مواساة وفخر بأن يكون سيد المرسلين وإمام المتقين، قد ولد يتيم الأب ثم نشأ يتيم الأبوين فذاق صلى الله عليه وسلم مرارة اليتم وتجرع مشاعره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©