تعد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند أنموذجاً استثنائياً للمجتمعات التعدّدية الناجحة في العالم، ومن شأن هذه العلاقة بالفعل أن تكون قدوة، حتى للدول المتقدمة الكبرى في الغرب?.? فالعلاقات الإماراتية الهندية تاريخية ولها جذورها الممتدة عبر مئات السنين، وهي أيضاً علاقة بين الشعبين تأسست عبر الانفتاح الثقافي والتجاري، وأثمرت عن تفاهم وتقارب سياسي وتبادل تجاري واستثماري خلال العقود الماضية بشكل عام وخلال العقد الأخير بشكل خاص، حتى غدت الهند ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات بعد الصين، وأصبحت الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية، بل هي أكبر الشركاء التجاريين للهند في منطقة الشرق الأوسط. وبفضل تلك الجهود المباركة تُصدِّر دولة الإمارات الآن إلى الهند سلعاً عديدة، مثل النفط والغاز والمنتجات البترولية والمجوهرات والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة والكيمياويات، بينما تتنوع صادرات الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، وهي تتمثل في الموارد الغذائية والمنسوجات والألياف الاصطناعية والقطن والهندسة وآلات المنتجات والمواد الكيمياوية?.? وقد ارتفع الحجم التجاري بين الدولتين إلى أكثر من 60 مليار دولار سنوياً. ويتطلع الطرفان إلى توسيع المجالات، وزيادة حجم التبادل التجاري في السنوات المقبلة بين الإمارات والهند ليرتقي الارتفاع بنسبة 60% سنوياً، ويصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020م، و160 مليار دولار عام 2030م، وهذا ما اتفق عليه الجانبان خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة يوم جمهورية الهند عام ?2017?م?.? كما نتج عن العلاقات الإماراتية الهندية وجود جالية هندية كبرى في الإمارات يتجاوز تعدادها 2,7 مليون هندي، حسب إحصاءات السفارة الهندية في أبوظبي، تتمتع بالحرية والأمان وحرية ممارسة المعتقدات، النابع من معتقدات الدولة التي تتواجد على أرضها أكثر من 200 جنسية.
علي الحوسني - أبوظبي
عدد اليوم
