الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليوا «العاصمة القديمة» مدينة التاريخ والواحات الخضراء

ليوا «العاصمة القديمة» مدينة التاريخ والواحات الخضراء
21 نوفمبر 2011 21:27
ليوا.. مدينة التاريخ والواحات، وهي العاصمة القديمة والحصن المنيع وقلب منطقة الظفرة، التي كانت تصد كافة الغارات التي تقع في تلك المنطقة وتحميها، وكانت المسكن والمشتى والمرعى، وكان أهل ليوا يتنقلون بين الزراعة والرعي والغوص في دلما القريبة منهم، وكانوا بالإضافة إلى ذلك يقومون ببيع بعض إنتاجهم من السمن أو الحطب أو التمر في أماكن أخرى كأبوظبي ودبي والعين وغيرها من المناطق. تقع واحة ليوا في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي وتشكل قوساً يمتد من الجنوب الغربي حتى الجنوب الشرقي في قلب إقليم الظفرة، وتعد ليوا الواحة الأكبر من نوعها في الجزيرة العربية والمدخل إلى الربع الخالي، ويبلغ عدد محاضر ليوا نحو 52 واحة من بينها «النشاش وحفيف وقطوف والهيلة والمارية الغربية»، ويصل ارتفاع قمم الكثبان الرملية من 25 ـ 40 متراً فوق سطح الأرض بأشكال مختلفة منها الهلالية والطويلة. ويوجد في ليوا مجموعة كبيرة من القلاع والأبراج المعروف منها حتى الآن يصل عدده إلى خمس عشرة قلعة وبرجاً متفرقة في واحات، منها ما هو متهدم، ويحتاج إلى تنقيب حتى يمكن اكتشافه، ومنها ما هو موجود حتى الآن وتتم فيه أعمال الصيانة والترميم، من هذه القلاع: قلعة ظفير، وموقب، والغريب، والطرق، وخانور وقلعة حويل أو أم حصن، وقلعة قطوف وقلعة نميل «نهيل»، وقلعة مزارعة، وحمار في البطين وهي أقدم حصن في ليوا ولم يتبق منه سوى أنقاض، وقلعة الميل، وقلعة العد، وقلعة الجبانة، بالإضافة إلى برج ماريا الغربية، وقلعة الهيلة التي لم يبق منها سوى برج اسطواني. القلاع والحصون ومن محاضر ليوا: حميم، بو عوانة، اليارية، موقب، الخيس، نشاش، وذين، اليبانة، يرّة، الثروانية، موصل، قرمدة، نفير، الرايقة، مزيرعة، المارية، عتاب، خنّور، أما المحميات فقد وصل عددها إلى أكثر من 51 محمية طبيعية وتنتشر في المنطقة الغربية 20 محمية طبيعية بقطاع مدينة زايد و11 محمية في قطاع الوثبة و20 محمية في قطاع غياثي. من أشهر القلاع التراثية القديمة في ليوا برج المارية الغربية، وهو عبارة عن بناء حربي يحتوي على مراقب أو مزاغل لرمي السهام والرماح، ولذا كان من الضروري أن تزود أسوار هذه القلعة بعدد مناسب من الأبراج حتى تكون عملية الدفاع عنها سهلة، وتعد الأبراج المبنية بشكل منفرد كبرج المارية الغربية خط دفاع أول وجرس تنبيه يمكن من خلاله الرصد ومشاغلة العدو، ويقع برج المارية في وسط السور الذي يحيط به من كل جانب وأبعاده 22 × 22 متراً، وللسور مدخل رئيسي بارز يقع جهة الغرب، وهو غاية في الجمال لما يتكون منه من عناصر معمارية وزخرفية، كأنصاف الأعمدة، والعقود الدائرية والمسننة، ودكة الجلوس، وتزين أعلى واجهة المدخل المتاريس مثلثة الشكل، ويوجد باب خشبي تزينه زخارف هندسية، والسور المحيط بالبرج يبلغ ارتفاعه تقريبا 3 أمتار مزخرف بأشكال هندسية كالفتحات الدائرية والطولية والمتاريس بغرض الدفاع، حيث كان الهدف الرئيسي من إنشاء القلاع في واحة ليوا هو لحفظ الأمن من الاعتداءات الخارجية بالدرجة الرئيسة، ولكي تكون مقرا للحاكم إضافة إلى إقامة الاحتفالات المختلفة للمناسبات الرسمية والدينية في ساحة القلعة واستخدام القلاع لعقد وإقامة الحدود. قلعة مزارعة أول ما يشاهد من قلاع ليوا قلعة «مزارعة»، وهي عبارة عن قلعة مربعة الشكل لها مدخل واحد من جهة الغرب، وأول ما تلاحظه عندما تقف أمام هذا المدخل هو بروزه إلى الخارج عن جدار القلعة وكأنه أراد أن يكون في مقدمة المستقبلين للزوار وهو يلبس حلة أنيقة، ومن أعلى المدخل نشاهد أنصاف العقود ذات الزخارف المسننة، ونشاهد دكة الجلوس التي تلف جدران المدخل من داخله وخارجه، وترى في عتبة المدخل فتحة مائلة إلى الخارج لتساعد على خروج مياه الأمطار من داخل القلعة وتزين واجهة الباب من أعلى مع الأجزاء العلوية من القلعة الفتحات التي كانت تستخدم كمزاغل وسقاطات لرمي السهام والرماح على أي مهاجم، ويراقب من هذه الفتحات تحركات الأعداء، يوجد في نهاية جدران المدخل من أعلى مع نهاية جدران القلعة الشرفات المسننة أو المتاريس التي يستخدمها المحارب كستار واقٍ له من الأعداء، وفي نفس الوقت لإطلاق الذخائر على المهاجمين. كذلك توجد قلعة قطوف، وهي قلعة مربعة الشكل لها مدخل واحد من جهة الغرب، ومدخلها البارز عبارة عن تحفة معمارية لما يحتويه من عناصر معمارية وزخرفية. ويعلوها تاج دائري الشكل مزخرف من أعلى بزخارف مسننة غاية في الجمال والإبداع. اهتمام كبير حظيت منطقة ليوا باهتمام استثنائي من لدن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ حتى قبل أن يتسلم مقاليد الحكم، وأخذ على عاتقه تطوير المنطقة، وبدأت عمليات التعمير والزراعة في ليوا وفى محاضرها. وفي ظل دولة الاتحاد، تحولت ليوا إلى واحة خضراء وسط الصحراء القاحلة، حيث أنشأت المزارع، وبنيت المساكن الشعبية في مختلف المحاضر، وتوزيعها على السكان، وتزويدها بالماء والكهرباء مما أسهم في جعل أهل المنطقة يستقرون بها ويرتبطون بالأرض ويزداد تعلقهم بها. ومن المشاريع الزراعية الرائدة التي تمت في ليوا مشروع التشجير وزراعة النخيل في الخريمة. مزاينة الرطب يقام مهرجان سنوي في المنطقة الغربية في محاضر ليوا يسمى «مهرجان مزاينة الرطب» لاختيار أجود أنواعها، وهذا يدل على اهتمام أبناء المنطقة الغربية بزراعة النخيل والعناية بها وبثمارها. كذلك تزايدت الثروة الحيوانية بصورة كبيرة في المنطقة الغربية كما في غابات الوضيحي والحيما ووادي غزلان وخبو الدهس والبابو الحلوة والفلاحية وجبل الظنة وبدع هزاع، كما تمت زراعة 42 ألف هكتار من الأشجار الحرجية، بالإضافة إلى زراعة 2000 هكتار بمدينة زايد عبارة عن أحزمة خضراء. مشاريع الغابات انتشرت في محاضر ليوا مشاريع الغابات التي تضم عدة غابات مثل غابات ليوا، وغابات شامخة، وغابات امتداد بدع خليفة وغابات الأربعين، بالإضافة إلى مشاريع مجموعة طريف والتي تضم الأحزمة الجانبية المقامة على جانبي طريق أبوظبي السلع، وغابات السلمية، ومشاريع مجموعة الطوي، وغابات الوضيحي حيث تنتشر فيها آلاف من الغزلان التي كانت مهددة بالانقراض، كما تنتشر فيها أشجار الأراك والسمر والكونو كاربس والسدر والسلم والغاف والقرما والسنيوفيلا، وكلها أشجار تتأقلم مع المناخ الصحراوي الحار إلى جانب تحملها للملوحة العالية. الحياة العصرية تنامت الإنجازات والمشاريع التنموية في المنطقة الغربية على كافة قطاعات ومناحي الحياة طيلة العقود الأربعة الأخيرة في ظل دولة الاتحاد، وشهدت المنطقة اهتماما كبيرا بمشاريع البنية التحتية من طرق ومحطات للمياه والكهرباء، وبناء العديد من المشاريع السياحية، والمساكن الحديثة، والمساجد والمدارس والأسواق، بالإضافة إلى مستشفى حديث، وفندق وشاليهات سياحية لزائري المنطقة الغربية، وافتتح في أكتوبر 2009 منتجع قصر السراب الصحراوي، كأول منتجع يتم بناؤه بين الكثبان الرملية الذهبية في قلب صحراء ليوا في الربع الخالي، وهي أكبر الصحاري الرملية في العالم. ويشكل «قصر السراب» معلماً سياحياً متميّزاً، وقد صمم كقلعة قديمة شامخة، يمزج بين نسيج نادر من الأناقة الملكية والرفاهية المعاصرة، ويبرز للعالم تقاليد وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة وجذورها التاريخية في أحد أروع المناطق الطبيعية في الدولة. ويشكّل المنتجع تحفة معمارية شاهدة على أمجاد الماضي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©