الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحقن بالأسمنت الطبي» التقنية الأحدث والعلاج الأمثل لهشاشة العظام

«الحقن بالأسمنت الطبي» التقنية الأحدث والعلاج الأمثل لهشاشة العظام
18 نوفمبر 2013 19:23
لمعرفة ماهية وآلية وجدوى حقن العظام بالأسمنت الطبي، يتعين الإشارة إلى وَهَن العظام أو ما يعرف بـ «تخلخل العظم»، وهو مرض روماتيزمي يسببه انخفاض كثافة العظام أو رقاقتها بالهيكل العظمي. وهي حالة تصيب نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين على وجه التقريب، وعادة ما تكون هذه الحالة مصحوبة بآلام شديدة، وتجعل المصابين بها أكثر عرضة للكسور. وإذا كانت العظام عبارة عن نسيج ضام صلب يشكل هيئة الجسم وتحمله وتكوين، فإن أحد أهم أسباب ظهور هشاشة العظام في الشيخوخة قلة «الكالسيوم» في الجسم. (أبوظبي) ــ يعد مرض هشاشة العظام أكثر أمراض العظام انتشارا في العالم، وتكمن خطورته في أنه ليس له أعراض مرضية واضحة، لكنه يسبب ضعفا تدريجيا في العظام مما يؤدى إلى سهولة هشاشتها وكسرها. وتمثل النساء نحو 80% من المصابين به، ويسبب كسورا في حوالى نصف النساء بعد سن الـ 50 عاما، بسبب قلة الكتلة العظمية لدى النساء مقارنة بالرجال في نفس المرحلة العمرية، إضافة إلى دور الهرمونات الأنوثة والدخول المبكر في سن اليأس، نظراً لما يسببه هورمون «الإستروجين» عند النساء في تقليل ذوبان الكالسيوم بالعظام وينشط نموها، لهذا يقل إفرازه مع تقدمهن في السن مما يقلل كثافة العظام وظهور الهشاشة. ومن التقنيات الحديثة التي سجلت نجاحات ملموسة على نطاق واسع لمعالجة هشاشة العظام، وكسورها وأورامها، ظهر ما يعرف طبياً بـ «الحقن بالأسمنت الطبي»أو «بدائل العظام» ولا سيما في جراحات المفاصل والفقرات وكسور العمود الفقري. طفرة طبية الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، ومدير مركز إكسترا الطبي في أبوظبي، يوضح حقيقة «الحقن بالأسمنت الطبي» أو الحقن الأسمنتي للعظام المصابة بالهشاشة أو الكسور، ويقول: «إن المشكلة التي تواجه كثيرا من الناس من الجنسين بعد سن الـ 50 مرض هشاشة العظام والأورام المرتبطة بالعظام والعمود الفقري والنخاع الشوكي. وهذه المجموعة من المرضى يكونون في مرحلة متقدمة في السن، وعادة لا يتحملون العمليات الجراحية التقليدية، ومن ثم كانت الطفرة الطبية التي حدثت في العقدين الأخيرين، ونجاح عمليات التدخل الجراحي المحدود، بعد الاعتماد المتزايد والنجاح الذي حققته جراحات المناظير الدقيقة، ولا سيما في جراحات العظام والعمود الفقري، والتي توجت بطريقة الحقن بالأسمنت الطبي، حيث يتم حقن مادة الأسمنت الطبي أو بدائل العظام داخل الفقرة المصابة أو في بعض الحالات تستخدم كوقاية من الإصابة بالهشاشة، واستخدم في جراحة المفاصل منذ أكثر من ستين عاما من دون حدوث مشاكل، ثم تطور هذا الاستخدام خارج نطاق الفقرات، حيث تم استخدامه في كسور الركبة والحوض وعظمة الكعب على نطاق واسع، ثم استخدمت هذه التقنية لأول مرة في حقن الفقرات عام 1993 في فرنسا، وتم نقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وشاع استخدامها منذ عام 2000، لكن لم تستخدم خارج نطاق العمود الفقري، أوفى مجال الأورام إلا منذ ثلاث سنوات تقريباً». استخدامات يكمل الدكتور الأسيوطي: «إن هذه الطريقة تستخدم في علاج حالات هشاشة العظام التي تسبب كسراً في الفقرات، وهذا شائع عند حدوث إصابة بسيطة أو من دون إصابة تؤدى إلى كسر في الفقرة، وكذلك في حالات حدوث أورام داخل الفقرات قد تؤدى إلى حدوث كسر في الفقرة أو ضغط على العمود الفقري مما يؤدى إلى شلل في الأطراف. فبعد تشخيص الحالة بواسطة الأشعة العادية، أو بالرنين المغناطيسى، والفحص الإكلينيكي، تتم عملية الحقن الأسمنتى للفقرة المصابة بمادة أسمنتية طبية ـ ذات مواصفات خاصة من حيث اللزوجة والقوام وبكمية محسوبة بدقة شديدة ـ داخل جسم الفقرة بواسطة منظار وجهاز التداخل الإشعاعي، لعمل ثبات لجسم الفقرة وأيضا إزالة الألم، ومن مميزات هذه الطريقة أنها تتم تحت المراقبة الدقيقة بجهاز الأشعة التليفزيونية، والمريض بكامل وعيه تماماً، ولا يحتاج سوى مخدر موضعي لدقائق معدودة، وحيث يسمح له بالعودة إلى منزله في نفس يوم الحقن، وحيث يمتاز الحقن الأسمنتي الخاص بالفقرات بالأمان، ولا ينتج عنه أية مضاعفات أو ارتفاع في درجة حرارة المريض، وسريع التأقلم والتفاعل مع أنسجة الجسم، ويظل مع المريض طوال حياته من دون أية متاعب، ويمكن إعادة الحقن إذا حدث كسر في فقرة أخرى، كما يمكن حقن خمس فقرات مصابة في اليوم الواحد بدرجة أمان كاملة». استخدامات ونتائج فورية تجرى عملية اختبار مسبقة لتقبل الحقن الأسمنتي للمريض، كما أن النتيجة الفورية للحقن الأسمنتي هو اختفاء الألم، وبعد ذلك تتحسن حالة المريض في المشي والحركة تدريجياً، لكن يلاحظ عدم استخدامه للأطفال ولا يمكن استخدامه في علاج الكسور، لأنها لا تؤدى للنتيجة المرجوة منها، لكن يمكن استخدام هذه التقنية في حالة زيادة فعالية التثبيت المستخدم بواسطة الشرائح والمسامير للاندماج، وزيادة قدرة المسمار على الاندماج داخل العظام، ويأتي بنتيجة تصل إلى حوالى 90%، ولا توجد أية أعراض جانبية إلا عند الاستخدام الخاطئ أثناء الحقن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©