الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات لا يحتفلن بعيد الأم أمنيات وأحلام تجهضها الغربة

أمهات لا يحتفلن بعيد الأم أمنيات وأحلام تجهضها الغربة
23 مارس 2009 01:06
تستقبل الأمهات عيد الأم في 21 مارس من كل عام بمشاعر وانطباعات خاصة، ويأخذ الاحتفال بهذه المناسبة أهمية خاصة أيضاً عند الأطفال والصغار، فما أسعد الأمهات وهن يعشن يومهن وعيدهن ويقرأونه في عيون وفرحة أبنائهن وهم يتسابقون نحوهن للتهنئة وتقديم الهدايا والاستمتاع بالمناسبة بشكل استثنائي، في الوقت ذاته نرى أمهات يعشن هذه المناسبة بشكل آخر. أمهات يكتمن ألمهن وحزنهن وحرمانهن وهن يعشن بعيداًعن أطفالهن في هذا اليوم كما هي أيام السنة، إنهن الأمهات العاملات اللاتي أجبرتهن الحياة على البعد عن أسرهن وأطفالهن من أجل العمل، ولتأمين مصدر للعيش يؤمن حياة أفضل لهن ولأسرهن. إيمي، من الجالية الفلبينية، تضع يديها على عينيها خجلاً من الأسئلة التي وجهتها إليها كأم هذه المرة، وليس بصفتها خادمة في المنزل الذي تعمل به. عيد الأم الجديد يحل عليها ويستدعي الدموع إلى عينيها وهي بعيدة عن أمها وطفلها، وتقول: «لم أحتفل يوماً بعيد الأم، ولم أكن أسمع عنه، فقد تعرّفت على هذا العيد عندما جئت إلى الإمارات للعمل في بيت مخدومي». ويختفي خجلها تدريجاً وتقول: «أنجبت طفلي الأول العام الماضي، وبعد ولادته ببضعة أشهر حصلت على فرصة العمل في الإمارات، وتركت ابني لدى أمي في الفلبين، وهو في أمان هناك، لكنني كم كنت أتمنى أن يكون معي في مثل هذا اليوم». رغم ذلك لا تخفي حزنها لأنها لا تراقب نموّه، يكفيها ما حفظته عنه قبل سفرها، «فتتذكر»:»إنه كان صغيراً جداً عندما أتيت إلى الإمارات، كان بحجم هذه الدمية، ومؤكد أنه كبر قليلاً الآن». وتقول إيمي: «علاقتي بابني تقتصر على الهاتف، ولا أسمع عبره إلا صوت صراخهً وبكائه، وأكتفي بالاطمئنان عن حالته من والدتي». يايات سليمان «36 عاماً»، إندونيسية الجنسية، عند حديثنا معها وجدناها تتكلّم العربية بشكل جيد، وتشعر في البيت الذي تعمل به كأنها بين أهلها، لكن ينقصها شيء واحد هو أطفالها، فآخر مرة رأتهم فيها كانت منذ أربع سنوات. وهي تعرف عيد الأم، ومكافأتها وهديتها هذا العام من العائلة التي تعمل عندها السماح لها باستخدام الإنترنت ومحادثة أولادها في عيد الأم. وبسعادة واضحة تخبرنا عن أحلام كلّ منهم، فابنها الأكبر يريد أن يصبح طبيباً، تقول ذلك فيما تخرج صورةً من جيبها لا تفارقها للابن الأصغر، وتنظر إليها بفرح مفرط، وتردف: إنه سيلتحق بالجيش عندما يكبر، لأن شخصيته تشير إلى ذلك رغم صغر سنّه». وتؤكد ريتا جنغر «30 عاماً» أن في بنجلاديش يحتفلون بعيد الأم، عندما سألناها عن أولادها قبل أن تجيب بلهجتها العربية المكّسرة «صبي واحد.. بنت واحد». وتقول إنها تتمنى لو تستطيع قضاء كلّ الوقت مع أولادها، وإذا كان هذا اليوم عيداً للأم، فلا شيء آخر في العالم قد يرضيها أكثر من احتضانهم». علما بأن طفلَيْ ريتا هما من دفعها للعمل بعيدا عنهما لتستطيع إعالتهما، ومع وجود مشاكل عائلية في وطنها. كانت تتمنى لو تستطيع إحضار أولادها للعيش معها، لكنّ هذا لم يكن ممكنا «والأفضل لهما أن يبقيا في المدرسة»، على حد قولها. على عكس الحالات السابقة، دنيا داريب ليست أماً، لكنها في الأساس لم تكن تعرف أن للأمهات عيداً، ولم تسمع عن تاريخه في حياتها. تقول: «في الفلبين لا نعرفه، توضح معربة عن إعجابها بهذه الفكرة التي زادت شوقها إلى أمّها: «لو كانت معي هنا، لاحتفلت بها وعبرت لها كم أحبّها فأنا أشتاق لها كثيراً». رغم سعادة «دنيا» في عملها تقول: «أشعر كأنني فرد من العائلة التي أعمل لديها»، والدليل أنهم أخبروني عن عيد الأم وأتاحوا لي إرسال هدية إلى أمي بهذه المناسبة، وقد كتبت رسالة صغيرة في هديتها لأعرفها بمعنى هذا العيد»، مضيفة: «إنني عندما أصبح أماً سأصر على البقاء إلى جانب أطفالي»، وتضم يديها إلى صدرها لتعبّر عن رغبتها بأن يكون عندها عائلة وأطفال، وأن تصبح أماً، يحتفل العالم كله بعيدها. أما لانا سوما ايه دى، في هذا اليوم تتمنى أن تكون بجانب والدتها وتقول: «إنني أشتاق إلى والدتي دائماً وكثيراً، وهذه المناسبة جعلتني أرسل لها هدية منذ شهر وهي عبارة عن قلادة من الذهب وهي تستحق أكثر من ذلك ولكن ما باليد حيلة فالمال قليل، وهذه الهدية يكفي أنها تعبر عن مدى حبي لها وتقديري لما قدمته لي من رعاية واهتمام وتربية»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©