الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاعر.. وانطباعات

23 مارس 2009 01:06
إننا نقترب من قلب الحقيقة عندما نقول: إن كل طفل هو خليط فريد ومتميز في الصفات، بعضها يغتبط به الآباء وبعضها يقفون أمامه محايدين، والبعض الثالث من هذه الصفات يتألم له الآباء. وطبعاً هذا المثال، يمكننا أن نطبقه أيضاً على حياتنا خارج الأسرة. فعندما تتوافر لإنسان ما بعض الصفات التي نعجب بها فإنها تحجب عن عيوننا ومشاعرنا صفاته الأخرى التي قد تضايقنا لو عرفناها، والعكس أيضاً صحيح، فإن أي صفة مزعجة لنا نراها في شخص ما قد تمنعنا من رؤية صفة رائعة في هذا الشخص. لا أحد منا تظل مشاعره ثابتة بشكل دائم نحو أي إنسان، وإذا أردنا المزيد من الصراحة، فإن معظمنا على سبيل المثال، يشعر بالضيق من تصرف أحد أعضاء أسرته في يوم ما، في حين أن هذا التصرف نفسه لم يشعره بالضيق في اليوم السابق. إنني شخصياً أحس في بعض الأيام أن معظم من التقى بهم من الناس جذابون. وهناك أيام أخرى يبدو لي أنني أنفر من كل من التقى به. المسألة إذاً تتوقف على الحالة المزاجية، وأنا أعرف عدداً من الآباء والأمهات كانوا يعلنون نقدهم الدائم لأحد أطفالهم لعدة سنين، فكل أفعاله من وجهة نظرهم خاطئة، وفجأة تغيّر إحساسهم نحو هذا الطفل وأصبحوا معجبين به غاية الإعجاب، ولا يمكن أن نفسر هذا التغيير الكامل في معاملة هذا النوع من الآباء لأبنائه، إلا أن الابن نفسه تغير تغييراً كاملاً.. قد يكون الابن قد تغير تغييراً طفيفاً في سلوكه الذي كان يلومه عليه والداه، ولكن التغيير الكامل حدث أصلاً للوالدين. لذلك نقول إن هذا الإحساس بالاغتباط بصفات الطفل الجذابة، يقابله أحياناً بعض صفاته التي تضايقنا.. إنها مسألة ذاتية.. جداً وقابلة للتغيير والتبديل من فترة إلى أخرى. ولنسأل أنفسنا: «ما هي بعض جذور أحاسيسنا السلبية والإيجابية؟ لماذا نكره بعض صفات الابن و نحب بعض الصفات الأخرى؟». عموماً، نحن نتمنى أن نجد في طفلنا الصفات التي أراد لنا آباؤنا أن نكتسبها، والتي نجحنا في أن نتعلمها وأصبحنا نعتز بها، وكل أسرة تصب كل اهتمامها على خصال محددة تجعلها أهدافاً يجب أن يصل إليها الأبناء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كل فرد في مراحل نموه يختار مثله العليا الخاصة به على أساس الأفكار والصفات التي يعجب بها في أفراد أسرته الذين يحبهم. فإذا تجلت هذه الأفكار والصفات في أبنائه، فذلك مما يسعده تماماً. وبالعكس، فإن كل أسرة تستنكر بعض الصفات وتراها غير مرغوبة فيها، وتعتبرها ضد المثل العليا، وينتقل هذا الاستنكار من جيل إلى آخر. خورشيد حرفوش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©