الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الخبز تعاني ارتفاع أسعار القمح

صناعة الخبز تعاني ارتفاع أسعار القمح
7 مارس 2008 01:26
قبل سنتين فحسب، لم يكن أحد من محللي الأسواق العالمية للمنتجات الغذائية يتوقع أن تشهد أسعار القمح وبقية الحبوب المستوى العالي الذي بلغته الآن· وبين بداية عام 2007 ونهاية شهر يناير 2008 ارتفع سعر القمح الصلب في سوق مينابوليس للسلع الغذائية خمس مرات، وقفز خلال هذه الفترة من 4 دولارات للجوال إلى أكثر من 20 دولاراً· وكان لا بد لهذا التطور السريع أن يصيب قطاع الصناعات الغذائية بنكسة حقيقية وللدرجة التي دفعت اتحاد صناعيي هذه المواد لتوجيه التماس للحكومة الأميركية بتقديم الحوافز لمزارعي الحبوب لدفعهم إلى زيادة الإنتاج· وفي إطار البحث عن الحلول العاجلة لهذه الأزمة المستعصية، اقترح بعض الصناعيين الأميركيين فرض القيود الصارمة على تصدير الحبوب إلى الخارج· وقال تقرير نشرته صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' إنه وبالرغم من أن مثل هذه الاقتراحات لا يمكن أن تلقى القبول على المستوى الرسمي، إلا أنها تعبّر بصدق عن القلق العميق الذي يساور أرباب صناعة المواد الغذائية الأساسية وخاصة الخبز والأعلاف الحيوانية· ولعل من الغرابة بمكان أن يتذكر مزارعو الحبوب الأميركيون كيف كانوا قبل سنوات قليلة فحسب يشكون من الانخفاض الكبير في أسعارها بسبب الإنتاج الزائد الذي كان يفوق الطلب بمرات· ولكنهم فوجئوا اليوم بالارتفاع الهائل في الطلب على منتوجاتهم وبما أدى إلى رفع الأسعار إلى مستويات ما كانوا يحلمون بها· ويعزى السبب الرئيسي لهذا الارتفاع إلى استهلاك كميات هائلة من الحبوب في صناعة الوقود الحيوي· ومن المنتظر أن يجتمع أرباب صناعة الخبز والمواد الغذائية في الولايات المتحدة لاتخاذ قرار بتجنيد كافة عمال المخابز والمصانع في مسيرة احتجاجية تنطلق في واشنطن خلال شهر مارس الجاري للمطالبة بالتخفيف من تصدير القمح الصلب· وسوف يشارك في هذا الاجتماع شركات ومجموعات كبرى مثل (ساره لي كوربوريشن) و(كيلوجز كومباني) و(إنترستيت بيكريز كوربوريشن)· وكانت العقود الآجلة لتسليم شهر مارس الجاري من القمح الأحمر الصلب قد سجلت في شهر يناير الماضي ارتفاعاً بمعدل 28% إلى 19,88 دولار للجوال مما دفع الأرجنتين إلى تأجيل تنفيذ عقود التسليم إلى أبعد مدى تسمح به الاتفاقيات من أجل ضمان التموين المحلي أولاً· وفي شهر يناير الماضي، اقترحت رابطة أصحاب المخابز في الولايات المتحدة على الحكومة تخفيض صادرات القمح من أجل ضمان تلبية الطلب المحلي، إلا أن محللين أشاروا إلى أن أي إجراء احترازي من هذا النوع من شأنه أن يحدث تأثيراً سلبياً قوياً على الأسواق العالمية للمواد الغذائية برمتها· وجاء في تقرير نشرته وكالة أسوشييتدبرس على موقعها الإلكتروني أن الأميركيين قبلوا على مضض الارتفاع التدريجي الذي كان يطرأ على أسعار البيتزا بسبب الارتفاع المتواصل الذي شهدته أسعار الجبن في الولايات المتحدة؛ إلا أنهم بدأوا الآن يصرخون من تضاعف أسعارها عدة مرات بسبب ارتفاع أسعار القمح أيضاً· وكان لارتفاع أسعار النفط أثره الكبير على زيادة تكاليف إنتاج المحاصيل الزراعية بكل أنواعها· ولا يكاد يمر يوم واحد دون أن يسجل سعر القمح سعراً قياسياً جديداً بسبب النقص المتواصل في المعروض وامتصاص المخزون العالمي منه من قبل دول ذات شهية عالية على الاستهلاك وعلى رأسها الصين· وقفز سعر جوال القمح خلال الأيام الأولى من شهر مارس الجاري إلى 25 دولاراً للجوال فيما كان سعره قبل سنوات قليلة يتراوح بين 3 و7 دولارات للجوال· وعلى نحو موازٍ، شهدت أسعار الجبن ارتفاعاً متواصلاً خلال العام الماضي بسبب تراجع الإنتاج وزيادة الطلب· وبناء على بيانات صادرة عن وزارة الزراعة الأميركية، ارتفع سعر صندوق جبن الشيدر الأصفر الذي يزن 18 كيلوجراماً إلى 70,40 دولار أو ما يساوي 3,9 دولار للكيلوجرام، فيما كان سعر الصندوق 52 دولاراً أو 2,9 دولار للكيلوجرام قبل عام واحد· ومن المعروف أن الشيدر والموزاريللا هما من أكثر أنواع الجبن استخداماً في صناعة البيتزا· ولعل أسوأ ما في هذه الظاهرة هو أن الخبراء والمحللين لم يتمكنوا حتى الآن من العثور على أي مبرر منطقي يوحي بأن أسعار الخبز ومشتقاته سوف تبلغ حد ارتفاعها النهائي، أو أنها لن تواصل قفزها إلى مستويات قياسية جديدة لم يكن يتوقعها أحد· نقلاً عن ذي وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©