الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إعلان بيان أبوظبي حول التواصل الثقافي والحضاري

9 ابريل 2007 02:02
أصدرت الندوة الأكاديمية الدولية في ختام أعمالها أمس بقصر الإمارات ''بيان أبوظبي حول التواصل الثقافي والحضاري'' واقترحت إنشاء معهد اكاديمي وثقافي في الإمارات لدعم التواصل الثقافي بين الشعوب والاديان عبر التعليم الجامعي· وأكد البيان أن التعددية الثقافية تستوجب إيجاد سبل للتعاون المشترك وتعزيز التواصل الثقافي بين المجتمعات والأفراد وقبول الآخر والاحترام المتبادل للاختلافات وإيجاد الأرضية المشتركة معه· وأشارت الندوة في البيان إلى ان الاختلافات بين الجذور الثقافية والدينية تعد عامل قوة وأهمية للمجتمعات البشرية وأن الرؤى الثقافية المختلفة للمجتمعات تمثل دافعا للسعي قدما إلى تحقيق الأهداف المشتركة لما فيه خير البشرية· وأكدت أن بناء جسور التواصل الثقافي وإيجاد نقاط التلاقي بين المؤسسات الأكاديمية في العالمين الإسلامي والغربي يتطلب مزيدا من الحوار البناء وتعاون تلك المؤسسات على مختلف الأصعدة منها تشجيع المنح الدراسية والبعثات العلمية وإقامة الندوات العلمية· ودعت إلى العمل على تعزيز التواصل الثقافي على جميع المستويات، وضمن السياقين الأكاديمي والمجتمعي وبين الديانات والثقافات وأيضا ضمن التجمعات الدينية والثقافية في داخل المجتمع الواحد مؤكدة أن تاريخ الأمة العربية والمسلمة يؤكد إمكانية التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات والتواصل الثقافي بين الأديان المختلفة واحترام حقوق الإنسان· موضحة أن تقدم العهدة العمرية - التي أعطاها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ''رضى الله عنه'' لأهل إيلياء - والمبدأ الرئيس والمحوري لبيت المقدس تعد نموذجا أساسيا للتعددية الثقافية والتواصل الثقافي والتفاهم المشترك والاحترام المتبادل· وقالت ''وبلا شك فإن بيت المقدس يقدم لنا نموذجا من المساحة المشتركة التي تمكن أناسا من خلفيات متعددة من العيش فيه سوية ومركزا يزدهر فيه التنوع والتعدد· ونوه ''بيان أبوظبي'' إلى أن التعليم في مجتمع متعدد الثقافات يشكل الوسيلة الأساسية لمواجهة التطرف والتعصب والاستعلاء ويساهم في تحقيق الأرضية المشتركة والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم والأديان والثقافات· وأكد أن هنالك حاجة ماسة إلى تطوير الدراسات الإسلامية في مرحلة التعليم الجامعي لتلبية احتياجات مجتمعاتنا المحلية والدولية وإعداد خريجين جامعيين قادرين على النهوض بدورهم في تنمية وتطوير مجتمعاتهم· وقال البيان انه من أجل تطوير واقع الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية والمسلمة وتعزيز التواصل الثقافي، والحوار البناء بين الحضارات ومواكبة مستجدات القرن الحادي والعشرين يتعين على تلك الجامعات تدريس الدراسات الإسلامية باللغتين العربية والانجليزية· وركز على أن الدعوة إلى التواصل الثقافي والحضاري من خلال التعليم يجب ان تتزامن وتتفق بشكل خاص مع تصحيح المفاهيم الخاطئة والتفسيرات الضيقة عن الإسلام والتي تشكل مصدرا للعديد من المشكلات في مجتمعاتنا· وكان المشاركون في الندوة قد اتفقوا على ضرورة العمل من أجل إنشاء معهد أكاديمي وثقافي يهدف إلى تعزيز الحركة المتبادلة في المسار المزدوج بين وضمن الشعوب والثقافات والأديان ويعمل على إرساء القواعد اللازمة لجدول الأعمال الجديد للتواصل الثقافي عبر التعليم العالي وعلى أن تشمل رسالته تعليم الأجيال القادمة من العلماء والممارسين العاملين على الصعد المحلية والإقليمية والعالمية لتمكينهم من مواجهة التحديات في مجتمع مفتوح وعالم متنوع ومتعدد الثقافات في القرن الحادي والعشرين وأن يكون المعهد مكانا للبحوث المتميزة لتفعيل الحوار والتفاهم المتزن للتواصل الثقافي والحضاري وعن الإسلام والدور الذي يضطلع به المسلمون في العالم المعاصر وان يسعى لإيجاد البيئة المناسبة للحوار البناء والتواصل بدلا من الصدام· وقد اقترحت دار زايد للثقافة الإسلامية إنشاء هذا المعهد في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تمثل مركزا للتسامح والتعايش السلمي· وكان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد افتتح صباح أمس بقصر الإمارات ''الندوة الاكاديمية الدولية للتعددية الثقافية والتواصل الحضاري في القرن الحادي والعشرين'' التي تنظمها دار زايد للثقافة الإسلامية بالتعاون مع معهد آل مكتوم للدراسات العربية والاسلامية باسكتلندا· وأكد معاليه أن التنوع الذي يتميز به سكان الإمارات يرسي القواعد اللازمة لترسيخ الفهم الصحيح للمجتمع الدولي في إطاره العريض وتأكيد العيش بسلام وانسجام مع أناس من ثقافات أخرى لهم تقاليد مختلفة، وقال إن الامارات أصبحت نموذجا للسلام بفضل جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي استطاع الحفاظ على التقاليد والموروثات الثقافية للامارات والسعي في نفس الوقت لتحديث الدولة وتمدينها· ونوه معاليه بأهمية ندوة التعددية الثقافية بالنسبة للمنطقة نظرا لأنها تعد أسلوبا للتفكير مع إفساحها المجال للتعرف على الاختلافات والفوارق الواضحة بين الأمم مشيرا الى أن الحوار الحضاري يترتب على الآمال والتفاؤل والعلاقات التي ظلت عرضة للشك وعدم الثقة· وأشار معاليه الى أن النظرة الغربية الخاطئة عن الاسلام تتجاهل التنوع بين الامم الاسلامية والعوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتاريخية الراسخة في جذور المشكلات التي يعاني منها العالم الاسلامي كالفقر والعنف والعداء للغرب وغير ذلك· وألقى سعادة محمد البادي الظاهري عضو مجلس أمناء دار زايد للثقافة الاسلامية كلمة أكد فيها أن هذه الندوة الأكاديمية الدولية المهمة تأتي انسجاما مع الأهداف العريضة لدار زايد للثقافة الإسلامية المتمثلة في تطوير واقع الثقافة الإسلامية وتعزيز مفاهيم الحوار الحضاري والتواصل الثقافي كما أن انعقاد هذه الندوة يأتي تأكيدا على حرص الدولة في التفاعل مع قضايا المجتمع الدولي ومواجهة تحديات الألفية الجديدة وتبادل الخبرات والتجارب في مجال القضايا ذات الاهتمام المشترك· واشار الى أن الإسلام كان سباقا في تثبيت قواعد التعددية الثقافية والتواصل الحضاري من خلال دعوته إلى التعارف والتسامح والاحترام المتبادل للفوارق والاختلافات والنظر إلى التنوع باعتباره حقيقة وواقعا وأن الاختلاف حق من حقوق الإنسان وكرامته· وقال إننا وإذ نتشرف اليوم باستضافة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل وخارج الدولة للتعرف إلى رؤاهم وتصوراتهم فإننا نتطلع إلى الأجوبة الشافية عن الأسئلة والاستفسارات المطروحة حول قضايا وتحديات التعددية الثقافية والتواصل الثقافي في القرن الحادي والعشرين· وبعد ذلك ألقى اللورد إلدر رئيس معهد آل مكتوم للدراسات العربية والاسلامية الكلمة الرئيسية في الندوة حيث طرح أسئلة تتعلق بأهمية التعددية الثقافية والتواصل الثقافي في عالم اليوم· وقال ان التواصل الثقافي أمر أساسي إذا كنا نريد أن نفند مفهوم ''صراع الحضارات'' ونعالج انعدام الفهم بين الثقافات الذي يتحول إلى عدم التفاهم في كثير من الأحيان وجو الريبة المرتبط به· وعرض بإيجاز أربعة مجالات رئيسية هي المجتمع متعدد الثقافات والعولمة والاستقلال وما بعد الاستعمار والمسلمون في الغرب· وقال انه في ظل هذا الوضع الجديد حلت الشراكة والتعاون محل الإخضاع والاستعمار وانه ينبغي لهذا التطور أن يسفر عن تفهم أفضل للغرب في البلدان الإسلامية والعكس بالعكس· ''وام''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©